جمعة "المهلة العربية": مقتل القذافي يصعد الاحتجاجات والتواجد الأمني بسوريا

قال ناشطون سوريون، إن مقتل الزعيم الليبي المخلوع، معمر القذافي، أجج مظاهرات مناهضة للحكومة في أنحاء سوريا بعد صلاة الجمعة، وإن قوات الأمن قتلت 13 شخصا في حملة مستمرة ضد المحتجين الذين يطالبون بالإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد.

جمعة

قال ناشطون سوريون، إن مقتل الزعيم الليبي المخلوع، معمر القذافي، أجج مظاهرات مناهضة للحكومة في أنحاء سوريا بعد صلاة الجمعة، وإن قوات الأمن قتلت 13 شخصا في حملة مستمرة ضد المحتجين الذين يطالبون بالإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد.

ووجد المحتجون تواجدا أمنيا أكبر من المعتاد في سوريا، بعد يوم من مقتل القذافي الذي قد يشجع محتجين في أنحاء العالم العربي، حيث أطاحت الثورات بثلاثة زعماء هذا العام، ومثلت تحديا لآخرين مثل الأسد.

وسقط معظم قتلى يوم الجمعة في مدينة حمص بوسط البلاد، وفي حماة في الشمال، وهما من بؤر الثورة المناهضة للأسد، واللتان استهدفتهما عمليات عسكرية كبيرة لإخماد الاحتجاجات بهما.

وشهدت حمص التي يعيش فيها مليون سوري، تمردا وليدا ظهر بعد محاولات متكررة قامت بها قوات مدعومة بالدبابات لقمع مظاهرات تطالب بإنهاء 41 عاما من حكم عائلة الأسد، ومزيد من الحريات السياسية.

وذكر مدير المرصد السوري لحقوق الانسان، رامي عبد الرحمن، وفقا لوكالة فرانس برس، أن "سبعة أشخاص قتلوا في حمص".

وأوضح أن بين هؤلاء "أربعة قتلى سقطوا إثر إطلاق رصاص عليهم من حاجز أمني في حي باب السباع، وآخر خلال مداهمة في الحي، واثنان إثر إطلاق الرصاص على حي باب هود من قناصة متمركزين في القلعةوتابع أن إطلاق النار في حي باب هود أدى إلى جرح ثمانية آخرين.

كما أعلن المرصد مقتل "مواطنين في حماة، أحدهما برصاص قناص، والثاني خلال تفريق مظاهرة، بينما قتل شخص في مدينة جاسم، حيث جرح آخرون عندما أطلق رجال الأمن الرصاص بكثافة لتفريق مشيعي شهيد سقط أمس في البلدة".

الأسد عزز علاقاته مع نظام القذافي مؤخرا

هذا وكان الأسد قد عزز علاقاته بالقذافي قبل شهور من بدء الربيع العربي في تونس بديسمبر / كانون الأول 2011.

ووقعت سوريا وليبيا سلسلة من اتفاقات التعاون، وسمح الأسد في وقت لاحق لقناة تلفزيونية مقرها سوريا، ببث كلمات مسجلة للقذافي بعد هروبه من طرابلس.

المجلس الوطني الانتقالي الليبي اعترف بنظيره السوري

وأصبحت حركات المعارضة في سوريا وليبيا أكثر تقاربا بسبب ما وصفه أحد الناشطين "المعاناة من الطغيان نفسه".

وسارع حكام ليبيا الجدد بالاعتراف بالمجلس الوطني للمعارضة في سوريا، والذي شكل هذا الشهر في إسطنبول بتركيا، باعتباره السلطة الشرعية في سوريا، وكانوا الوحيدين الذين أقدموا على هذه الخطوة حتى الآن.

