بعد تدمير آثار الموصل ونمرود: تحذيرات من تدمير الحضر

بعد أن أعلنت الحكومة العراقية، الخميس، ان تنظيم الدولة الإسلامية قام بـ"تجريف" مدينة نمرود الآشورية الأثرية في محافظة نينوى في شمال البلاد، وذلك بعد أسبوع من نشره شريطا مصورا لتدمير آثار في مدينة الموصل، حذر عالم آثار عراقي من أن مدينة الحضر الأثرية ستكون الهدف التالي لهمجية داعش

بعد تدمير آثار الموصل ونمرود: تحذيرات من تدمير الحضر

آثار الحضر في نينوي قد تطالها همجية داعش

بعد أن أعلنت الحكومة العراقية، الخميس، ان تنظيم الدولة الإسلامية قام بـ"تجريف" مدينة نمرود الآشورية الأثرية في محافظة نينوى في شمال البلاد، وذلك بعد أسبوع من نشره شريطا مصورا لتدمير آثار في مدينة الموصل، حذر عالم آثار عراقي من أن مدينة الحضر الأثرية ستكون الهدف التالي لهمجية داعش.

وقالت وزارة السياحة والآثار إن "عصابات داعش الإرهابية تستمر بتحدي إرادة العالم ومشاعر الإنسانية بعد إقدامها على جريمة جديدة من حلقات إجرامها الرعناء".

وأضافت أن هذه "العصابات" قامت "بالاعتداء على مدينة نمرود الأثرية وتجريفها بالآليات الثقيلة مستبيحة بذلك المعالم الأثرية التي تعود إلى القرن الثالث عشر قبل الميلاد وما بعده".

وأوضح مسؤول عراقي في مجال الآثار أن عملية الجرف بدأت بعد صلاة ظهر الخميس، وأنه أمكن خلال الأيام الماضية ملاحظة وجود شاحنات في الموقع الأثري، ما قد يرجح قيام التنظيم بنقل آثار من الموقع، تمهيدا لتهريبها وبيعها، في ما يعتقد أنه مورد مالي رئيسي للتنظيم، مضيفا أنه لم يعرف بعد حجم التدمير في الموقع.

وتقع مدينة نمرود التي يعود تاريخها إلى القرن الثالث عشر قبل الميلاد، عند ضفاف نهر دجلة، وعلى مسافة نحو 30 كيلومترا جنوب الموصل، كبرى مدن شمال العراق وأولى المناطق التي سقطت في أيدي داعش.

وقال عبد الأمير حمداني، وهو عالم آثار عراقي في جامعة ستوني بروك الأميركية، لوكالة "فرانس برس" "آسف للقول إن الجميع كان يتوقع هذا الامر. خطتهم هي تدمير التراث العراقي، موقعا بعد آخر".

وأضاف "مدينة الحضر بالتأكيد ستكون الهدف التالي"، في إشارة إلى المدينة التاريخية الواقعة وسط الصحراء في نينوى، ويعود تاريخها إلى ألفي عام قبل الميلاد، وهي مدرجة على لائحة منظمة اليونيسكو للتراث العالمي.

وتأتي عملية جرف الموقع الاثري في نمرود بعد أسبوع من نشر التنظيم شريطا مصورا يظهر تدمير عناصره آثارا وتماثيل في متحف الموصل، عبر رميها على الأرض، وتحطيمها بالمطرقات. كما أظهر الشريط نفسه استخدام عناصر من التنظيم آلات كهربائية لتشويه تمثال آشوري ضخم لثور مجنح عند بوابة نركال في الموصل.

وأثارت عملية التدمير استنكارا عالميا وتخوفا على مواقع أثرية أخرى في محافظة نينوى، ومركزها مدينة الموصل، لا سيما نمرود ومدينة الحضر، وخصوصا أن هذه المواقع واقعة في مناطق يسيطر عليها التنظيم بالكامل.

وقارن علماء آثار بين تدمير الآثار في الموصل، وقيام حركة طالبان الافغانية بتدمير تمثالين أثريين عملاقين لبوذا في منطقة باميان عام 2001.

وعلى اثر نشر شريط تدمير آثار الموصل، طالبت المديرة العامة لمنظمة اليونيسكو إيرينا بوكوفا بعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي.

التعليقات