تونس: المرزوقي يترشح للانتخابات الرئاسية

قدم الرئيس التونسي المؤقت محمد المنصف المرزوقي اليوم ، السبت، أوراق ترشيحه للانتخابات الرئاسية في تونس التي ستجرى في 23 تشرين الثاني(نوفمبر) القادم والتي ستنهي مع الانتخابات التشريعية في 26 تشرين الأول(أكتوبر) مرحلة انتقالية استمرت نحو أربع سنوات بعد الثورة.

تونس: المرزوقي يترشح للانتخابات الرئاسية

المرزوقي يتقدم بترشحه للرئاسة في تونس اليوم السبت (أ.ف.ب)

  قدم الرئيس التونسي المؤقت محمد المنصف المرزوقي اليوم ، السبت،  أوراق ترشيحه للانتخابات الرئاسية في تونس التي ستجرى في 23 تشرين الثاني(نوفمبر) القادم والتي ستنهي مع الانتخابات التشريعية في 26 تشرين الأول(أكتوبر) مرحلة انتقالية استمرت نحو أربع سنوات بعد الثورة.

وقدم المرزوقي (69 عاما) وهو الرئيس الشرفي لحزب المؤتمر من أجل الجمهورية، صباح اليوم ملف ترشحه بمقر الهيئة العليا المستقلة للانتخابات بالعاصمة.

وقال في تصريح ا.إعلامي بالمناسبة ا.إنه يترشح لهذا المنصب "دفاعا عن المبادئ التي ناضل من أجلها طيلة 3 عقود ولضمان استقلالية القرار الوطني وللدفاع عن الحقوق السياسية والحريات والديمقراطية وكذلك عن الحقوق الاقتصادية والاجتماعية خاصة للطبقات الوسطى والمهمشة".

وأضاف المرزوقي أنه على ثقة في الشعب التونسي "وفي قدرته على التمييز بين من خدمه ومن سيخدمه".

وسيتولى عدنان منصر الناطق الرسمي السابق باسم رئاسة الجمهورية الحملة الانتخابية للمرزوقي.

وقال منصر إن المرزوقي سيعول في تمويل حملته الانتخابية على مبيعات كتابه الجديد عن الربيع العربي.

وينتخب التونسيون في 23 تشرين الثاني(نوفمبر) رئيسهم للمرة الأولى منذ الاطاحة بالرئيس السابق زين العابدين بن علي في 14 كانون الثاني(يناير) 2011.

وكان المرزوقي اختير في نهاية 2011 رئيسا لتونس من قبل نواب المجلس التأسيسي أثر قيام تحالف ترويكا ضم حزبه إلى حزب التكتل وحزب النهضة الإسلامي الذي يملك أكبر عدد من النواب في المجلس.

ويتهم خصوم المرزوقي الأخير وهو معارض تاريخي لبن علي وعاش فترة طويلة خلال عهده منفيا في فرنسا، بأنه سعى إلى إقامة ترويكا الحكم إرضاء لطموحاته الشخصية.

لكن المرزوقي أكد مرارا أن التحالف بين الإسلاميين والأحزاب "العلمانية" هو السبيل الوحيد لتأمين الانتقال إلى مؤسسات ديمقراطية دائمة.

وبحسب الدستور التونسي الجديد الذي تمت المصادقة عليه في 26 كانون الثاني(يناير) 2014 فإن رئيس الجمهورية لديه صلاحيات محدودة في حين منحت أهم صلاحيات الجهاز التنفيذي لرئيس الحكومة.

وتنظم الانتخابات الرئاسية بعد نحو شهر من الانتخابات التشريعية المقررة في 26 تشرين الاول(اكتوبر).

ورغم تحالفه منذ 2011 مع الإسلاميين الذين يعتبرون الأفر حظا في الانتخابات التشريعية، فإن المرزوقي لم يحصل حتى الآن على دعمهم.

وكان حزب النهضة الإسلامي قرر عدم تقديم مرشح عنه في الانتخابات الرئاسية وقال إنه يؤيد "مرشحا توافقيا" لهذا المنصب دون أن يعلن عن دعم أي مشحر.

ويأتي تنظيم هذه الانتخابات بتأخير عما كان متوقعا وذلك بسبب أزمات سياسية متتالية سببها ازدياد عمليات مجموعات إسلامية متطرفة.

وقدم حتى السبت 23 شخصا ترشحهم للانتخابات الرئاسية وذلك قبل يومين من انتهاء مهلة الترشحات، بينهم رئيس المجلس التأسيسي، مصطفى بن جعفر، ورئيس حزب نداء تونس، الباجي قايد السبسي، وكمال مرجان وزير الخارجية السابق في عهد بن علي، ومصطفى كمال النابلي، المحافظ السابق للبنك المركزي، إضافة الى امراتين للمرة الأولى في تاريخ تونس.

وبدا وكأن المرزوقي يهاجم على الفور بعض منافسيه على المنصب المدعومين بحسب قوله ب "المال الفاسد".

وقال إن ترشيحه يمثل "مثالا للشفافية" مبديا خشيته من "المال الفاسد" الذي قال إنه "أكبر خطر يتهدد التجربة الديمقراطية في تونس (..) وتفشي المال الفاسد في البلاد سيقوض التجربة الديمقراطية".

وأضاف أن "السلطة لا تشترى بالمال الفاسد بل تتحقق بالنضال" داعيا الجميع إلى مكافحة المال الفاسد.

وتتهم العديد من الشخصيات السياسية في تونس منذ الثورة في نهاية 2010 وبداية 2011 ، أوساط خصوصا مقربة من نظام بن علي الذي كان نخره الفساد والمحسوبية، بالسعي إلى الانحراف والهيمنة على العملية الانتقالية في البلاد.

 وتعتبر تونس الأمل الأخير في إقامة نظام ديمقراطي في بلدان الربيع العربي التي غرق معظمها في الفوضى والعنف.

لكن أمامها تحديات كبيرة أولها تنامي تيار الإسلام السياسي المسلح.

كما يشكل ضعف الاقتصاد ونسب البطالة المرتفعة خصوصا بين الشباب المتعلم أحد أهم تحديات البلاد والتي كانت وراء ثورة "الحرية والكرامة" في 2011.

 

 

التعليقات