جمعة "بشائر النصر": قتلى وجرحى، وقادة الغرب يدعون الأسد للتنحي

أوباما يدعو صراحة الأسد إلى التنحي للمرة الأولى * إطلاق النار على المتظاهرين في درعا ودير الزور ومنع وصول الناس إلى المساجد * الأسد يؤكد وقف عمليات الجيش، وتنسيقيات الثورة تنفي * زعماء العالم الغربي يدعون الأسد إلى التنحي * مسودة قرار لمجلس الأمن الدولي ستطرح في اجتماعها حول سوريا الاثنين

جمعة

قال نشطاء إن القوات السورية قتلت بالرصاص أربعة محتجين على الأقل، وأصابت عشرات أثناء خروجهم من مسجد ببلدة إنخل في محافظة درعا الجنوبية، يوم الجمعة، وذلك بعد يوم من إعلان الرئيس السوري بشار الأسد أن العمليات العسكرية توقفت.

وقال عبد الله أبا زيد، وهو ناشط بارز بالمنطقة وفقا لرويترز: "لدينا أسماء أربعة محتجين تأكد مقتلهم في إنخل، وأنباء عن إطلاق نار كثيف من جانب قوات الامن على المظاهرات في أرجاء ريف درعا"، وأضاف أن عشرات أصيبوا أيضا في الهجوم.

وقال سكان وناشطون، إنه رغم الانتشار الكثيف لقوات الامن في أنحاء البلدات الرئيسية في محافظة درعا، خرج عدة آلاف إلى الشوارع في بلدات درعا البلد، وبصرى الشام، وجاسم، وخربة غزالة، وبصرى الحرير، والجيزة، والمسيفرة، والحراك، احتجاجا على حكم الأسد، في جمعة أسماها ناشطون "جمعة بشائر النصر".

وأضافوا أن هذه البلدات تشهد احتجاجات يومية منذ بداية شهر رمضان، حيث توفر الصلوات فرصة لتجمع الحشود.

إطلاق النار على المتظاهرين في درعا ودير الزور ومنع وصول الناس إلى المساجد

وقال شهود عيان: "إن قوات الامن أطلقت رصاص بكثافة، ومنعت المصلين من الوصول إلى المساجد"، وأضاف شهود العيان: "إن قوات الامن حاصرت مسجد الصحابة، وشهد محيطه إطلاق نار كثيف، ولم نتمكن من الوصول إلى الجامع الذي سمعت نداءات منه حول وقوع قتلى وجرحى"، كما شهدت محافظة درعا وبلدات فيها اليوم مظاهرات وسط انتشار أمني كثيف في بعض المناطق.

وفي طفس، إحدى ضواحي درعا، قال سكان إن قوات الامن أطلقت الرصاص على عدة آلاف من المحتجين، بعد صلاة الجمعة، وإن هناك تقارير عن وقوع اصابات.

كما قال نشطاء إن قوات الأسد، أطلقت الذخيرة الحية لتفريق احتجاجات تطالب بإسقاطه في مدينة دير الزور بشرق البلاد وفي سهل حوران بالجنوب، بينما اندلعت مظاهرات في أماكن عدة.

وأضافوا أن القوات الموالية للرئيس السوري فتحت النار بعد صلاة الجمعة على احتجاج في شارع التكايا بدير الزور، حيث قتل محتج منذ يومين.

وذكر اتحاد تنسيقيات الثورة أن قوات الامن فتحت النيران على حشود في عدة مساجد في مدينة درعا الجنوبية وحولها، ولم ترد على الفور أنباء عن إصابة أو مقتل أحد.

الأسد يؤكد وقف عمليات الجيش، وتنسيقيات الثورة تنفي

وكان الرئيس السوري بشار الأسد للعالم، قد تعهد بأنه سيوقف حملته على الاحتجاجات الشعبية الممتدة منذ خمسة أشهر، مؤكدا للأمين العام للأمم المتحدة، بان جي مون، هذا الأسبوع، إن عمليات الجيش والشرطة توقفت.

