23 شهيدا الجمعة: تأسيس "الهيئة العامة للثورة السورية"، والصدر يعرض وساطته

تأسيس "الهيئة العامة للثورة السورية" * خمسة أشخاص قتلوا في حمص واعتقالات * اللاذقية ودمشق.. مظاهرات وقمع * إلغاء الاحتفالات بعيد الفطر في المناطق الكردية تضامنا *

23 شهيدا الجمعة: تأسيس

أعلن ناشطون حقوقيون، أن 23 مدنيا، بينهم طفلان، قتلوا الجمعة برصاص قوات الامن السورية، فيما عمت التظاهرات الكثير من المدن والبلدات السورية، غداة دعوات غربية مكثفة للرئيس بشار الأسد بالتنحي.

وقد انطلقت هذه التظاهرات تلبية لدعوة ناشطين على الفيسبوك للتظاهر تحت شعار "جمعة بشائر النصر".

وأفاد المرصد السوري لحقوق الانسان، أن "15 شخصا قتلوا في ريف درعا، بينهم ستة بالغين وطفلان في مدينة غباغب، وخمسة أشخاص في الحراك، وشخص في إنخل، وآخر في نوى، عندما أطلق رجال الامن النار لتفريق تظاهرات جرت في هذه المدن".

وأشار المرصد إلى "جرحى، حالة أكثرهم حرجة في الحراك، التي تشهد إطلاق نار كثيفا، وفي إنخل"، وأضاف أن "شخصا قتل في حرستا (ريف دمشق)، وآخر في دوما، عندما أطلقت قوات الامن الرصاص الحي لتفريق المتظاهرين".

خمسة أشخاص قتلوا في حمص واعتقالات

وقال ناشط آخر من مدينة حمص (وسط)، إن "خمسة أشخاص قتلوا في حمص، بينهم شخص في حي القرابيص، وآخر في حي بابا عمرو، وثالث في حي جوبر".

وأوضح الناشط أن شخصين توفيا متأثرين بجراح أصيبا بها الخميس، خلال مشاركتهما في تظاهرتين، واحدة في ضواحي دمشق والثاني في حمص.

وفي ريف درعا أيضا، قال المرصد إن "قوات الامن أطلقت النار على متظاهرين في بلدة غباغب، مما أدى إلى جرح ثلاثة منهم"، مشيرا إلى أن الاجهزة الامنية "اعتقلتهم فورا، وهناك حالة توتر شديد في البلدة".

ومن جهته، أوضح المرصد أيضا أن "تظاهرات خرجت في معظم أحياء مدينة حمص (وسط)، للمطالبة بإسقاط النظام، أضخمها كانت في حي الخالدية، ضمت نحو عشرين ألف متظاهر".

وأشار إلى "إطلاق نار كثيف في حيي باب الدريب، والميدان، وأحياء أخرى لم يمكن تحديدها"، لافتا إلى "حملة مداهمات للمنازل واعتقال متظاهرين في حي الميدان وكرم الشامي".

وأشار المرصد إلى سماع صوت إطلاق رصاص كثيف في حي باب عمرو، كما شوهدت صباح الجمعة ثلاث ناقلات جند مدرعة عند دوار دير المخلص، وناقلة جند أخرى عند مدخل حي باب السباع.

سانا: جرحى وقتل بين قوات حفظ النظام

من جهتها، أعلنت وكالة الانباء الرسمية (سانا)، مقتل شرطي ومدني، وجرح اثنين من عناصر مخفر غباغب (ريف درعا) "بنيران مسلحين هاجموا المخفر، بالإضافة إلى سقوط شهيدين من عناصر قوات حفظ النظام، وإصابة أربعة آخرين برصاص مسلحين يطلقون النار عشوائيا في شوارع حرستا".

وأضافت أن "أربعة من عناصر قوات حفظ النظام أصيبوا برصاص مسلحين وقنابل ألقيت عليهم من منزل مهجور في إنخل".

اللاذقية ودير الزور.. مظاهرات وقمع واعتقالات

وغربا على الساحل السوري، ذكر المرصد أن "المصلين خرجوا من جامع الفتاحي في اللاذقية في تظاهرة انقضت عليها مجموعات الشبيحة بسرعة لتفريقها، بينما خرجت تظاهرة في حي الميدان في بانياس تطالب بإسقاط النظام، رغم التواجد الامني الكثيف".

