الجيش السوداني سيظل في ابيي حتى التوصل لترتيبات امنية جديدة

اعلن وزير الدولة السوداني في رئاسة الجمهورية أمين حسن عمر اليوم أن الجيش السوداني سيبقى في ابيي التي دخلها أمس "لحين التوصل لترتيبات أمنية جديدة"، مع تاكيده استعداد حكومة السودان للتفاوض.

الجيش السوداني سيظل في ابيي حتى التوصل لترتيبات امنية جديدة

 

اعلن وزير الدولة السوداني في رئاسة الجمهورية أمين حسن عمر اليوم أن الجيش السوداني سيبقى في ابيي التي دخلها أمس "لحين التوصل لترتيبات أمنية جديدة"، مع تاكيده استعداد حكومة السودان للتفاوض.

وقال امين حسن عمر للصحافيين عقب مباحثات اجرتها الحكومة السودانية مع سفراء الدول الاعضاء في مجلس الأمن الدولي في الخرطوم: "حتى نتوصل لترتيبات امنية جديدة سيظل الجيش حارسا للمنطقة حتى يضمن عدم دخول قوات الجيش الشعبي لها مرة اخرى".

وأضاف: "نحن مستعدون للتفاوض وملتزمون باتفاق السلام الشامل (2005) واتفاق كادوقلي" الموقع في مطلع العام 2011 بين الجانبين بشأن منطقة ابيي. واعتبر انه كان من "واجب الجيش طرد هذه القوة خارج حدود ابيي وان يتعامل معها كقوة غير شرعية ولا تريد القوات المسلحة فرض واقع جديد".

وأكد الوزير أن الجيش السوداني بات موجودا "حاليا شمال نهر بحر العرب وهناك قوة من الحركة (الشعبية) تحاول ان يكون لها وجود في ابيي وهذا غير مقبول نهائيا وفقا لمرجعيات اتفاق السلام الشامل وبروتوكول ابيي والدستور" السوداني. واعتبر ان اتفاق السلام الموقع العام 2005 يسمح للجيش السوداني بالتواجد شمال نهر بحر العرب والجيش الشعبي لتحرير السودان جنوبه.

ودخل الجيش السوداني مدينة ابيي مساء السبت بعد معارك مع الجيش الشعبي اندلعت يوم الخميس الماضي اثر تعرض قوة من الجيش السوداني لهجوم في منطقة تسيطر عليها شرطة حكومة جنوب السودان.

ويتنازع شمال السودان وجنوبه حول تبعية ابيي وكان من المقرر ان يجرى استفتاء فيها متزامنا مع استفتاء جنوب السودان الذي اجري في التاسع من كانون الثاني/يناير 2011 ولكنه تأجل لخلاف بين الشمال والجنوب حول الناخبين الذين لهم الحق بالتصويت.

وشدد وزير الدولة السوداني امين حسن عمر على ان "ابيي منطقة شمالية الى ان يقرر اهلها في الاستفتاء" مصيرها.

واوضح مصدر في قوة الأمم المحدة في السودان لوكالة فرانس برس ان "الجيش السوداني الشمالي بات ينتشر حتى النهر الذي يعتبر الحدود الجنوبية لابيي" وهو النهر الذي يطلق عليه العرب اسم بحر العرب في حين يطلق عليه الجنوبيون اسم نهر كير. واضاف هذا المصدر "لدينا معلومات تفيد بحصول عمليات نهب للمنازل التي هجرها سكانها من قبل مسلحين"، موضحا ان نحو 15 دبابة تابعة للجيش الشعبي لتحرير السودان شوهدت في اغوك جنوب النهر الذي اصبح خط الجبهة بين الطرفين.

وطالبت حكومة جنوب السودان الاحد الجيش السوداني بانهاء "الاحتلال غير المشروع" لمنطقة ابيي وحذرت من ان معارك الايام الاخيرة قد تغرق البلاد مجددا في الحرب الاهلية.

وقال برنابا ماريال بنجامين وزير الاعلام في منطقة جنوب السودان التي تتمتع بحكم ذاتي والتي ستصبح دولة مستقلة في تموز/يوليو "انه اجتياح غير مشروع ينتهك كل اتفاقيات السلام ويعرض للخطر حياة الاف المدنيين". واضاف غداة سيطرة الجيش السوداني (الشمالي) على ابيي "انهم (الشماليون) يسعون وراء الانشقاق، لكن لا يمكن ان نقبل بان يدفعوا الشعب السوداني الى المواجهة".

وقال ان جنوب السودان يبقى رغم كل شيء ملتزما باحترام اتفاق السلام الذي وضع حدا للحرب الاهلية في 2005.

ودانت بريطانيا الاحد هجوم الجيش السوداني على ابيي. وقال وزير الخارجية وليام هيغ في بيان "ادين العمليات العسكرية الاخيرة في ابيي وفي محيطها وخصوصا هجوم القوات السودانية المسلحة على مدينة ابيي في 21 ايار/مايو".

كما دانت الولايات المتحدة وفرنسا الاحد سيطرة الجيش السوداني على مدينة ابيي وطالبت واشنطن بانسحاب القوات الشمالية من المدينة فيما نددت باريس ب"انتهاك خطير" لاتفاق السلام بين الشمال والجنوب.

التعليقات