قتلى جمعة "صمتكم يقتلنا" يرتفع إلى 25، وحملة اعتقالات كبيرة في دمشق

قالت لجان تنسيق محلية في سوريا، إن ثمانية أشخاص قتلوا الليلة الماضية في منطقة الكسوة، بريف دمشق، ليرتفع إلى 25 عدد القتلى الذين سقطوا خلال المظاهرات التي عمت مدنًا وبلدات سورية للمطالبة بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد.

قتلى جمعة

قالت لجان تنسيق محلية في سوريا، إن ثمانية أشخاص قتلوا الليلة الماضية في منطقة الكسوة، بريف دمشق، ليرتفع إلى 25 عدد القتلى الذين سقطوا خلال المظاهرات التي عمت مدنًا وبلدات سورية للمطالبة بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد.

وقد خرجت مظاهرات أمس في الجمعة الـ17 من اندلاع الانتفاضة في البلاد، في منتصف مارس/آذار الماضي، وفي الجمعة الأخيرة قبيل شهر رمضان، اختار المحتجون لمظاهراتهم شعار "صمتكم يقتلنا"، في إشارة إلى أن هناك تواطؤا خارجيا مع أعمال القمع في سوريا.

فرغم سقوط أكثر من 2250 قتيلا، وفقا لتقديرات لجان التنسيق، بالإضافة إلى عشرات الآلاف من المعتقلين واللاجئين والنازحين، لم ترتق معظم الردود الرسمية والشعبية بالعالم العربي إلى مستوى الأحداث التي تشهدها سوريا.

وقال اتحاد تنسيقيات الثورة، إن مدنا عدة شهدت مظاهرات حاشدة، مثل حماة، ودير الزور، وحمص، ومعرة النعمان ودرعا، وإدلب، وجبلة، ومدن بريف دمشق، كالتل، ودوما، وسقبا، وداريا، والزبداني، وأحياء في قلب العاصمة دمشق.

وتقول منظمة سواسية السورية لحقوق الإنسان المستقلة، في بيان، إن قوات الأمن تواصل القمع العنيف ضد المظاهرات السلمية المطالبة بالحرية وسقوط النظام، حيث أطقت الذخيرة الحية على معظم الاحتجاجات في كل أنحاء البلاد أمس.

 اعتقال 500 شخص في دمشق، ومنع إقامة مراسم تشييع لأحد الشهداء فيها

هذا وأفاد ناشط حقوقي السبت، أن شابا قتل في حي القدم في العاصمة برصاص رجال الأمن، الذين قاموا بحملة مداهمة الجمعة اعتقل خلالها أكثر من 500 شخصا.

وذكر مدير المرصد السوري لحقوق الانسان، رامي عبد الرحمن، أن "قوات كبيرة من عناصر الجيش والامن دخلت عند الساعة الثالثة من فجر الجمعة (توقيت دمشق)، حي القدم، وحاصرته بشكل كامل".

وأضاف مدير المرصد أن "أكثر من 500 مواطن اعتقلوا نتيجة هذه الحملة، واستشهد شاب على أحد الحواجز الأمنية".

وأشار إلى أن السلطات "منعت إقامة تشييع له إلا من أهله، وتم دفنه بشكل سريع بمرافقة الأمن لمنع خروج مظاهرة".

ولفت عبد الرحمن إلى أن "الجيش نصب حواجزه على جميع مداخل الحي، قبل أن تباشر قوات الامن مدججة بالسلاح والعتاد، بحملة مداهمات للمنازل واعتقالات بشكل عشوائي، رغم وجود قوائم بأسماء مطلوبين شاركوا بمظاهرات مناهضة للنظام".

وأضاف أن "قوات الامن قامت بكسر أبواب من لا يفتح الباب مباشرة، والقفز عبر أسطح المنازل"، لافتا إلى أن "الحملة التي ترافقت مع إطلاق رصاص كثيف لإخافة الأهالي استمرت حوالي أربع ساعات".

