بغداد تؤكد طلبها من واشنطن توجيه ضربات جوية واشتباكات في أكبر مصفاة

أكد وزير الخارجية العراقي، هوشيار زيباري، في جدة، اليوم الأربعاء، أن بغداد طلبت من الولايات المتحدة توجيه ضربات جوية للمسلحين الذين يشنون منذ أسبوع هجوما تمكنوا خلاله من السيطرة على مناطق واسعة من شمال البلاد.

بغداد تؤكد طلبها من واشنطن توجيه ضربات جوية واشتباكات في أكبر مصفاة

حافلة تحمل متطوعين في بغداد ( أحمد الربيعي، أ ف ب)

أكد وزير الخارجية العراقي، هوشيار زيباري، في جدة، اليوم الأربعاء، أن بغداد طلبت من الولايات المتحدة توجيه ضربات جوية للمسلحين الذين يشنون منذ أسبوع هجوما تمكنوا خلاله من السيطرة على مناطق واسعة من شمال البلاد.

وجاء تأكيد زيباري بعدما توعد رئيس الوزراء، نوري المالكي، المعارضين المسلحين بالقضاء عليهم، مشدداً على أن قواته واجهت نكبة ولم تهزم، وسط تواصل الاشتباكات في قضاء تلعفر وتعرض اكبر مصفاة نفط لهجوم.

وفيما حذر وزير الخارجية السعودي، الأمير سعود الفيصل، من حرب أهلية في العراق لا يمكن التكهن بانعكاساتها على المنطقة، أكدت طهران أنها ستبذل كل ما بوسعها لحماية "العتبات المقدسة" لدى الشيعة في هذا البلد المجاور والحليف.

وقال زيباري خلال مؤتمر صحافي على هامش مؤتمر التعاون الإسلامي في جدة إن العراق "طلب رسميًا مساعدة واشنطن طبقًا للاتفاقية الأمنية وتوجيه ضربات جوية للجماعات الإرهابية". وتابع في ختام اجتماع تشاوري لوزراء الخارجية العرب المشاركين في المؤتمر "أكدت للوزراء أن القوات العراقية تمكنت من استيعاب الصدمة وصد الهجمات"، مضيفًا أن "بغداد عصية عليهم".

وكانت الولايات المتحدة أكدت في وقت سابق أنها تبحث عدة خيارات بينها توجيه ضربات جوية بطائرات من دون طيار.

من جهته، قال المالكي في خطاب نقلته قناة "العراقية" الحكومية: "سنواجه الإرهاب وسنسقط المؤامرة"، مضيفًا أن "الذي حصل هو نكبة لكن ليست كل نكبة هزيمة (...) تمكننا من امتصاص هذه الضربة وإيقاف حالة التدهور (...) وبدأت عملية رد الفعل واخذ زمام المبادرة وتوجيه ضربات". وتابع: "سنلقنهم دروسًا وضربات ونسحب من أيديهم وأيادي الذين يقفون خلفهم التصورات الموهومة أنهم يستطيعون إسقاط العملية السياسية والوحدة الوطنية، وإسقاط العراق لكي تؤسس على أنقاضه دويلات وملوك طوائف وأمراء حرب".

ويسيطر مسلحون معارضون لحكومة المالكي التي تتبع سياسيات طائفية إقصائية منهم من ينتمي لحزب البعث المنحل ومنهم ينتمون  لتنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" الجهادي المتطرف وتنظيمات أخرى على مناطق واسعة من شمال البلاد بينها الموصل إثر هجوم كاسح مستمر منذ أسبوع.

وبدأت القوات الحكومية مؤخرا توجيه ضربات إلى هؤلاء المسلحين بعد صدمة خسارة الموصل.

وفي افتتاح مؤتمر منظمة التعاون الإسلامي في جدة، قال وزير الخارجية السعودين سعود الفيصل، إن الوضع الحالي في العراق "يحمل في ثناياه نذر حرب أهلية لا يمكن التكهن باتجاهها وانعكاساتها على المنطقة".

