"جمعة الله أكبر": قتلى في سوريا، والنظام يقول إنه سيمنح "العفو لمن يسلم سلاحه"

قتل 18 شخصا على الأقل، خلال تفريق الأمن السوري لمظاهرات مناوئة لنظام الرئيس بشار الأسد، انطلقت في جمعة "الله أكبر" في أنحاء سوريا؛ لكن وكالة الأنباء الحكومية نفت سقوط أي قتيل في البلاد اليوم، وهو ما يتعارض مع التسجيلات التي يبثها الناشطون عبر وسائل الاعلام الاجتماعي.. وقد نشر التلفزيون السوري نبأ يقول إن السلطات منحت مهلة أسبوع لمن سمتهم المسلحين لتسليم أسلحتهم مقابل الحصول على عفو.

قتل 18 شخصا على الأقل، خلال تفريق الأمن السوري لمظاهرات مناوئة لنظام الرئيس بشار الأسد، انطلقت في جمعة "الله أكبر" في أنحاء سوريا؛ لكن وكالة الأنباء الحكومية نفت سقوط أي قتيل في البلاد اليوم، وهو ما يتعارض مع التسجيلات التي يبثها الناشطون عبر وسائل الاعلام الاجتماعي.. وقد نشر التلفزيون السوري نبأ يقول إن السلطات منحت مهلة أسبوع لمن سمتهم المسلحين لتسليم أسلحتهم مقابل الحصول على عفو.

وشهدت سوريا انطلاق مظاهرات في مدن ومحافظات عدة تلبية لدعوة المعارضة السورية في "جمعة الله أكبر"، وقال ناشطون إن عمليات القتل والاعتقال والمداهمات لم تقل أو تتوقف، بل إنها زادت، خاصة بعد الموافقة على المبادرة العربية، وتحدثت مصادر عن قيام الأمن باقتحام المساجد ومطاردة المصلين الخارجين من صلاة الجمعة.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان، إن "ستة شهداء سقطوا في مدينة حمص وأربعة في بلدة كناكر، وشهيد في بلدة حمورية، وشهيدين في مدينة حماة، وشهيدين على الحدود السورية ـ الأردنية، كما وردت أنباء عن مقتل جنود من الجيش النظامي السوري وجنود منشقين خلال اشتباكات في بلدة كناكر، لم يتمكن من إحصاء عددهم".

عشرات الجثث المدنيين في المستشفى الوطني بحمص

ونقلت وكالة رويترزو عن شاهد طلب عدم ذكر اسمه قوله، إنه رأى عشرات الجثث لمدنيين وعليها آثار إطلاق نار في المستشفى الوطني بحمص الذي تسيطر عليه قوات الأمن.

وقال سامر، وهو ناشط فر من المنطقة وفقا لرويترز: "الجرحى في حي بابا عمرو يموتون في أماكنهم، القصف عنيف للغاية ولا يمكن أن يصل أحد اليهم".

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن شخصين قتلا في محافظة درعا، أحدهما عسكري منشق من مدينة نوى، والآخر مدني من مدينة الحراك، إثر إطلاق الرصاص عليهما من المخابرات العسكرية في منطقة تل شهاب على الحدود الأردنية السورية، خلال محاولتهما الفرار إلى الأردن.

عشرات التظاهرات: وصول الاحتجاجات إلى بلدات حلب

لكن الحضور الأمني الكثيف لم يمنع خروج المظاهرات المطالبة بإسقاط الأسد في مناطق عدة، ففي كل من بلدة الباب وحي صلاح الدين بحلب، انطلقت بعد صلاة الجمعة مظاهرتان للمطالبة برحيل النظام السوري، وأظهرت صور بثها ناشطون من قالوا إنهم شبيحة يحاصرون متظاهرين داخل مسجد في حي صلاح الدين.

