هل يستدرج "داعش" الجيش المصري للتورط في ليبيا؟

أثار الشريط المصور الذي نشره تنظيم "الدولة الإسلامية- داعش" الإرهابي، الذي يظهر ذبح 21 مصريًا على سواحل مدينة طرابلس في ليبيا، موجة غضب واستياء عارم، وتصريحات متباينة حول من يقف خلف هذا الفيديو، فيما قال محللون إن التنظيم يهدف إلى استدراج

هل يستدرج

أثار الشريط المصور الذي نشره تنظيم 'الدولة الإسلامية- داعش' الإرهابي، الذي يظهر ذبح 21 مصريًا على سواحل مدينة طرابلس في ليبيا، موجة غضب واستياء عارم، وتصريحات متباينة حول من يقف خلف هذا الفيديو، فيما قال محللون إن التنظيم يهدف إلى استدراج الجيش المصري للقتال في ليبيا لتخفيف الضغط على 'التنظيم الشقيق' في سيناء الذي تلقى مؤخرا ضربات قاسية من الجيش المصري.

في المقابل، شككت جهات ليبية من صدقية الشريط وقالت إنه مفبرك ويهدف إلى تبرير التدخل المصري في ليبيا، لافتة إلى تصريحات اللواء الليبي خليفة حفتر، التي قال فيها إن قتل تنظيم داعش الإرهابي لـ21 مصريا، جريمة بشعة تكشف حجم الخطر الذى يواجهه الشعب العربي، مضيفا أن الحادث البشع ضد المصريين لا يعد إلا تنبيها جديدا ومفزعا يهدد كل الشعوب العربية، ويجب مواجهته والقضاء عليهم لمكافحة الظاهرة التى تهدد الإسلام. 

وردا على تدخل الجيش المصري للقضاء على الإرهاب فى ليبيا، قال حفتر، في مداخلة هاتفية مع الإعلامى وائل الإبراشي على قناة العاشرة مساء: 'نرفض أى وسيلة من شأنها تهديد المدن الليبية، وبالتالى الليبيون يساعدون الجيش المصرى فى الانتقام من هذه القوى الإرهابية، لأن القاهرة نعتبرها مدينة ليبية شقيقة، ونؤيد وبقوة التدخل العسكرى المصرى لضرب داعش وغيرها من الجماعات الإرهابية'. 

وبعد نشر الفيديو الذي عنونه إرهابيو داعش بـ'رسالة موقعة بالدم' مساء أمس الأحد، قال الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، إن مصر ستحتفظ بحق الرد في الوقت والطريقة التي تراها مناسبة، وفجر اليوم الاثنين أصدرت القوات المسلحة بيانًا تقول فيها إنها قصفت مواقع لتنظيم داعش في ليبيا، تتضمن مواقع تدريب عسكري ومخازن أسلحة وذخيرة.

وأصدرت العديد من الدول العربية وأخرى في جميع أنحاء العالم بيانات استنكار لذبح المصريين الأقباط على يد 'داعش' في ليبيا، ونددوا بجرائمها الإرهابية والمذابح التي يرتكبونها أينما تواجدوا.

وأعلنت مؤسسة الرئاسة المصرية الحداد العام في البلاد 7 أيام على خلفية واقعة قتل 21 عاملاً مصرياً في طرابلس على أيدي تنظيم داعش. وذكرت المؤسسة، في بيان لها، أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي سيترأس اجتماعاً عاجلاً لمجلس الدفاع الوطني، لبحث توابع اﻷزمة.

تفاصيل جديدة

ويبدو من مكان تنفيذ عملية ذبح الرهائن، أنه هو المكان نفسه الذي جاء في اللقطات المصورة التي نشرت في مجلة 'دابق'، وهو ما يمثل احتمال أن يكون جرى ذبح الرهائن في وقت سابق.