وتحدث عن "انتشار أمني كثيف" في دير الزور (شرق)، التي أعلن الجيش السوري خروجه منها.

وقال إن "انتشارا أمنيا كثيفا سجل أمام مساجد يمنع خروج المصلين في تظاهرات، بينما شهد شارع التكايا تظاهرة فرقتها أجهزة الامن بإطلاق الرصاص، ولم تسجل أي إصابات".

وفي السياق قال اتحاد تنسيقيات الثورة، إن قوات الأمن تشن منذ حوالي عشرة أيام حملة اعتقالات واسعة في مدينة سلمية،  بإشراف أجهزة الأمن والمخابرات الجوية في حمص، لعدم وجود أفرع أمن في المدينة، حيث اعتقل العشرات، بينهم أطباء، ومحامون، وأساتذة، وطلاب، وضابط متقاعد، فضلا عن ملاحقة العديد من الشباب.

وأضاف أن الشبيحة اختطفوا الطبيب أحمد عبد الله حسون بمدينة دير الزور، أثناء إسعافه لأحد المصابين بمظاهرة مساء الخميس.. وأضاف الاتحاد أن الطبيب تعرض لضرب مبرح أثناء اعتقاله وقبل اقتياده لمكان مجهول، وأوضح أن عدد الأطباء المعتقلين ارتفع إلى نحو عشرة.

مظاهرات في عدد من أحياء دمشق

وفي دمشق، قال المرصد إن "رجال الامن أطلقوا النار بكثافة على تظاهرة خرجت في حي القدم"، مشيرا إلى "سقوط جرحى"، دون أن يتمكن من تحديد عددهم.

وأشار إلى أن "وحدات من الجيش والأمن دخلت حي القابون وانتشرت بشكل كثيف أمام المساجد، وتقوم سيارات الامن بعناصرها المسلحة بالعتاد الكامل، بدوريات في الحي لمنع خروج التظاهرات".

كما "خرجت تظاهرة في حي الحجر الأسود تهتف <يا حماة احنا معاكي للموت.. ويا دير الزور احنا معاكي للموت.. والشعب يريد إسقاط الرئيس>"، بحسب المرصد.

وفي ريف دمشق "أطلقت أجهزة الامن الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع لتفريق تظاهرة خرجت بعد صلاة الجمعة في داريا والكسوة، كما خرجت تظاهرات في بلدات التل، وحرستا، وقدسيا، تهتف لحماة واللاذقية، وتطالب بإسقاط النظام".

إلغاء الاحتفالات بعيد الفطر في المناطق الكردية تضامنا

وفي شمال شرق البلاد، ذكر الناشط الحقوقي حسن برو وفقا لوكالة فرانس برس، أن "خمسة آلاف متظاهر خرجوا في مدينة القامشلي، وأربعة آلاف في مدينة عامودا، للمطالبة بإسقاط النظام".

وأشار الناشط إلى أن "التظاهرات تمت ضمن وجود أمني كثيف"، من دون أن يشير إلى تدخل أمني أو اعتقال.

وكشف برو أن "اتحاد التنسيقيات الكردية، أعلن عدم الاحتفال بعيد الفطر في جميع المناطق الكردية، ونالت هذه المبادرة تأييد الاحزاب الكردية".

كما عرضت أشرطة فيديو بثت على عدة مواقع الكترونية، عددا من التظاهرات في مدن سورية أخرى في ريف دمشق، وريف حماة (وسط)، وريف إدلب (شمال غرب.)

وكان الناشطون على صفحة "الثورة السورية" في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك،"قد دعوا  إلى التظاهر في ما أطلقوا عليه اسم "جمعة بشائر النصر".

وقالوا إنه "من قلب الحصار تلوح بشائر الانتصار"، في إشارة إلى المدن التي تمت محاصرتها من الجيش لقمع التظاهرات الاحتجاجية.

تأسيس "الهيئة العامة للثورة السورية"

وفي الوقت نفسه، عمد الناشطون إلى رص صفوفهم بإعلانهم تأسيس "الهيئة العامة للثورة السورية"، لضم كل تجمعات المحتجين داخل سوريا والمعارضين في الخارج.

وقال بيان "تأسيس الهيئة العامة للثورة السورية"، إن هذه الهيئة أسست "التزاما بضرورة العمل المشترك، والحاجة الملحة لتوحيد الجهود الميدانية والاعلامية والسياسية".