وتظاهر أهالي حي جورة الشياح بمحافظة حمص مطالبين بإسقاط النظام ورحيل الأسد، كما جاء في صور بثها على الإنترنت ناشطون معارضون. وفي مدينة كفرنبل بمحافظة إدلب شمال سوريا، جرت مظاهرة ظهر اليوم رفض فيها المتظاهرون مبدأ الحوار مع النظام كما جاء في المبادرة العربية.

كما تظاهر مواطنون سوريون معارضون في بلدة حاس بمحافظة إدلب شمال سوريا، ظهر اليوم، ونادوا برحيل النظام، كما شجبوا استمرار سقوط الضحايا رغم موافقة القيادة السورية على المبادرة العربية.

وبث ناشطون معارضون صورا على الإنترنت قالوا إنها لمظاهرة خرجت اليوم في بلدة كفرومة بمحافظة إدلب، حيث ردد المتظاهرون عبارات التأييد لمدينة حمص ونادوا برحيل النظام.

كما خرجت تظاهرات في قلعة المضيق، وكفرنبودة، والحواش، وحلفايا،ومعرة النعمان، وأريحا، وبنش، وسراقب، وسرمين، وخان شيخون، وجبل الزاوية،وبسقلا، وخان السبل، وكورين، والتح، وكفر سجنة، وحيش، وسرمدا، والشيخ مصطفى، وجرجناز، وتفتناز، وعين الباردة، والنيرب.

وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن "مظاهرات خرجت اليوم من مناطق متعددة في دمشق وريفها، ومن أحياء الميدان وبرزة والقابون وركن الدين، التي تعرضت لهجوم من الأمن والشبيحة، كما خرجت مظاهرات في مدن وبلدات الزبداني، والكسوة، وداريا، وعربين، وسقبا".

المدن المحاصرة

وانطلقت مظاهرتان ظهر اليوم في منطقة الملعب وحي القصور بمدينة حماة، وأنشد المتظاهرون أهازيج تضامنية مع بقية المدن السورية المحاصرة جراء العمليات العسكرية المستمرة منذ الخامس عشر من مارس/ آذار الماضي، وقد رُفعت رايات الثورة الليبية كما يظهر في صور بثها على الإنترنت ناشطون معارضون.

وانطلقت مظاهرة اليوم في بلدة كفرزيتا بمحافظة حماة، حيث هتف المتظاهرون تضامنا مع أهالي مدينة حمص، وقد رفعوا رايات الثورة السورية التي تتبنى علم الاستقلال شعارا لها، كما ظهر ذلك في صور بثها على الإنترنت ناشطون معارضون.

وبث الناشطون على الإنترنت صورا لمظاهرات في مدينة عامودا بمحافظة الحسكة، وفي مدينة بصرى الشام بمحافظة درعا، وفي مدينتي نصيب والحراك جنوب سوريا، طالبت برحيل النظام والرئيس الأسد.

وتظاهر أهالي حي الخالدية بمدينة حمص منادين بالحرية وإسقاط النظام، كما رفعوا لافتات انتقدت الموقف الرسمي العربي حيال الثورة في سوريا كما جاء في صور على الإنترنت، كما شهدت مدينة تدمر بمحافظة حمص مظاهرات ضد الأسد، وفي مدينة القامشلي بمحافظة الحسكة بشرقي سوريا جرت مظاهرة تطالب برحيل النظام والرئيس.

وقال ناشطون إن قوات الامن استخدمت الذخيرة الحية لمنع حشد ضم بضعة آلاف من تنظيم مسيرة في مدينة حماة على بعد 240 كيلومترا شمال دمشق، وأضافوا أن محتجين في دمشق وحولها تعرضوا لإطلاق النار.

وذكر ناشطون أيضا أن العشرات اعتقلوا في الساعات الأولى من صباح اليوم في ضاحيتي دوما وحرستا بشمال دمشق، وقالوا إن الجنود يدخلون ضاحية المعضمية غرب العاصمة دمشق.

