لبنان يشكو إسرائيل إلى مجلس بسبب عدوانها على المحتجين السلميين في مارون الراس

ميشال سليمان يضع التصرف الاسرائيلي "برسم المجتمع الدولي" * حزب الله: "المؤسسات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان مطالبة بموقف واضح حيال منظومة الإرهاب الصهيونية" * منسق الأمم المتحدة في لبنان: من أخطر الحوادث التي وقعت على الخط الأزرق * نجيب ميقاتي: "لم تكن إسرائيل في حاجة إلى تأكيد غطرستها ووحشيتها، لكنها تعمدت تحدي العالم"

لبنان يشكو إسرائيل إلى مجلس بسبب عدوانها على المحتجين السلميين في مارون الراس

 

قال مصدر رسمي مساء اليوم الأحد، إن لبنان تقدم عبر بعثته لدى الأمم المتحدة في نيويورك، بشكوى لدى مجلس الأمن الدولي ضد إسرائيل، على خلفية قيامها بقتل وجرح عدد من المدنيين المحتشدين في بلدة مارون الراس الحدودية مع الدولة العبرية.

واعتبر لبنان "أن هذا الاعتداء يشكل عملا عدوانيا، ويؤكد مجددا على انتهاك إسرائيل للسيادة اللبنانية، واستهتارها بقرارات الأمم المتحدة".

وطالب لبنان مجلس الأمن الدولي "بتحمل مسؤولياته في حفظ السلم والأمن الدوليين، والضغط على إسرائيل من أجل حملها على الإقلاع عن سياستها العدوانية والاستفزازية تجاه لبنان، وتحميلها مسؤولية قتل المدنيينـ، والاعتداء عليهم."

ميشال سليمان يضع التصرف الاسرائيلي "برسم المجتمع الدولي"

وأدان وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال، علي الشامي، ما وصفه بـ" العمل الإجرامي التي اقترفته إسرائيل عبر استهدافها للمدنيين العزل."

واعتبر الشامي "أن هذا الاعتداء يؤكد على الطبيعة العدوانية لإسرائيل، التي لم تتورع عن الاستعمال المفرط للقوة ضد المدنيين، منتهكة بشكل صارخ القوانين والأعراف الدولية، لا سيما القانون الدولي الإنساني."

 وفي السياق ذاته، أدان رئيس الجمهورية، ميشال سليمان، الأحد، ما وصفه بـ"الممارسات الاسرائيلية الاجرامية ضد المدنيين المسالمين" في جنوب لبنان، والجولان، وفلسطين، والتي أدت إلى مقتل وجرح العشرات.

وقال بيان رئاسي، إن سليمان وضع التصرف الاسرائيلي "برسم المجتمع الدولي، ولا سيما من خلال القوات الدولية العاملة في الجنوب."

وأشار البيان إلى أن سليمان تلقى الأحد اتصالا من أمير قطر، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، تناول التطورات الراهنة جنوبا، مؤكدا "وقوف قطر إلى جانب لبنان."

حزب الله: "المؤسسات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان مطالبة بموقف واضح حيال منظومة الإرهاب الصهيونية"

وأدان حزب الله في بيان له، مساء الأحد، ما وصفه بـ"الهمجية الاسرائيلية التي تمثلت بتعمد قتل المحتجين السلميين، من خلال توجيه الرصاص إلى رؤوسهم وصدورهم".

واعتبر الحزب أن "هذا ليس أسلوبا غريبا على الصهاينة، الذين اعتادوا على سفك الدم العربي الطاهر، دون أي خوف من مساءلة أو عقاب".

وقال: "إن ما جرى اليوم من جرائم دموية فظيعة، ارتكبتها قوات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته حيال هذا الموضوع.. وإن المؤسسات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان، مطالبة بموقف واضح حيال منظومة الإرهاب الصهيونية في استهدافها الإجرامي للشعب الفلسطيني الأعزل، الذي يطالب بحقوقه المشروعة، كي لا تكون شريكة للعدو، أو متواطئة معه في هذه الجرائم".

منسق الأمم المتحدة في لبنان: من أخطر الحوادث التي وقعت على الخط الأزرق

وكان منسق الأمم المتحدة الخاص في لبنان، مايكل وليامز، وصف، في بيان مساء الأحد، الأحداث التي وقعت في جنوب لبنان، بأنها من "أخطر" الحوادث على الخط الأزرق الذي يفصل لبنان عن إسرائيل .

وقال وليامز "إنه تابع مع بالغ القلق الأحداث على طول الخط الأزرق الفاصل بين لبنان وإسرائيل، وأماكن أخرى"، وأضاف: "نأسف بشدة للخسائر التي وقعت اليوم في الأرواح.. إن الأحداث في جنوب لبنان اليوم تعتبر من أخطر الحوادث على الخط الأزرق منذ العام 2006".

وحض وليامز"جميع الأطراف على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، والاحترام الكامل لقرار الأمم المتحدة الصادر عن مجلس الأمن، رقم 1701".

وتحدث وليامز عن الجهود التي يبذلها الجيش اللبناني، والقوات الدولية في جنوب لبنان "لاحتواء الموقف"، وحث "على استمرار التنسيق والتعاون بين جميع الأطراف المعنية، لضمان عدم حدوث مزيد من التصعيد، واستعادة الهدوء فورا".. كما أعرب عن" قلقه إزاء التطورات على الحدود اللبنانية السورية، وغيرها من الحوادث الخطيرة، في جميع أنحاء المنطقة، والتي أدت إلى مصرع العديد من الأرواح اليوم".