لكن اتحاد تنسيقيات الثورة السورية، وهو مكون من جماعة نشطاء، قال إن محتجين اثنين قتلا في حمص وبلدة شمال شرقي دمشق، ليل الخميس، وأن قوات الامن أطلقت نيران الاسلحة الآلية في حماة لمنع خروج مظاهرة، وأضاف أن هجمات مماثلة وقعت في سهل الحولة شمالي حمص، وفي بلدة القصير على الحدود اللبنانية.

وقال شاهد في حماة، التي يقول نشطاء إن العشرات قتلوا فيها خلال تصعيد الحملة الأمنية هذا الشهر: "ربما لا يعتبر بشار الأسد الشرطة قوات أمن."

زعماء العالم الغربي يدعون الأسد إلى التنحي

طالب زعماء العالم الغربي أمس الخميس، الرئيس السوري بشار الأسد بالتنحي، مؤكدين أن نظامه "فقد كامل شرعيته"، كما فرضوا على نظامه عقوبات جديدة بعد خمسة أشهر على قمع دموي في سوريا.

كذلك وصلت دعوة فرض عقوبات على سوريا إلى الأمم المتحدة، حيث تسعى بريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، والبرتغال، إلى الحصول على قرار يهدف إلى فرض عقوبات ضد النظام السوري.

وقد تتضمن الاجراءات المقترحة تجميد ودائع، ومنع من السفر بحق مسؤولين سوريين، وكذلك فرض حظر على الأسلحة، حسب ما أعلن مساعد السفير البريطاني لدى الأمم المتحدة فيليب بارهام، بعد اجتماع لمجلس الأمن حول سوريا، ووصف ممثل فرنسا في الأمم المتحدة، مارتن بريان، القمع في سوريا بأنه "مخيف".

للمرة الأولى: أوباما يدعو الأسد للتنحي صراحة

هذا ودعا الرئيس الامريكي باراك أوباما، أمس صراحة، الرئيس الأسد إلى التنحي، وتزامن ذلك مع دعوة المستشارة الالمانية أنجيلا ميركيل، ورئيس الحكومة البريطاني ديفيد كاميون، والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، والاتحاد الاوروبي وكندا وأستراليا، الرئيس السوري إلى التخلي عن السلطة.

وكان الرئيس أوباما قد قاد حملة لمطالبة الأسد بالرحيل، وفرض عقوبات، حيث أصدر أمرا تنفيذيا بتجميد جميع أصول الحكومة السورية، وحظر الاستثمارات والصادرات الاميركية إلى سوريا، وتبعه قادة الاتحاد الاوروبي، وخصوصا فرنسا، وبريطانيا، وألمانيا، بالإضافة إلى كندا.
وفرض أوباما مجموعة من العقوبات الاقتصادية الجديدة على سوريا، قال إنها "ستعمق العزلة المالية لنظام الأسد" المستهدف من الولايات المتحدة.

وقال أوباما: "يجب أن يحدد الشعب السوري مستقبل بلاده، لكن الرئيس بشار الأسد يقف في طريقه.. دعواته للحوار والإصلاح جوفاء، بينما هو يسجن ويعذب ويذبح شعبه."

وقالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون، إن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على قطاع النفط السوري "تضرب قلب نظام" الرئيس السوري، وتدعم مطالبتها له بالتنحي، مبينة أن الأسد رد على الاحتجاجات "بوعود واهية وأعمال عنف مروعة."

وهذه أول مرة تدعو فيها الولايات المتحدة الأسد علانية إلى التنحي، في الوقت الذي يتزايد الضغط الدولي على الأسد لإنهاء أشهر من حملة القمع ضد المتظاهرين.

وقال أوباما في بيان: "قلنا باستمرار إنه على الرئيس الأسد أن يقود انتقالا ديموقراطيا، أو أن يتنحى.. لم يقد الانتقال من أجل الشعب السوري، وقد آن الأوان لكي يتنحى الرئيس الأسد"، ولكن البيت الأبيض أوضح أن أوباما "لا ينوي" استدعاء سفيره في سوريا.