"السلطات السورية أمعنت في استخدام القتل بحق المتظاهرين"

وأشار مدير المرصد إلى "سماع صوت إطلاق رصاص كثيف تزامنا مع حملة المداهمات، التي تنفذها القوات السورية في المنطقة الممتدة بين شارع الزير وشارع الستين في حمص."

ولفت إلى "أن أحياء حمص شهدت يوم أمس (الجمعة)، مظاهرات ضخمة ضمت عشرات الألوف من المواطنين، ودعت إلى إسقاط النظام".

وأفاد ناشطون حقوقيون السبت، أن 20 شخصا قتلوا الجمعة، فيما جرح أكثر من 35 في يوم جمعة "صمتكم يقتلنا"، الذي دعا ناشطون إلى التظاهر فيه ضد النظام السوري.

وأكدت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بيان "سقوط 19 شهيدا"، مشيرة إلى أن "السلطات السورية أمعنت في استخدام القتل بحق المتظاهرين في جمعة صمتكم يقتلنا يوم أمس الجمعة".

ولم يرد اسم قتيل منطقة القدم ضمن البيان.

تعزيزات عسكرية كبيرة بعد الاقتال في دير الزور وقصفها بالدبابات

وفي بعض تفاصيل أجواء التظاهر أمس في سوريا، قال شهود إن قتالا اندلع بين أفراد من القوات السورية وسكان في مدينة دير الزور، عقب مقتل خمسة محتجين وقصف المدينة بالدبابات.

ونقلت وكالة رويترز عن شاهد قوله، إن القتال في دير الزور اندلع منذ فجر الجمعة، مؤكدا أن "الدبابات دخلت المدينة خلال الليل، لكن هناك حديثا عن انشقاق وحدات كاملة من الجيش وقيامها بقطع الكهرباء والاتصالات".

وقال السكان إن القتال خمد فيما بعد، ولكن شوهدت 12 طائرة هليكوبتر على الأقل تنقل جنودا إلى مطار عسكري، كما وصلت تعزيزات من الدبابات واتخذت مواقع حول المدينة، وحدثت بعض الوقائع الفردية التي استخدم فيها سوريون السلاح خلال الانتفاضة لحماية منازلهم، خلال هجمات شنتها قوات الامن على مدن مضطربة.

وتحدثت مواقع للمعارضة على الإنترنت عن انشقاقات في صفوف الجيش في دير الزور، التي شهدت حملات دهم في عدة أحياء، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

إطلاق نار على المتظاهرين في درعا والبانياس واللاذقية

وفي تطورات أخرى، قال ناشطون حقوقيون إن قوات الأمن أطلقت الرصاص على متظاهرين في قرية المسيفرة بمحافظة درعا جنوب البلاد، وقتلت واحدا منهم على الأقل، وأضافوا أن المتظاهرين تعرضوا لإطلاق النار أيضا في مدن درعا وبانياس واللاذقية.

ومن جهتها، قالت الوكالة العربية السورية للأنباء (رسمية)، إن أحد أفراد قوات حفظ النظام قتل في مدينة البوكمال الواقعة عند أقصى الطرف الشرقي لمحافظة دير الزور، على الحدود مع العراق، وإن من سمتهم "مخربين"، فجروا خطا لتصدير النفط قرب مدينة حمص وسط البلاد أمس.

غير أن سكانا من المنطقة شككوا في الرواية الرسمية، وقالوا إن المنطقة المذكورة تخضع بالكامل لسيطرة القوات السورية، معتبرين أن لا علاقة للحادث -إن صح- بالثورة التي قالوا إنها سلمية.

ونقلت وكالة رويترز عن سكان قولهم، إن الجيش حاصر الأسبوع الماضي مدينة البوكمال، بعد أن انشق ثلاثون جنديا إثر مقتل أربعة محتجين.

وبدمشق، قال بيان لاتحاد تنسيقيات الثورة، إن الجيش أقام حواجز عسكرية بحي الميدان بقلب دمشق "عرقلت الحركة، خصوصا عند المجتهد وساحة الأشمر، ورغم ذلك خرج آلاف المتظاهرين بهذا الحي".

التعليقات