الأسد يصدر "عفوًا عامًا"... وأطراف معارضة تعقد مؤتمرها في تركيا

أصدر الرئيس السوري بشار الأسد، مساء اليوم الثلاثاء، مرسوما بمنح عفو عام عن "الجرائم" المرتكبة قبل 31-5-2011 يشمل المنتمين إلى تيارات سياسية.

الأسد يصدر

أصدر الرئيس السوري بشار الأسد، مساء اليوم الثلاثاء، مرسوما بمنح عفو عام عن "الجرائم" المرتكبة قبل 31-5-2011 يشمل المنتمين إلى تيارات سياسية.

وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إن "مرسوم العفو يشمل كافة الموقوفين المنتمين الىإلىتيارات سياسية" ما يعني المنتمين الى جماعة الإخوان المسلمين المحظورة. كما شمل العفو عن نصف العقوبات في الجنايات، شريطة عدم وجود ادعاء شخصي .

من جانبها (يو بي آي)، اعتبرت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا المعارضة المحظورة أن كل قرار باتجاه التفريج عن الناس ومعتقلي الرأي في سوريا يمثل خطوة ايجابية في الاتجاه الصحيح. وأبلغ زهير سالم، الناطق باسم الجماعة المحظورة إن "القضية الوطنية العامة ليست قضية أحزاب المعارضة بما فيها قضية الإخوان، وهناك أزمة في البلد تحتاج إلى حلول جريئة من هذا النوع، وننتظر حتى صدور المرسوم للاطلاع على تفصيلاته القانونية".

وقال: "نحن في جماعة الإخوان المسلمين جزء من حراكنا الوطني وملتحمون به، وسيكون موقفنا جزءاً من هذا الحراك في أي مسألة داخلية".

وطالب الناطق الرسمي باسم جماعة الأخوان المسلمين في سوريا إلغاء القانون (49) لعام 1980، الذي يحكم بالاعدام على كل من ينتسب إلى الجماعة "ليكون مكملاً قانونياً لهذه الخطوة إذا أُريد لها أن تبلغ مداها".

على صلة (أ ف ب)، بعد نحو شهرين ونصف شهر على اندلاع الحركة الاحتجاجية الواسعة في سوريا ضد نظام الرئيس بشار الاسد، يعقد اليوم وغداً مؤتمر في مدينة أنطاليا التركية يضم أطراف معارضةبهدف "بحث سبل دعم الثورة السورية في الداخل وتأمين استمرارها"، حسب ما أجمع عليه ممثلون عن مختلف الاطراف المشاركين.

واللقاء الذي يعقد تحت عنوان "المؤتمر السوري للتغيير" هو المؤتمر الأول الفعلي للمعارضة السورية منذ اندلاع الحركة الاحتجاجية في منتصف آذار/مارس الماضي في سوريا. ويأتي مؤتمر انطاليا بعد اجتماع أول شارك فيه معارضون سوريون في أسطنبول في السادس والعشرين من نيسان/أبريل الماضي، الا انه كان بدعوة من منظمات مجتمع مدني تركية دعت شخصيات معارضة سورية لبحث مجريات الاحداث في سوريا.

ويشارك في مؤتمر أنطاليا ممثلون عن جماعة الإخوان المسلمين المحظورة في سوريا، وعن اعلان دمشق الذي يضم هيئات وشخصيات معارضة في الداخل والخارج، وتنظيمات وشخصيات كردية وممثلين عن عشائر وعن شبان يشاركون في تنظيم الحركة الاحتجاجية في سوريا.

ومنذ صباح اليوم امتلأت ردهات الفندق الذي يعقد فيه المؤتمر بعشرات السوريين القادمين من كافة انحاء العالم. وحظي القادمون من الداخل وخاصة الشبان منهم بأكبر قدر من الاهتمام حيث تحلق ابناء المهاجر حولهم لاستقصاء اخبار الوطن.

وقال انس العبدة، رئيس الامانة العامة لاعلان دمشق في الخارج، لفرانس برس إن "الهدف الأساسي من هذا المؤتمر هو بحث كافة السبل لدعم الثورة السورية وتأمين استمرارها وتصعيدها للوصول الى التغيير الديموقراطي المنشود". وأضاف العبدة أن هذا المؤتمر هو "خطوة هامة في اتجاه توحيد جهد المعارضة السورية في الداخل والخارج وتنسيق عملها مع شرائح لم تكن تشكل جزءا من المعارضة قبلا وهي رجال الاعمال وزعماء عشائر عربية وكردية وممثلو تنسيقيات للثورة السورية في الداخل من الشبان السوريين".