مسودة قرار لمجلس الأمن الدولي ستطرح في اجتماعها حول سوريا الاثنين

هذا وسيعقد مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة جلسة خاصة الاثنين، لبحث الوضع في سوريا، بطلب من 24 من أصل 47 دولة أعضاء فيه، بينها أربع دول عربية، وهي الأردن، والكويت، وقطر، والسعودية.

وقالت الولايات المتحدة وبريطانيا وحلفاء أوروبيون، يوم الخميس، إنهم سيضعون مسودة قرار لمجلس الأمن الدولي، لفرض عقوبات على سوريا.

وصرحت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي، كاثرين آشتون، في بيان، أن "الاتحاد الاوروبي يرى أن بشار الأسد فقد شرعيته بشكل تام في عيون الشعب السوري، ويرى ضرورة تنحيه"، معتبرة أن تصاعد القمع في سوريا أمر "لا يمكن قبوله"، ومؤكدة أن الاتحاد يستعد لتوسيع نطاق عقوباته على سوريا.

وأصدر الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، نداء مشتركا للأسد بالتنحي، كما حذر الاتحاد الاوروبي الذي يضم 27 دولة، من فرض عقوبات أوروبية جديدة.

وطالب رئيس الحكومة الكندية، ستيفن هاربر، الأسد بـ"التخلي عن السلطة والرحيل فورا".

استراليا تدعو إلى إحالة الوضع في سوريا للمحكمة الجنائية الدولية

كما انضمت استراليا اليوم الجمعة إلى الدعوة الغربية للرئيس السوري بشار الأسد لكي يتنحي عن منصبه، معلنة عن عزمها فرض عقوبات على النظام السوري، تشمل 34 شخصاً و13 مؤسسة.

وأصدرت وزارة الخارجية الاسترالية اليوم الجمعة، بيانًا قالت فيه، إنه "لمصلحة مستقبل سوريا وشعبها، دعت الحكومة اليوم الرئيس السوري إلى التنحي".

وقال وزير الخارجية بالوكالة، كريغ إيمرسون: "يجب السماح للشعب السوري أن يشارك في نشاطات سياسية سلمية، وأن يعطى الفرصة ليحدد مستقبله بنفسه".

وأعلنت الخارجية الاسترالية عن عزمها فرض عقوبات على مسؤولين في النظام السوري متورطين بأعمال القمع، ولدى إنجاز نظام العقوبات الاسترالي المستقل، سيفرض حظر سفر وقيود مالية على 34 شخصًا و13 مؤسسة.

وطالبت مجلس الأمن الدولي بإحالة الوضع في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية للتحقيق في انتهاكات لحقوق الإنسان.

روسيا ترفض الدعوات الغربية إلى التنحي

لكن روسيا التي رفضت الدعوات الغربية لفرض عقوبات من الأمم المتحدة، قالت يوم الجمعة، إنها تعارض النداءات بتنحي الأسد، وتعتقد أنه يحتاج متسعا من الوقت لتطبيق الاصلاحات.

ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء، عن مصدر في وزارة الخارجية قوله: "لا نؤيد مثل هذه الدعوات، ونرى أن من الضروري الآن إتاحة الوقت لنظام الرئيس الأسد لتحقيق كل عمليات الاصلاح التي أعلن عنها."

وقال المصدر نحن لا نؤيد مثل هذه الدعوات، ونعتبر أنه من الضروري في الوقت الحالي إعطاء نظام الأسد الوقت ليطبق جميع الإصلاحات التي أعلن عنها، وأضاف أنه تم إنجاز الكثير من الأمور، مثل اتخاذ قوانين مناسبة، وإعلان العفو عن المعتقلين السياسيين، والتحضير لإجراء انتخابات عامة نهاية العام الحالي.

ولفت إلى أن موسكو تجد إعلان الأسد عن وقف جميع العمليات العسكرية خطوة مهمة إلى الأمام، ودليلاً على رغبة الرئيس السوري والسلطات السورية بالسير على طريق الإصلاح، وشدد على أن التوصل إلى حل حقيقي لجميع المشاكل المتراكمة في سوريا، يأتي فقط عبر حوار بين جميع القوى في البلاد، وحوار بين الحكومة والمعارضة.