وفي اإران، حذر الرئيس الإيراني، حسن روحاني، اليوم الاربعاء بأن بلاده ستبذل كل ما بوسعها لحماية العتبات المقدسة لدى الشيعة في العراق. وقال في خطاب ألقاه في خرام آباد (القريبة من الحدود مع العراق) ونقله التلفزيون بشكل مباشر: "بالنسبة إلى العتبات المقدسة للأئمة الشيعة (في العراق) كربلاء والنجف والكاظمية وسامراء، نحن نحذر القوى العظمى وأتباعها والقتلة والإرهابيين بأن الشعب الإيراني العظيم سيبذل كل ما بوسعه لحمايتها".

ميدانيًا، هاجمت مجموعة من المسلحين فجر اليوم مصفاة بيجي، أكبر مصافي النفط في العراق والواقعة في شمال البلاد. وقال مسؤول في المصفاة في تصريح لوكالة فرانس برس: "تمكنت مجاميع مسلحة في الرابعة من فجر اليوم من اقتحام أجزاء من المصفاة في بيجي (شمال بغداد) وأدى ذلك إلى اشتباكات واندلاع حريق في بعض الخزانات المخصصة لتجميع الفضلات النفطية".

وأضاف أن المصفاة توقفت بشكل تام عن الغنتاج منذ اليوم الاثنين حين جرى إخلاء الموظفين الأجانب والإبقاء على بعض الموظفين العراقيين الأساسيين، معتبراً ان هذا الأمر يمثل "ضربة كبيرة للإقتصاد العراقي".

من جهته، قال الفريق قاسم عطا المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة في تصريح لفرانس برس أن "قواتنا تمكنت من صد هجوم على مصفاة بيجي (...) وقتلت أربعين من المسلحين".

في هذا الوقت، تواصلت المعارك بين المسلحين والقوات الحكومية في قضاء تلعفر (380 كلم شمال بغداد) الإستراتيجي الواقع في محافظة نينوى والذي يتعرض منذ السبت لهجوم كبير. وقال نور الدين قبلان، نائب رئيس مجلس محافظة نينوى، لفرانس برس اليوم: "تدور اشتباكات عنيفة في أحياء المعلمين ومنطقة السايلو وأجزاء من المطار بين مسلحين مرتبطين بداعش وقوات أمنية بمساندة أبناء العشائر". واضاف: "هناك تقدم للقوات الأمنية دون أن يتم تطهير القضاء بشكل كامل"، في وقت شدد متحدث عسكري على أن القوات العراقية وضعت خطة تنص على الانتهاء من تحرير تلعفر في غضون الساعات المقبلة.

ويقع تلعفر وهو أكبر أقضية العراق من حيث المساحة الجغرافية في منطقة استراتيجية قريبة من الحدود مع سوريا وتركيا، ويبلغ عدد سكانه نحو 425 الف نسمة معظمهم من التركمان.

في مقابل ذلك، سيطر مسلحون على ثلاث قرى تقع بين قضاء طوزخرماتو (175 كلم شمال بغداد) وناحية امرلي على بعد 85 كلم جنوب كركوك (240 كلم شمال بغداد) اثر اشتباكات قتل فيها 20 مدنيا، وفقا لمسؤول محلي.

وقال قائم مقام قضاء طوزخرماتو، شلال عبدول، في تصريح لوكالة فرانس برس: "تمكن مسلحون من السيطرة على ثلاث قرى واقعة بين قضاء الطوز وناحية امرلي جنوب كركوك فيما سقط 20 مدنيا جراء الاشتباكات".

وفي هذا السياق، دعا رئيس أقليم كردستان مسعود بازراني كافة عناصر البشمركة المتقاعدين إلى الالتحاق بالوحدات العسكرية والاستعداد لكافة الاحتمالات.

التعليقات