السودان: ثلاثة قتلى في احتجاجات واسعة، والخرطوم بلا إنترنيت

اتسع نطاق التظاهرات المناهضة للحكومة السودانية في يومها الثالث على خلفية رفع الدعم عن أسعار المحروقات، فيما دعت السفارة الأمريكية في الخرطوم اليوم، الأربعاء، جميع الأطراف السودانيين إلى "عدم استخدام العنف". واتسعت اليوم، الأربعاء، تظاهرات الاحتجاج في السودان، وأصابت العاصمة بالشلل، وتحولت إلى أعمال شغب في بعض الأحياء في اليوم الثالث على الاحتجاجات.

السودان: ثلاثة قتلى في احتجاجات واسعة، والخرطوم بلا إنترنيت

اتسع نطاق التظاهرات المناهضة للحكومة السودانية في يومها الثالث على خلفية رفع الدعم عن أسعار المحروقات، فيما دعت السفارة الأمريكية في الخرطوم اليوم، الأربعاء، جميع الأطراف السودانيين إلى "عدم استخدام العنف".

واتسعت اليوم، الأربعاء، تظاهرات الاحتجاج في السودان، وأصابت العاصمة بالشلل، وتحولت إلى أعمال شغب في بعض الأحياء في اليوم الثالث على الاحتجاجات.

ثلاثة قتلى

وقد سقط خلال الاحتجاجات منذ الاثنين ثلاثة قتلى، إذ قتل الطالب عمر محمد أحمد الخضر، الذي كان يشارك في التظاهرات في أم درمان، وفق ما أكدت عائلته لوكالة "فرانس برس."

ومن جهتها، تحدثت الشرطة عن قتيل في العاصمة، وعن إصابة مدنيين وعناصر من الشرطة في ود مدني، كبرى مدن ولاية الجزيرة جنوب شرق الخرطوم، حيث بدأت التظاهرات الاثنين.

وكان مجهولون قتلوا مساء الاثنين متظاهرا في ود مدني، وفق الشرطة.

من أكبر الاحتجاجات منذ 1989

وتعتبر تظاهرات الاحتجاج هذه، الناجمة عن قرار اتخذته الحكومة الاثنين برفع الدعم عن أسعار المحروقات، واحدة من أكبر الاحتجاجات في هذا البلد منذ وصول عمر البشير إلى الحكم في 1989.

بدورها، أعلنت السلطات السودانية، اليوم، إقفال المدارس في الخرطوم حتى 30 أيلول/ سبتمبر؛ بينما تعذر في الخرطوم الدخول إلى شبكة الانترنت، وإن كان لم يتضح إذا كانت السلطات قد أوقفت الخدمة لمنع النشطاء من تنسيق الاحتجاجات من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.

مئات الطلاب يرددون: "الشعب يريد إسقاط النظام"

وكان مئات المتظاهرين ومنهم طلاب تظاهروا ليلا في أم درمان، مرددين "الشعب يريد إسقاط النظام"، بينما أقدم متظاهرون أمس، الثلاثاء، على نهب وحرق مقر "حزب المؤتمر الوطني" الحاكم، في المدينة نفسها، وفق ما أفاد شهود.

وأضرم متظاهرون، اليوم، النار في عدد كبير من السيارات في مرأب فندق كبير يبعد 500 متر عن مطار الخرطوم، وفي محطة وقود على الطريق نفسها، وفقا لوكالة "فرانس برس".

وتدخلت قوات الأمن لتفريق المتظاهرين بإلقاء قنابل مسيلة للدموع، وأوقفت عشرين متظاهرا، وأقفلت قوات الأمن التي انتشرت بقوة قسما من الطريق المؤدية إلى المطار.

السفارة الأمريكية تدعو إلى تجنب العنف

بدورها، قالت السفارة الأمريكية في بيان إنها "تدعو السلطات إلى احترام الحريات المدنية وحق التجمع السلمي، وجميع الأطراف إلى عدم استخدام العنف".

وأوضحت أنها "تلقت تقارير مؤسفة عن إصابات بليغة وأضرار في الممتلكات، بعدما أخذت الاحتجاجات منعطفا عنيفا".

وتابعت السفارة الأمريكية: "في هذه الفترة الصعبة، من الضروري للجميع (التزام) الحذر وضبط النفس".

الأزمة الاقتصادية

يذكر أنه في 2012، حصلت تظاهرات عنيفة ضد نظام البشير بعد إعلان تدابير تقشف مماثلة، منها زيادة الضرائب وأسعار النفط.

ويعاني الاقتصاد السوداني ارتفاعا في التضخم وتدهورا في قيمة العملة، على إثر فقدان عائدات النفط، بعد أن أصبح جنوب السودان دولة مستقلة في تموز/ يوليو 2011، إذ أخذ معه 75% من إنتاج النفط البالغ 470 ألف برميل يوميا.

ورفعت الحكومة الدعم عن الوقود أول أمس، الاثنين، سعيا لتقليص العجز المتزايد في ميزانيتها، ما أثار حالة من الاستياء العام، لأن الإجراء أضر بالفقراء ومن المرجح أن يزيد من التضخم.

البشير تفادى "الربيع العربي"

وتفادى الرئيس السوداني عمر حسن البشير الذي يحكم البلاد منذ عام 1989، انتفاضات وثورات الربيع العربي التي أطاحت بزعماء تونس، ومصر، وليبيا، لكن الغضب الشعبي في تصاعد بسبب الفساد وتدهور الأزمة الاقتصادية.

وفقد السودان ثلاثة أرباع احتياطياته النفطية منذ أن أصبح الجنوب دولة مستقلة عام 2011، وهي مورد دخل رئيسي ومورد للعملة الصعبة لاستيراد الطعام لنحو 32 مليون نسمة.

التعليقات