وتابع: "كنا نتحدث في السابق عن توازن الضعف بين النظام والمعارضة أما الآن فقد أصبحت المعارضة اقوى والنظام اضعف". وأعرب العبدة عن الأمل بأن يوجه هذا المؤتمر "رسالة ايجابية للداخل السوري حول دعم جميع الأطياف الوطنية لشبان الثورة كما نتطلع أن يوجه رسالة ايجابية إلى الدول الاقليمية والمجتمع الدولي بأن السوريين قادرون على إدارة أمورهم في المرحلة القادمة خاصة بعد مرحلة التغيير".

وأكد العبدة اخيراً أن هذا المؤتمر "ليس سوى حلقة في سلسلة حلقات من العمل الوطني وهو لا يحتكر تمثيل المعارضة ولا العمل الوطني". ويتمثل الإخوان المسلمون بوفد كبير في مؤتمر انطاليا يترأسه القيادي في الجماعة ملحم الدروبي المقيم بين كندا والسعودية.

ويؤكد الدروبي أن الهدف من عقد هذا المؤتمر هو "دعم الثورة السورية" معتبرا أن "ما نستطيع القيام به في الخارج يتكامل مع ما يقوم به الثوار في الداخل". وتوقع الدروبي في تصريح لفرانس برس ان يحدد هذا المؤتمر "خارطة طريق عبر تشكيل هيئة تنفيذية للعمل على دعم الثوار لاسقاط النظام وتشكيل هيئة متابعة لتنسيق خطوات تنفيذ ما يتفق عليه".

ورأى المسؤول في الإخوان المسلمين أن هذا المؤتمر وما قد يليه من مؤتمرات اأرى "هي محطات في مسيرة الثورة السورية للعمل على توحيد الجهود والتواصل مع المجتمع الدولي لدعم الثورة وهناك انفتاح كامل للتعامل مع المؤتمرات الاخرى".

وعما تسرب من معلومات حول عزم مؤتمر أنطاليا على تشكيل مجلس انتقالي على غرار المجلس المقام في ليبيا وعن الاتجاه من الآن لمناقشة دستور سوري جديد قال الدروبي: "ليس من أهداف هذا المؤتمر تأسيس مجلس انتقالي كما أننا غير معنيين حاليًا بمناقشة دستور فالهدف الأساسي الآن دعم الثورة لإسقاط بشار الأسد".

من جهته، أكد الاستاذ الجامعي السوري المعارض برهان غليون المقيم في باريس والذي لا يشارك في أعمال مؤتمر انطاليا ان هذا المؤتمر "هو بداية لتلمس الطريق من قبل بعض أطراف المعارضة ولن يكون المؤتمر الأخير على طريق تنظيمها". وقال إن المعارضة السورية رغم تمايزات شرائحها "متفقة على أن شبان الانتفاضة في سوريا الذين يتميزون بروح التضحية والشجاعة هم الرافعة الأساسية ضد نظام الأسد".

وأشار غليون إلى "محاولات أخرى للمعارضة السورية لتشكيل هيئة وطنية تضم شخصيات عابرة للأحزاب تصدر وثيقة مبادىء" معتبرا أن الهدف من هذه الاجتماعات للمعارضة هو "الوصول إلى خط واضح لمعارضة سورية محورها حركة الاحتجاج الشعبية".

ورأى عمار القربي الذي يشارك في مؤتمر انطاليا بصفته رئيسا للمنظمة الوطنية لحقوق الانسان أن هذا المؤتمر "هو خطوة لتوحيد المعارضة تحت سقف الثورة السورية". واضاف أنه إذا كان للمعارضة "تمايزاتها الإيديولوجية والسياسية فان الدماء التي سقطت في سوريا دفعت هذه المعارضة إلى الإرتقاء عن هذه التمايزات".

وشدد في تصريح لفرانس برس على ان الهدف من المؤتمر هو "دعم الثورة السورية وتلبية احتياجاتها ووضع آلية لتلبية هذه الاحتياجات على المستويات اللوجستية والاعلامية والحقوقية". من جهته يوضح محمد دغمش في اللجنة الاعلامية للمؤتمر أن "عدد المشاركين سيكون نحو 300 شخص من شرائح مختلفة تضم غالبية أطياف المعارضة من شخصيات سياسية وثقافية وكتاب وفنانين".

وأوضح أن "نحو ثلث المشاركين قدموا من الداخل عن طريق لبنان وتركيا ويمثلون تنسيقيات الشبان المشاركين في تنظيم الاحتجاجات في الداخل". ومن المتوقع ان ينهي المؤتمر اعماله الخميس باصدار توصياته، ولوحظ حضور كثيف للاعلامين العربي والتركي.

التعليقات