رأي تركي

وفي العاصمة التركية أنقرة، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول رفيع، رفض كشف هويته، القول إن بلاده ترى أن من السابق لأوانه دعوة الأسد للتنحي، وقال: "نحن لم نصل تلك المرحلة بعد"، وأضاف: "أولا وقبل كل شيء، فإن شعب سوريا هو الذي ينبغي أن يطلب من الأسد التنحي، وهذا ما لم نسمعه في شوارع سوريا"، وأشار إلى أن المعارضة السورية ليست موحدة.

بعثة انسانية إلى سوريا الأسبوع المقبل

هذا وستزور بعثة انسانية سوريا خلال نهاية هذا الاسبوع، للوقوف على نتائج عملية قمع الاحتجاجات، حسب ما أعلنت فاليري آموس، مديرة مكتب تنسيق الشؤون الانسانية لدى الأمم المتحدة، الذي يحاول منذ أسبوعين إرسال فريق إلى سوريا.

وقالت آموس: "لقد حصلنا على ضمانات بالذهاب إلى حيث نريد، وسنركز على الأماكن التي وصلت منها تقارير بحصول مواجهات".

ومن ناحيتها، رأت اللجنة العليا للأمم المتحدة لحقوق الانسان في تقرير، إن حملة القمع السورية ضد الاحتجاجات قد ترقى لمستوى جرائم ضد الانسانية، ودعت مجلس الأمن الدولي إلى إحالة المسألة إلى المحكمة الجنائية الدولية.

"الولايات المتحدة تشن حربا دبلوماسية على سوريا"

أما في دمشق، فاعتبرت مسؤولة العلاقات الخارجية في وزارة الاعلام السورية، ريم حداد، أن هذه الدعوة إلى "تأجيج العنف" في سوريا، وقالت "إن ذلك يؤكد أن سوريا مستهدفة من جديد".

من جهته، قال بشار جعفري، السفير السوري لدى الأمم المتحدة، يوم الخميس، إن الولايات المتحدة تشن "حربا دبلوماسية" ضد سوريا بالاشتراك مع دول أخرى أعضاء في مجلس الأمن الدولي.

وسئل جعفري أيضا، هل يمكنه أن يؤكد تعليقات للرئيس السوري بشار الأسد ذكرت تقارير أنه أدلى بها أثناء محادثة هاتفية يوم الأربعاء، مع الأمين العام للأمم المتحدة، بان جي مون، بأن دمشق أنهت جميع العمليات العسكرية ضد المحتجين.

وقال جعفري: "إنها بالفعل حقيقة على الأرض .. عمليات الجيش والشرطة توقفت في سوريا."

ويؤكد النظام السوري منذ 15 آذار/مارس، أنه أرسل جيشه ودباباته إلى بؤر الاحتجاجات "لمطاردة المجموعات الارهابية"، التي اتهمها بزرع العنف والفوضى، وكان أعلن عن إصلاحات، ولكنه أشار إلى أنها لا يمكن أن تطبق "بدون فرض الأمن".

ويخرج المتظاهرون بأعداد كبيرة بعد صلاة الجمعة في أنحاء سوريا، وقد شهدت هذه الأيام بعضا من أضخم أعمال العنف وسفك الدماء، وقتل 20 شخصا الأسبوع الماضي في احتجاجات مرددين هتاف "لن نركع إلا لله".

وقال مسؤولون في مجلس الأمن الدولي، إن قوات النظام السوري قتلت أكثر من ألفي شخص، بينهم 26 شخصا داخل ملعب في مدينة درعا، جنوب البلاد، وطفل في 13 من العمر، في إطار قمع النظام السوري للاحتجاجات المطالبة بتنحي الرئيس بشار الأسد، كما أعلن مساعد الأمين العام للأمم المتحدة، لين باسكو.

وطردت السلطات السورية معظم وسائل الاعلام المستقلة منذ بدء الاحتجاجات، مما يجعل من الصعب التحقق من صحة التقارير الواردة من أنحاء البلاد.

التعليقات