وقال عمر ادليبي، من لجان التنسيق المحلية في بيروت، وهو عضو بالمجلس الوطني السوري المعارض، إن مقتل القذافي انعكس إيجابيا على المحتجين في سوريا، إذ أعطاهم المزيد من الثقة في أن كفاحهم سيقود في نهاية المطاف إلى النتائج التي يتوقعونها.

وأضاف أن معاناة الشعبين السوري والليبي واحدة، وأن النظامين متشابهان، وكانا يساعدان بعضهما بعضا.

وجود أمني لا مثيل له في السابق

وقال ناشطون ومقيمون، إن السلطات السورية كثفت إجراءاتها الامنية في عدة مدن وبلدات، منها ضواحي دمشق، وتلبيسة قرب حمص.

وقال ناشط في ضاحية سقبا بدمشق "/ثمة/ وجود أمني لم يسبق له مثيل اليوم مع انتشار القناصة فوق الأبنية، وإقامة حواجز على الطرق داخل الضاحية."

وأشار المرصد إلى أن رجال الأمن "يطلقون النار على تظاهرة خرجت في حي جب الجندلي، وفي حي بابا عمروفي مدينة حمص، لافتا إلى خروج عدة مظاهرات في حمص وريفها.

وخرجت عدة تظاهرات في ريف إدلب وريف دمشق، الجمعة "تبارك" للشعب الليبي بمقتل زعيمه المخلوع معمر القذافي، وتتوعد الرئيس السوري بأن "دوره آت"، بحسب المصدر نفسه.

وأكد المرصد حدوث "إطلاق نار كثيف في حمص، حيث تمركز ناقلات جند مدرعة إلى ساحة المريجة، وإلى أول شارع حي باب السباع".

وأوضح أن "تظاهرة حاشدة خرجت في قلعة المضيف بسهل الغاب (ريف حماة)، ردا على ممارسات القوات السورية في قرى سهل الغاب".

وتابع أن "قوات الأمن تلاحق متظاهرين خرجوا من بعض مساجد الأحياء الجنوبية لمدينة بانياس، وتداهم الآن بعض المنازل التي يعتقد أن المتظاهرين دخلوا إليها".


وفي ريف إدلب "فرق الجيش المظاهرة عند الجامع الكبير ببلدة كفرومة، وتجمع المتظاهرون مرة ثانية في الحارة الشمالية، حيث تجري حالة كر وفر مع الجيش" بحسب المرصد.

واندلعت مظاهرات أيضا في المناطق الكردية، وهي القامشلي، والدرباسية، وماليكا، وعامودا.. وفي بلدة الحولة بشمال غرب حمص، لوح عدة آلاف بالأعلام السورية التي تعود إلى فترة ما قبل تولي حزب البعث الحاكم في انقلاب قبل 48 عاما.

توعد الأسد بملاقاة مصير القذافي

وقال شاهد إن متظاهرين في بلدة معرة النعمان بمحافظة إدلب في شمال غرب سوريا، رددوا هتافات قالوا فيها إن القذافي قتل، وإن دور الأسد قد حان الآن.

ووجه المتظاهرون في بلدة بمحافظة دير الزور على الحدود مع العراق حديثهم للأسد وقالوا له: "أعد نفسك".

وظهر قرويون في لقطات فيديو وهم يحملون لافتات ويرددون هتافات موجهة إلى الأسد، يقولون فيها إن وقت الأسد قد حان.

من جهتها، أشارت لجان التنسيق المحلية في ريف دمشق، إلى "انتشار للجيش في سقبا، وكفربطنا، وحمورية، وجسرين، وإلى إقامة حواجز جديدة لتفتيش المارة والمركبات، كما اعتلى قناصة أسطح المباني في سقبا".

وأضافت أن "كافة مساجد مدينة القصير (ريف حمص) مغلقة من القوى الأمنية، وأن هناك إعلان عن حظر تجول في المدينةكما اعلنت "قوات الامن عن حظر كامل للتجول عبر مكبرات الصوت في إنخل (ريف درعا)"، بحسب اللجان.

التعليقات