جمعة "أحرار الجيش": قتلى وجرحى خلال مظاهرات حاشدة في مختلف أنحاء سوريا

عمّت مظاهرات حاشدة، اليوم الجمعة، غالبية المدن السورية فيما أطلق عليه "جمعة أحرار الجيش"، ووقعت مصادمات بين المتظاهرين وقوات الأمن، ما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى.

جمعة

عمّت مظاهرات حاشدة، اليوم الجمعة، غالبية المدن السورية فيما أطلق عليه "جمعة أحرار الجيش"، ووقعت مصادمات بين المتظاهرين وقوات الأمن، ما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى.

وقال ناشطون حقوقيون إن ما لا يقل عن عشرة أشخاص قتلوا اليوم برصاص قوات الأمن، غالبيتهم من منطقة ريف دمشق، كما أفادوا أن هناك عددا من الجرحى، حالات بعضهم حرجة، منددين بارتكاب ما وصفوه بالمجزرة في منطقة داعل في ريف دمشق.

وأكد مدير المرصد السوري، رامي عبد الرحمن، وفقا لافرانس برس، إن "عشرة متظاهرين قتلوا اليوم، منهم سبعة في داعل الواقعة في ريف درعا، ومتظاهر في سقبا (ريف دمشق)، ومتظاهر في حي القدم في دمشق، وآخر في عندان الواقعة في ريف حلب"، وأشار إلى "إصابة أكثر من ثلاثين شخصا بجراح، خمسة منهم حالتهم حرجة في داعل".

وكان عبد الرحمن قد أشار إلى إصابة "أربعة متظاهرين في مدينة سقبا بجراح، أحدهم جراحه خطرة، إثر إطلاق النار عليهم".

وأضاف مدير المرصد "أن ثلاثة متظاهرين جرحوا في مدينة الكسوة (ريف دمشق) برصاص الأمن، الذي أطلق النار لتفريق متظاهرين نددوا بالنظام السوري".

تظاهرات حاشدة في دير الزور ومختلف أنحاء سوريا

وأشار إلى أن "تظاهرات حاشدة خرجت في العديد من المدن السورية رغم الانتشار الامني الكثيف"، مؤكدا أن "المدن التي لم تشهد تظاهرات كانت تشهد حملات اعتقالات أمنية".

وأوضح عبد الرحمن أن "تظاهرة حاشدة خرجت في مدينة دير الزور، هي الأكبر منذ خروج الجيش السوري من هذه المدينة في شهر آب/أغسطس".

وفي العاصمة دمشق، خرجت مظاهرة حاشدة من جامع الثريا وهتفت بنصرة حمص وإعدام الرئيس، وخرجت أخرى من جامع الحسن عقب صلاة الجمعة، وهتفت بنصرة حمص ونادت بالحماية الدولية، ومظاهرة أخرى خرجت من جامع الغواص وهتفت لحمص ووردت أنباء عن اشتباكات مع الشبيحة.

وفي ريف إدلب، خرجت تظاهرات في "معرة النعمان، وسراقب، وسرمين، وكفرنبل، وبنش، وحيش، ومعرة حرمة، وكفر سجنة، وكفر خرمة، ومعرمصرين، وخان السبل، وتفتناز"، بحسب المرصد.

كما خرجت مظاهرات في عدة أحياء في حمص، واللاذقية، وفي ريف دمشق، كما في القابون والزبداني والقدم.

وأشارت لجان التنسيق المحلية بخروج "أكثر من اربعة آلاف متظاهر في معرة حرمة الواقعة في ريف إدلب، يهتفون لأحرار الجيش، ويطالبون بإسقاط النظام".

وفي مدينة القامشلي، شارك 20 ألف كردي على الأقل في مسيرة بالمدينة الواقعة قرب الحدود التركية، تكريمًا لذكرى الناشط الكردي مشعل التمو، الذي قتل في وقت سابق من الشهر الجاري.

اقتحام للمساجد وإطلاق نار واعتقالات

وذكر عبد الرحمن أن "رجال الأمن أطلقوا النار في أحياء الغوطة وباب السباع في حمص، وفي حي الجبيلة في دير الزور".

وأفاد شهود أن حوالي 50 شبيحًا بلباس مدني دخلوا من الباب الخلفي لجامع الحسن في حمص، واعتقلوا ما لا يقل عن أربعة أشخاص، أحدهم لا علاقة له بالمظاهرات، وكان واقفًا يشاهد ما يجري، ولاحق الشبيحة الشباب في الحارات وأطلقوا النار على شاب وهو يقوم بالهروب من الشبيحة وألقوا القبض عليه.

وفي منطقة ريف دمشق، حاصرت قوات من الأمن والشبيحة المنطقة بين الجمعية والمحطة، وأطلقت النار بشكل كثيف على المتظاهرين.

وفي دوما جابهت قوات الأمن المتظاهرين الذين خرجوا من جامع عبد الرؤوف بإطلاق النار، كما خرجت مظاهرات أخرى من جامع الساعور، وحاصرت قوى الأمن مسجد حوى بعناصر أمنية.

وفي بانياس، قال مدير المرصد، إن "الامن قام باقتحام مسجد أبو بكر الصديق في بانياس، بعد أن لجأ إليه متظاهرون، وقام باعتقال خمسة منهم".

من جهتها، أفادت لجان التنسيق المحلية عن "إطلاق نار كثيف في حي القصور في حماة، وفي عندان في ريف حلب"، مشيرة إلى "أنباء عن سقوط جرحى".

وتحدثت عن "إطلاق نار كثيف في كل من حي النازحين وبابا عمرو في مدينة حمص"، مشيرة إلى أن "السلطات قطعت التيار الكهربائي عن حي الخالدية، ردا على بثهم المباشر للتظاهرة" في هذه المدينة.

عبوة ناسفة زرعت بين مسجدي أبو بكر والعمري في درعا

من جهة ثانية، أفادت وكالة الأنباء الرسمية (سانا)، أن "عبوة ناسفة زرعتها المجموعات الارهابية المسلحة انفجرت بجانب الطريق الواصل بين مسجد أبو بكر والجامع العمري في درعا، ما أدى إلى وقوع إصابات بين المواطنين"، بحسب وصفها.

وأضافت الوكالة "إن العبوة زرعت إلى الجنوب من الجامع العمري بحدود 200 متر، وبعدها بخمسين مترا زرعت عبوة أخرى"، مشيرة إلى أن "وحدة الهندسة التي توجهت إلى المكان تمكنت من تفكيك العبوة الثانية وتأمينها قبل أن تنفجر".

ولفتت الوكالة إلى أن "مكان زراعة العبوتين عادة ما يشهد كثافة مرورية للمواطنين قبل وبعد صلاة الجمعة".

ودعت مجموعة الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011، إلى تظاهرات تحت شعار "جمعة أحرار الجيش"، غداة مقتل أكثر من 36 شخصا في سوريا، بينهم 25 عسكريا، خلال اشتباكات بين الجيش النظامي السوري ومسلحين يعتقد أنهم منشقون.

وقالت الأمم المتحدة إن أكثر من ثلاثة آلاف شخص قتلوا منذ منتصف آذار/مارس في سوريا، التي تشهد حركة تظاهرات غير مسبوقة ضد نظام الرئيس بشار الأسد.

التعليقات