وقال إن الأمم المتحدة "ستواصل جهودها للحفاظ على الاستقرار على طول الخط الأزرق، والعمل على ضمان تلبية التطلعات المشروعة للسكان المدنيين".

نجيب ميقاتي: "لم تكن إسرائيل في حاجة إلى تأكيد غطرستها ووحشيتها، لكنها تعمدت تحدي العالم"

وكان رئيس المكلف تشكيل الحكومة اللبنانية، نجيب ميقاتي، قد أدان هو أيضا ما قامت به إسرائيل في الجنوب اللبناني، وقال في بيان له مساء الأحد: "لم تكن إسرائيل في حاجة إلى تأكيد غطرستها ووحشيتها، لكنها تعمدت تحدي العالم والمجتمع الدولي والأمم المتحدة، بممارساتها العدوانية، التي كرستها اليوم بالرصاص القاتل على المتظاهرين العزل، الذين طالبوا بتطبيق قرارات الأمم المتحدة، لتكتب بدماء الشهداء والجرحى الذين استهدفتهم رسالة إلى كل العالم، أنها فوق المساءلة والمحاسبة والإدانة ."

وأضاف ميقاتي: "إن العدوان الاسرائيلي المتمادي على لبنان، يؤكد مرة جديدة أن هذا العدو لا يمكن أن يعيش ويستمر على أرض فلسطين، إلا بالقتل، والتهجير، وتهديد المحيط، كما أنه يؤكد، بما لا يقبل الشك، أن وهم الاطمئنان إليه ليس سوى سرابا يغلف غدره."

وقال: "إن جرائم إسرائيل التي تكررت اليوم على شكل مجازر، تدفعنا إلى مناشدة الأخوة الفلسطينيين تعزيز مصالحتهم في مواجهة المؤامرة على القضية الفلسطينية.. كما أنها يجب أن تحفز اللبنانيين على التنبه إلى الخطر الاسرائيلي المستمر على لبنان، وتدفعهم إلى تقديم الوحدة الوطنية على ما عداها من قضايا، أيا تكن درجة أهميتها".

سعد الحريري: حق العودة قاعدة أساس من قواعد العمل العرب يالمشترك

وكان رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان، سعد الحريري، أدان ما قامت به إسرائيل من أعمال قتل ضد الفلسطينيين الذين توجهوا إلى حدود البلدان المقيمين فيها مع إسرائيل.

وقال الحريري في بيان له، بعد ظهر الأحد: "من حق الشعب الفلسطيني على أمته العربية، وعلى جميع الأمم التي تؤمن بحق الشعوب بالحرية والكرامة وتقرير المصير، أن يشعر بالتضامن الكامل مع قضيته المقدسة في هذا اليوم، ذكرى مرور 63 عاما على نكبة فلسطين"، وأضاف: "إن حق إخواننا الفلسطينيين بالعودة إلى دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس، هو قاعدة أساس من قواعد العمل العربي المشترك، الذي يلتزمه لبنان ويجمع عليه بكافة أطيافه السياسية والوطنية".

وقال: "لا يسعنا إلا أن نسجل في هذا اليوم إدانتنا واستنكارنا الشديدين لإمعان إسرائيل في خرق حقوق الإنسان، ومواجهة التحركات السلمية للمواطنين العرب في لبنان، والجولان، وفلسطين، بالقتل والإجرام."

وأضاف "إن لبنان الذي يبقى ملتزما بالقرارات الدولية، يعتبر قيام إسرائيل بإطلاق النار على المتظاهرين السلميين على حدودنا الجنوبية هو عدوان سافر وغير مقبول، ونحن نحمل المجتمع الدولي وقوات الأمم المتحدة المنتشرة في الجنوب، مسؤولية محاسبة إسرائيل على الجريمة التي أودت بأرواح 4 شهداء، وأصابت العشرات، جراء إطلاق النار بوحشية عليهم".

قائد القوة الدولية في لبنان: "هناك حاجة ضرورية إلى اتخاذ خطوات أمنية ملموسة على الأرض"

من جهة أخرى، أصدر أصدر قائد القوة الدولية العاملية في لبنان، اللواء ألبرتو أسارتا، بيانا قال فيه: "في ضوء الالتفاتة الخطرة للأحداث قرب مارون الراس اليوم، والتي أدت إلى خسائر مأساوية في الأرواح.. قمت شخصيا بالاتصال بقيادات الأطراف كافة، ودعوت الجميع إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، للحيلولة دون وقوع إصابات أخرى"، وأضاف: "هناك حاجة ضرورية إلى اتخاذ خطوات أمنية ملموسة على الأرض، وأنا كلي ثقة بأن جهودنا ستساعد على عودة الهدوء، ومنع حصول أي حوادث أخرى على طول الخط الأزرق، وأن القوات الدولية تحافظ على تواجد قواتها على الأرض لدعم القوات المسلحة اللبنانية، وفقا لولايتها المنصوص عليها في قرار مجلس الأمن الرقم 1701."

وقال: "إن القوات الدولية على أهبة الاستعداد لتقديم أي مساعدة تطلبها القوات المسلحة اللبنانية في إطار التعاون والتنسيق معها."

وكانت إسرائيل قد أطلقت النار على حشد من اللاجئين لفلسطينيين، توجه إلى الحدود اللبنانية – الاسرائيلية، في الذكرى السنوية الـ63 لنكبة الشعب العربي الفلسطيني، مما أدى إلى سقوط العشرات ما بين قتيل وجريح.

التعليقات