الثوار يتراجعون شرقا إلى أجدابيا، وقوات القذافي تهدم مسجدا ومقبرة لقتلاهم في الزاوية

الثوار: فاعلية القصف الجوي انخفضت بعد تسلم الناتو القيادة * قوات القذافي تتفوق في المعارك لأنها متقدمة تسليحا، رغم تنظيم الثوار لصفوفهم * قوات القذافي قصفت مصراتة بشكل متواصل من صباح الثلاثاء وحتى المساء * قوات القذافي تهدم مسجدا في الزاوية وتجرف مقبرة دفنوا فيها الثوار قتلاهم * "جواسيس الحكومة يحاصروننا في المدينة ونحن مذعورون من الحديث"

الثوار يتراجعون شرقا إلى أجدابيا، وقوات القذافي تهدم مسجدا ومقبرة لقتلاهم في الزاوية

مجموعة من الثوار الليبيين

دفعت قوات معمر القذافي قوات الثورة المسلحة في ليبيا، إلى التقهقر شرقا نحو معقلهم في بنغازي يوم الثلاثاء، من خلال قصف صاروخي وبقذائف المورتر في اليوم السادس من القتال على ميناء البريقة النفطي.

ودفع القصف المستمر بالصواريخ وقذائف المورتر قافلة شاحنات وعربات المقاتلين المعارضين باتجاه بلدة أجدابيا، بوابة بنغازي، وكان ذلك أكبر تقهقر في بضعة أيام من المعارك غير الحاسمة، لكن مع حلول الليل هدأ القصف المدفعي، وليس هناك مؤشر على أن قوات القذافي المسلحة ستكمل المسيرة نحو أجدابيا.

ومن الصعب تحديد خط الجبهة في حرب تشهد تحركات سريعة في الاتجاهين عبر الصحراء المفتوحة، وقال أفراد من القوار ينتظرون على شاحناتهم الصغيرة على مسافة 30 كيلومترا من أجدابيا على طريق يحاذي ساحل البحر المتوسط، إن هناك قتالا يجرى على مسافة عشرة كيلومترات إلى الغرب منهم، أي على مسافة 40 كيلومترا شرقي البريقة.

الثوار: فاعلية القصف الجوي انخفضت بعد تسلم الناتو القيادة

وقال آخرون إن قتالا يجري داخل البريقة ذاتها، وقال زياد الخفيفي (20 عاما) وهو أحد مقاتلي الثورة المسلحة: "منذ اليوم الذي تولى فيه حلف شمال الأطلسي السيطرة على الغارات ونحن نتراجع."

وقال مبروك المجبري (35 عاما): "قوات القذافي تقصفنا بصواريخ جراد (روسية الصنع)"، وأضاف: "هناك خطأ ما، عندما أعطت الولايات المتحدة السيطرة للحلف توقف القصف، لا أدري سببا لذلكونفى الحلف أن تكون ضرباته الجوية أقل فاعلية.

وبدأ التقهقر عندما سقطت الصواريخ قرب مجموعة من الثوار ينتظرون شاحنات مزودة بمدافع آلية عند البوابة الشرقية للبريقة صباح يوم الثلاثاء.

وفي منطقة قريبة تصاعد الدخان من حطام شاحنتين حكوميتين محملتين بمدافع آلية، وتصاعد الدخان من الإطارات المحترقة، وقال بعض الثوار إن الشاحنتين دمرتا في ضربة جوية غربية.

قوات القذافي تتفوق في المعارك لأنها متقدمة تسليحا، رغم تنظيم الثوار لصفوفهم

وبدا أن القصف المستمر بالصواريخ وبقذائف المورتر، يعطي قوات القذافي اليد العليا بعد أيام كان يتراجع خلالها أفراد الثورة المسلحون بأسلحة خفيفة، ليحل محلهم جنود أفضل تدريبا من الثوار أيضا.

وأبدى كمال المغربي، المعارض العائد من بريطانيا لينضم إلى القتال إحباطه من التفوق العسكري لقوات القذافي، وقال إن القوى غير متكافئة، مشيرا إلى مدافع الكلاشنيكوف التي يستخدها الثوار، وقال: "هؤلاء الناس لا يمكنهم أن يحاربوا بهذا السلاح."

وأظهر الثوار تنظيما أفضل مما كانت عليه في الأسابيع السابقة، فتحتفظ بالأرض لفترات أطول، وتضغط على المتطوعين غير المدربين للصمود في مواقع خلفية، في حين تهاجم القوات الأكثر خبرة قوات القذافي على خط الجبهة، لكن بدا أن القوات الحكومية تشن هجوما كبيرا يوم الثلاثاء.

