محاكمة حول تغذية معتقلي غوانتانامو قسرا في واشنطن

تبدأ غدا الإثنين في واشنطن محاكمة مرتقبة جدا حول الإطعام القسري في غوانتانامو الذي تعتبره منظمات حقوق الإنسان نوعا من التعذيب، وذلك أمام قاضية تريدها محاكمة "منفتحة" و"شفافة".

محاكمة حول تغذية معتقلي غوانتانامو قسرا في واشنطن

 تبدأ غدا الإثنين في واشنطن محاكمة مرتقبة جدا حول الإطعام القسري في غوانتانامو الذي تعتبره منظمات حقوق الإنسان نوعا من التعذيب، وذلك أمام قاضية تريدها محاكمة "منفتحة" و"شفافة".

وستكون هذه المرة الأولى منذ 13 سنة مع وصول أول المعتقلين إلى غوانتانامو، الأرض الكوبية البعيدة عن أي حدود اميركية، التي ينظر خلالها القضاء الفدرالي في ظروف الاعتقال في بذلك المعتقل المثير للجدل.

ورغم استياء الحكومة التي تطالب بمحاكمة مغلقة قررت القاضية الفدرالية غلاديس كيسلر النظر "بروح الانفتاح والشفافية القضائية"في تغذية المعتقلين قسرا وهي طريقة تتطلب إدخال أنابيب من أنف المعتقلين حتى امعائهم، يعتبرها المعتقلون "غير انسانية".

ويحتج أبو وائل دياب أحد المعتقلين الـ149 والمسجون بدون محاكمة والذي اعتبرت السلطات منذ 2009 أنه يجب الإفراج عنه، على اعتقاله بالإضراب عن الطعام باستمرار. غير أن هذا السوري تقدم بشكوى ليكفوا عن تغذيته قسرا معتبرا أن ذلك يناقض القانون الدولي.

وقال محاميه أريك لويس الذي تمكن من مشاهدة 11 ساعة من عمليات التغذية القسرية المصورة في أشرطة فيديو في غوانتانامو خلال الأشهر الـ18 الأخيرة، لفرانس برس "من وجهة نظرنا، إنها عملية مؤلمة جدا ولا فائدة منها". وأضاف "واضح جدا أنه يعيش معاناة شديدة" موضحا أنه "كان من الصعب مشاهدة تسجيلات الفيديو".

وأثارت القاضية الفدرالية مفاجأة قبل يومين من المحاكمة عندما أمرت بنشر تلك الشرائط الـ28 التي كانت الحكومة تصنفها سرية. وطالبت الحكومة بفرض السرية على هذه التسجيلات مؤكدة أنها "قد تتسبب في مس خطير بالأمن القومي إذا بثت".

لكن القاضية أقرّت بتلبية طلبات 16 وسيلة إعلام طلبت نشر تلك التسجيلات التي لم ترها سوى هيئة الدفاع بناء على أمر من القاضية في أيار (مايو). وقال دياب حسب ما ورد في وثيقة القاضية "اريد ان يرى الاميركيون ما يجري اليوم في السجن، كي يفهموا لماذا نضرب عن الطعام ولماذا يجب غلق السجن". وينتمي دياب إلى مجموعة من ستة معتقلين "يمكن أن يتم الإفراج عنهم" وينقلوا إلى الاوروغواي.

ويتبين من تسجيل الفيديو كيف يكبل "فريق الاخراج بالقوة" دياب ويقتاده إلى كرسي التغذية القسرية "سواء بحمله أو بربطه على خشبة أو على كرسي ويدخل في أنفه أنبوب لتطعيمه قسرا" كما قال لويس أحد المحامين الخمسة الوحيدين الذين شاهدوا الشرائط.

وقال المحامي إن "تلك الممارسات تتسبب في معاناة مؤلمة جدا ولا فائدة منها ولا تخضع لأي أهداف قانونية في مجال الأمن"، معربا عن ارتياحه "من الحكم الذي يجد توازنا بين القضايا الأمنية والقانون العام لمشاهدة شرائط الفيديو تلك المزعجة جدا".

وسيتم الاستماع إلى ثلاثة شهود خلال يومي المحاكمة: أحدهم الطبيب النفساني ستيفن كسيناكيس الذي كان يعمل في الجيش سابقا والخبيرة في التعذيب سوندرا كروسبي والمتخصص في الأخلاق الطبية ستيفن مايلز. وأعلنت النيابة أنها "تدرس تلك القرارات وتفكر في الخيارات".

 

وفي شباط (فبراير) 2013 هز غوانتانامو إضراب عن الطعام استمر ستة اشهر شارك فيه أكثر من ثلث المعتقلين لكن البنتاغون أصبح من حينها يرفض كشف عدد المضربين عن الطعام والتحدث عن إضراب عن الطعام أو إطعام قسري.

التعليقات