وقالت مصادر مصرية، في صفوف 'تنظيم الدولة'، إن عملية ذبح الرهائن جرت قبل فترة وليس اليوم،  (أمس) الأحد. وأضافت المصادر في حديثها لصحيفة 'العربي الجديد': 'إن التنظيم في طرابلس كان يتكتم بشكل كبير على أي معلومات بخصوص قتل الرهائن'.

وتابعت: 'إن عملية إصدار مقطع الفيديو بجودة عالية تحتاج وقت ليس بقصير لإعداده، وبالتالي لم تتم عملية القتل خلال الأيام القليلة الماضية'.

 وكانت وزارة الخارجية المصرية شككت من قبل في مقتل 21 مصريا.

وفي وقت سابق، قال المتحدث باسم الخارجية المصرية، في مؤتمر صحافي، إن هناك عوائق عدة تعقد من متابعة وضع المختطفين، والبحث عنهم، منها عدم وجود تمثيل دبلوماسي لمصر في ليبيا، وحالة الفوضى التي تشهدها البلاد، مشيراً إلى اتصالات مع أطراف ليبية لم يسمها.

ومن ناحية أخرى، أصدر تنظيم فجر ليبيا، الذي يعتبر نفسه ممثلًا للثوار الذين أسقطوا حكم معمر القذافي عام 2011، بيانًا يقول فيه إن هذا الفيديو مفبرك ويقف خلفه اللواء خليفة حفتر، الذي يحاول السيطرة على حكم ليبيا، وقائد الانقلاب العسكري في مصر والرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، وأحمد قذاف الدم، ابن عم الرئيس السابق معمر القذافي وحليف حفتر.

وبحسب فجر ليبيا، فإن السيسي وحفتر وقذاف الدم أنتجوا هذا الفيديو وروجوا له ليشوهوا صورة الثوار في ليبيا وليحققوا مكسبًا سياسيًا، ففي ليبيا سيحظى حفتر وقذاف الدم بتعاطف في حال شوهوا صورة الثوار، وعبد الفتاح السيسي يحاول صنع شعبية له عن طريق تشويه صورة الإخوان المسلمين وربطهم بتنظيم 'داعش' وأنه من سيحمي النسيج المجتمعي المصري، وهب محاولة بائسة لإعطاء انقلابه شرعية.

وقالت مجموعة فجر ليبيا كذلك إن الكلام في الفيديو والرسالة التي وجهت إلى المسيحيين والأوروبيين والإشارة إلى فتح روما، هي دعوة واضحة لتدخل عسكري أوروبي في ليبيا، وستؤدي لإحضار مالكي أو كرزاي إلى ليبيا ليكافح الإرهاب برعاية الأمم المتحدة.

 وتباينت التحليلات كذلك حول كيفية وصول هؤلاء الـ21 شابًا إلى ليبيا، فمن يدعم رواية وقوف السيسي وحفتر خلف الفيديو يقول إن ضحايا المذبحة الإرهابية اختطفوا من مصر إلى ليبيا بمعاونة السلطات المصرية وتواطئها، وآخرون يقولون أن التنظيم الإرهابي اختطفهم من مصر وهرّبهم إلى ليبيا على غفلة من قوات الأمن المصرية، التي لا تستطيع حماية حدودها ولا مواطنيها.

واختلفت الآراء حول قصف سلاح الجو المصري لمواقع تنظيم 'داعش' في ليبيا، فوفق أقوال تناقلتها الصحافة المصرية عن مصادر قريبة من الحكومة، يخشى أفراد من المجلس العسكري المصري والقيادة العليا التورط عسكريًا في ليبيا واستنزاف قواتها هناك، في الوقت الذي تحتاج مصر هذه الجهود والطاقات للقضاء على الإرهاب في سيناء والقاهرة والاسكندرية.

 أما فجر فجر ليبيا فيحذرون من أن تكون هذه بداية لتدخل عسكري مصري في ليبيا لدعم قوات حفتر وقذّاف الدم للسيطرة على ليبيا، وكذلك فتح مجال للتدخل العسكري الأوروبي كذلك. 

التعليقات