كما قال المرصد "إن قوات أمنية كبيرة اعتدت بالضرب على المصلين أثناء خروجهم من مسجد أبو بكر الصديق في مدينة بانياس لمنع خروجهم بمظاهرة".

رواية النظام

في المقابل، فإن وسائل الاعلام السورية الرسمية تقدم رواية أخرى للأحداث، فهي ما زالت تتحدث عن وجود المؤامرات، وتنفي سقوط قتلى اليوم في كافة أنحاء البلاد، وتقدم حيثيات مغايرة لما يرويه الناشطون الداعين إلى إسقاط الأسد ونظامه.

فقد قالت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) في عنوان لها "أهالي حمص يستنكرون ما ترتكبه المجموعات الإرهابية المسلحة من جرائم قتل وتنكيل، ويؤكدون ارتباطها بأجندات خارجية تهدف لضرب استقرار سوريا".

وتنقل روايات من قالت إنهم من سكان حمص، فيقول مواطن يدعى غياث درويش للوكالة الحكومية، إنه كان في سيارة أجرة بمنطقة جب عباس، واعترضت مجموعة "إرهابية مسلحة" الطريق "وقامت بإنزال الركاب" وقتلت بعضهم بشكل عشوائي ومثلت بجثثهم.

وذكرت الوكالة السورية الرسمية أيضا أن 13 جنديا قتلوا على يد "عصابات مسلحة" في حمص، ومدينة حماة، وفي محافظة إدلب بشمال غرب سوريا، وأضافت أن جثثهم أعيدت إلى عائلاتهم لدفنها أمس.

عفو عام: مهلة أسبوع "للمسلحين" لتسليم أسلحتهم

ولعل التطور الأبرز بعد موافقة النظام على المبادرة العربية، هو ما نشره التلفزيون السوري، فقال إن السلطات السورية منحت مهلة أسبوع لمن أسمتهم المسلحين لتسليم أسلحتهم مقابل الحصول على عفو.

وجاء في بيان لوزارة الداخلية بثه التلفزيون السوري، أن الوزارة "تدعو المواطنين ممن حملوا السلاح، أو باعوه، أو قاموا بتوزيعه، أو نقله، أو شرائه، أو تمويل شرائه، ولم يرتكبوا جرم القتل، إلى تسليم أنفسهم وأسلحتهم إلى أقرب مركز للشرطة في منطقتهم، وسيصار إلى تركهم فورا، وذلك خلال الفترة من السبت 5 نوفمبر/ تشرين الثاني ولغاية 12 نوفمبر/ تشرين الثاني، وسيعتبر ذلك بمثابة عفو عام عنهم".

في المقابل شككت المعارضة فيما يعلنه النظام، فقد نقلت وكالة الأنباء الأنباء الألمانية عن أحد الناطقين الرسمين باسم الهيئة العامة للثورة السورية قوله، إن عمليات القتل والاعتقال والمداهمات لم تقل أو تتوقف، بل إنها زادت، خاصة بعد الموافقة على المبادرة العربية.

وأضاف الناطق اليوم الجمعة: "لم يتم تسجيل أي حالة انسحاب لقوات الأمن أو انسحاب الجيش والدبابات، وأيضا لم يشاهد وصول أي مراقبين أو صحافة أجنبية في أي منطقة في سورية".

 وقال "إن مظاهرة خرجت في بلدة العشارة بمحافظة دير الزور تصدت لها قوات الأمن واعتقلت أكثر من 15 متظاهراً، ومظاهرات في شارع التكايا وحيي الحميدية والجبلية بمدينة ديرالزور، فيما قامت قوات الأمن السورية بمحاصرة جوامع مدينة اللاذقية في أحياء الصليبة والطابيات ومشروع الصليبة وبستان الصيداوي والعوينة والسكنتوري والرمل الجنوبي ومركز المدينة، وأطلقت النار بشكل كثيف لترهيب المصلين".

التعليقات