قوات القذافي قصفت مصراتة بشكل متواصل من صباح الثلاثاء وحتى المساء

من جهة أخرى، قال متحدث باسم الثورة إن القوات الموالية للقذافي قصفت مدينة مصراتة التي يسيطر عليها الثوار معظم يوم الثلاثاء، لكن القصف توقف مساء.

وقال المعارض ويدعى عبد السلام، إن مصراتة قصفت بنيران الدبابات والمدفعية وقذائف المورتر بصفة أساسية في شارع طرابلس، ومنطقة الميناء، وإن القصف بدأ في العاشرة صباحا وتوقف في الخامسة بعد الظهر.

وأضاف أن الموقف يزداد سوءا كل يوم، وأن عمليات حلف شمال الأطلسي للاسف كانت غير فعالة في مصراتة، وقال إن المدنيين يموتون كل يوم، ولم يتسن له تحديد عدد الذين قتلوا في القصف.

قوات القذافي تهدم مسجدا في الزاوية وتجرف مقبرة دفنوا فيها الثوار قتلاهم

وفي السياق ذاته، هدمت القوات الحكومية مسجدا كان الثوار يستخدمونه مركزا للقيادة في مدينة الزاوية بغرب ليبيا، في تصعيد لجهودها للقضاء على رموز المقاومة ضد معمر القذافي.

وسيطرت قوات الثورة على الزاوية عدة أسابيع، لكنها هزمت في العاشر من مارس / آذار بعد سلسلة من المعارك الشرسة في المدينة.

قوات القذافي تعلق صورا له في أجدابيا

وتسيطر قوات القذافي الآن تماما على البلدة الساحلية التي تبعد 50 كيلومترا غربي طرابلس، وترفرف أعلام القذافي عليها، وتحرس شوارعها ميليشيات الدولة، لكن هدم المسجد أحزن بعض السكان المحليين.

وقال محمد، وهو صاحب متجر: "الناس غاضبون"، وأضاف: "كيف يمكن أن تهدم مسجدا في ميدان رئيسي مثل هذا، إنه بلد مسلم."

والمبنى المقام من الحجر الأبيض، وله مئذنة عالية، كان الثوار يستخدمونه مستشفى ميدانيا، وهدم منذ أسبوع، وسوته الجرافات بالأرض، وحولت الموقع إلى أرض رملية، كما تمت تسوية جبانة مؤقتة قريبة بالأرض في الميدان الرئيسي، حيث دفن الثوار قتلاهم.

والمسجد كان نقطة تجمع يرتاده الثوار للصلاة، ووضع الخطط والاستراحة، وكان سليما قبل دخلو قوات القذافي المدينة، ويبث رسائل معادية للقذافي عبر مكبر للصوت.

واصطحبت الحكومة الصحفيين إلى الزاوية يوم الثلاثاء لإظهار أن المدينة تخضع لسيطرتها، ولوح بضع عشرات من مؤيدي القذافي بالأعلام، ورددوا هتافات في الميدان الرئيسي، وأكد مراقبون رسميون أن الحكومة هدمت المسجد، لكن لم يرد تعقيب رسمي.

"جواسيس الحكومة يحاصروننا في المدينة ونحن مذعورون من الحديث"

وقال أحد الرجال عندما لاحظ عدم وجود مؤيدي القذافي أو المراقبين الرسميين في المكان: "ألا ترى مدى القيود المفروضة علينا الآن.. جواسيس الحكومة يحاصروننا في هذه المدينة ونحن مذعورون من الحديثوقال "هؤلاء الذين قتلوهم كانوا ثوريين ومدنيين ولم يكونوا عصابات أو أعضاء في القاعدة."

وأضاف وهو يصف مشاهد القتال: "القوات المسلحة تستخدم الدبابات وتمطر المباني بالرصاص عشوائيا وهم سيمطرون المباني، لكننا لا يمكننا الحديث، فكل سكان الزاوية ذهبوا، إما هربوا أو اعتقلوا."

وفي كل الانحاء زينت الواجهات المحطمة بصور القذافي، ومازالت تشاهد بعض العبارات التي تقول "أخرج يادكتاتور" من خلال الطلاء الأخضر الذي غطيت به، ووضعت على الأسوار عبارات من الكتاب الأخضر.

وكان البعض غاضبا على نحو واضح، فقد توقف رجل عجوز في الميدان الرئيسي يهز رأسه عندما نظر إلى حشد من مؤيدي القذافي يرقصون بالقرب من موقع المسجد، وقال: "لن تعود هذه المدينة أبدا إلى مثل ما كانت، لماذا هم سعداء هكذا.. لا أعرف."

التعليقات