وشدد على "ضرورة الانصهار ببوتقة عمل واحدة، توحد الرؤى لدى الثوار بمختلف الائتلافات والتنسيقيات التي تتمثل بداية إسقاط نظام بشار الأسد ومؤسساته القمعية والنفعية".

وحول دعوات أوباما الأسد إلى التنحي صراحة للمرة الأولى، وتأييد دول العالم الغربي له، مع معارضة روسية وتحفظ تركي، اعتبرت صحيفة تشرين الحكومية الجمعة، أنه "لم يكن متوقعا أن تبدي واشنطن وحلفاؤها الأوروبيون أي ارتياح لنجاح سوريا في استعادة الأمن والاستقرار في بعض المناطق التي عاثت فيها المجموعات والتنظيمات المسلحة خرابا وتقتيلا".

وتساءلت الصحيفة: "هل الإدارة الأميركية أصبحت مصدر الشرعية في سوريا حتى تتحدث باسم الشعب السوري، وتتدخل في خياراته الوطنية وشؤونه الداخلية؟"، مشيرة إلى أن "هذه الإدارة تفتقد اليوم وفق استطلاعات الرأي للشرعية الشعبية في بلادها".

إسبانيا تطالب بقرار دولي "أكثر حزمًا"

وكانت بريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، والبرتغال، أعلنت الخميس، أنها ستسعى لاستصدار قرار في الأمم المتحدة يفرض عقوبات على النظام السوري.

ومن جهتها، دعت إسبانيا إلى تبني قرار دولي "أكثر حزما" ضد دمشق، منددة بـ"القمع العنيف" الذي تتعرض له الحركة الاحتجاجية في سوريا.

وأعلنت وزارة الخارجية الفرنسية الجمعة، أن باريس تؤيد اقتراح إبلاغ المحكمة الجنائية الدولية بالوضع في سوريا الذي ورد في تقرير قدمته المفوضية العليا لحقوق الانسان إلى مجلس الأمن الدولي.

مقتدى الصدر يطرح وساطته من أجل "الاصلاح" في سوريا

هذا وعرض الزعيم الشيعي العراقي، مقتدى الصدر، الجمعة، "التدخل من أجل الاصلاح" في سوريا "إذا وافق الطرفان" هناك على ذلك، مشددا على وجود "فوارق" بين "الثورات الشعبية" وما يحدث في سوريا.

وجاء موقف الصدر هذا، ردا على سؤال من أحد أنصاره حول رأيه في مطالبة الرئيس الاميركي باراك أوباما نظيره السوري، بشار الأسد، بالتنحي.

وقال الصدر في بيان: "رغم أني وقفت على التل لفترة من الزمن بخصوص القضية السورية.. لكن لا ينبغي لي أن أستمر على هذا النحو بعد التدخل الاميركي السافر، ولاسيما كبير الشر أوباما وغيره".

وأعلن أنه "على استعداد للتدخل من أجل الاصلاح إذا وافق الطرفان في سوريا على ذلك، والنصر للشعوب وللممانعة معا".. وأضاف: "جزا الله من أراد الاصلاح وسعى له، وأخص بالذكر الجمهورية التركية، ولاسيما بعد أن رفضت التدخل الاميركي، وأدعوها للين باللسان والاستمرار بدعم الشعب والوقوف معه لأجل نصرة المقاومة والممانعة"، وتابع الصدر: "نستنكر التدخل الأوبامي في الشأن السوري". 

واعتبر الصدر أنه "رغم أننا رأينا ثورة الشعب التونسي، والشعب المصري، وغيرهما، وقد علمت جميعا أني مع الشعوب، لكن لا ينبغي أن نخلط الأوراق، فهناك فوارق عديدة بين ما وقع من ثورات شعبية وبين ما يقع في سوريا".

وأوضح "ليس الاختلاف في الشعب وثورته، فالشعب إذا أراد الحياة فله ذلك، لكن الاختلاف في الحكومة نفسها، فالأخ بشار الأسد رجل معارضة وممانعة للوجود الاميركي الاستعماري في الشرق الأوسط، على خلاف (...) غيره".

لكن الصدر دعا في الوقت ذاته إلى "إعطاء الحريات وبناء الدولة على الإخاء والمحبة والسلام، وتوفير الخدمات لتكون سوريا الوجه الأبهى لأول الممانعة".

التعليقات