شهود: ٦ قتلى على الأقل في بلدتين سوريتين برصاص الأمن

قال سكان لوكالة "رويترز" للأنباء إن جلا قتل وأصيب كثيرون اليوم الأحد لدى دخول دبابات بلدة تلبيسة قرب مدينة حمص السورية في حملة موسعة للجيش لقمع الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية، فيما قال شاهد إن القوات السورية قتلت اثنين وأصابت عشرات آخرين اليوم في مدينة الرستن في وسط سوريا التي شهدت مظاهرات غفيرة ضد حكم الرئيس بشار الاسد.

شهود: ٦ قتلى على الأقل في بلدتين سوريتين برصاص الأمن

مظاهرة في درعا (أرشيف)

أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا أن ستة أشخاص لقوا حتفهم منذ فجر اليوم الأحد في مدينتي تلبيسة والرستن وقرية مجاورة لهما في محافظة حمص.

وابلغ مدير المرصد رامي عبد الرحمن يونايتدبرس انترناشونال "أن مصادر طبية اكدت للمرصد وجود عشرات الجرحى في المشفى الوطني والمشفى العسكري بحمص، بالاضافة إلى امرأة شهيدة وجرحى في مشفى خاص في المدينة".

وشهدت مدينتا تلبيسة والرستن خلال اليومين الماضيين تظاهرات عديدة للمطالبة بالحرية. وقال عبد الرحمن "إن قرار الحل الأمني والعسكري الذي اتُخذ في الحادي والعشرين من نيسان/ابريل الماضي لم ولن يجدي نفعاً ولا بديل عن الحل الديمقراطي في سوريا".

وأضاف "أن عدد الشهداء ارتفع 934 مدنياً وثّقها المرصد بقوائم بأسمائهم ومكان وتاريخ استشهادهم، و 164 عنصراً من الجيش وقوى الأمن منذ اندلاع التظاهرات قبل أكثر من شهرين". 

في موازاة ذلك، قال سكان لوكالة "رويترز" للأنباء إن جلا قتل وأصيب كثيرون اليوم الأحد لدى دخول دبابات بلدة تلبيسة قرب مدينة حمص السورية في حملة موسعة للجيش لقمع الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية، فيما قال شاهد إن القوات السورية قتلت اثنين وأصابت عشرات آخرين اليوم في مدينة الرستن في وسط سوريا التي شهدت مظاهرات غفيرة ضد حكم الرئيس بشار الاسد.

وقال أحد سكان الرستن اتصلت به وكالة رويترز إن قوات مدعومة بالدبابات طوقت الرستن صباح اليوم وبدأت في اطلاق نيران أسلحة ثقيلة في شوارع المدينة التي يسكنها 80 ألف نسمة على بعد 25 كيلومترا الى الشمال من مدينة حمص المضطربة. وقال الشاهد وهو محام رفض نشر اسمه خشية الانتقام منه "المركز الطبي الرئيسي للرستن مكتظ بالجرحى. الدبابات موجودة في أنحاء المدينة وهي تطلق النار بكثافة". وأضاف: "هذا محض انتقام" في اشارة إلى الاف المحتجين الذين طالبوا يوم الجمعة باقالة الأسد في واحدة من أكبر المظاهرات بالمنطقة منذ اندلاع الانتفاضة ضد حكمه بجنوب سوريا يوم 18 آذار (مارس) وامتدادها في أنحاء البلاد.

وتقع الرستن في منطقة زراعية على الطريق الرئيسي السريع في الشمال الممتد بين دمشق وحلب ثاني اكبر المدن السورية. وقال المحامي إن الانترنت وامدادات المياه والكهرباء وخطوط الهواتف الأرضية وأغلب خدمات الهاتف المحمول قطعت في خطوة يستخدمها الجيش في العادة قبل اقتحام المدن.

واستمرت الاحتجاجات في سوريا رغم القوة المتزايدة المستخدمة للقضاء على المظاهرات التي بدأت بالمطالبة باصلاحات سياسية وانهاء الفساد لكنها تطالب الان بالاطاحة بالأسد.  ورد الرئيس على الاحتجاجات المتزايدة والتي تمثل اكبر تحد لحكمه بتكثيف حملة القمع العسكرية التي أسفرت عن مقتل المئات.

كما أن الاسد (45 عاما) رفع حالة الطواريء ووعد باجراء اصلاحات تقول المعارضة انها لم تغير من طبيعة سوريا التي يحظر فيها حزب البعث الحاكم كل أشكال المعارضة والحريات السياسية منذ عام 1963.

وتقدر جماعات لحقوق الانسان أن قوات الامن والجيش ومسلحين موالين للاسد قتلوا ألف مدني على القل خلال الاسابيع العشرة المنصرمة. وتقول إن عشرة الاف شخص ألقي القبض عليهم وكانت ممارسات مثل الضرب والتعذيب منتشرة.

وتلقي السلطات باللوم على عصابات مسلحة واسلاميين ومندسين أجانب في العنف وتقول ان 120 فردا من الجيش والشرطة على الاقل قتلوا منذ اندلاع الاحتجاجات في آذار. ويقول نشطاء إن الشرطة السرية قتلت العشرات من الجنود لرفضهم اطلاق النار على المدنيين.

وفي بلدة دير الزور بشرق البلاد قال شاهد إن رجلا واحدا على الأقل أصيب أمس السبت عندما فتحت قوات الأمن السورية النار لتفرقة مظاهرات ليلية. وقال الشاهد وهو من سكان المدينة في مكالمة هاتفية: "كنت أسمع أصوات الأعيرة النارية والمحتجين وهم يتهفون 'الشعب يريد اسقاط النظام' في الوقت ذاته".

ونظمت مظاهرات كل ليلة في دير الزور ومدن وبلدات أخرى للتحايل على الاجراءات الأمنية التي تم تشديدها في الاسابيع القليلة الماضية بعد أن زاد المتظاهرون من أعدادهم ونشرت الدبابات داخل المدن وحولها.

وقال مدافعون عن حقوق الانسان إن تجمعا حاشدا ليليا نظم أمس السبت في بلدة بنش بمحافظة إدلب بشمال شرق البلاد احتجاجا على اعتقالات تمت أول من أمس الجمعة.

وقالت المنظمة الوطنية لحقوق الانسان في سوريا إن قوات الامن قتلت بالرصاص 12 متظاهرا يوم الجمعة خلال احتجاجات في 91 موقعا في أنحاء سوريا.

وقالت المنظمة في بيان إن السلطات السورية تستمر في "استعمال القوة المفرطة والعنف لتفريق التجمعات السلمية لمواطنين سوريين عزل في عدد من المحافظات والمدن السورية مما أدى لوقوع عدد من الضحايا (قتلى وجرحى في عدة مناطق ومدن سورية) خلال اليومين الماضيين رغم الاعلان عن الغاء حالة الطوارئ".

التعليقات