السعودية تواصل القصف في اليمن وتتجاهل طلبات الهدنة الإنسانية

سعت المملكة العربية السعودية في نهاية الأسبوع برغم الانتقادات إلى التأكيد على أن حملتها العسكرية في اليمن بدأت تؤتي ثمارها، رغم عدم استسلام الحوثيين حتى الآن.

السعودية تواصل القصف في اليمن وتتجاهل طلبات الهدنة الإنسانية

متظاهرة في اليمن (أ.ف.ب)

سعت المملكة العربية السعودية في نهاية الأسبوع برغم الانتقادات إلى التأكيد على أن حملتها العسكرية في اليمن بدأت تؤتي ثمارها، رغم عدم استسلام الحوثيين حتى الآن.

وفي هذا الوقت يزور رئيس الدبلوماسية الفرنسية لوران فابيوس الرياض، الشريك المهم لفرنسا، للتعبير عن "دعم" لبلاده للمملكة العربية السعودية.

ولم تؤثر الأضرار الجانبية وتدمير البنية التحتية المدنية والوضع الإنساني المتردي على موقف الرياض التي تقود ائتلافا من تسع دول عربية ضد الحوثيين وحلفائهم. وأكد المتحدث السعودي باسم التحالف، العميد ركن أحمد عسيري، أمس السبت، أن الغارات ستستمر.

وأوضح أن الغارات التي انطلقت في 26 آذار (مارس) بدأت بنسق يومي من 35 غارة ثم 50 غارة ثم 80 وأخيرا 120 غارة يوميا لتبلغ في الإجمال 1200 غارة. وأضاف أن هذه الغارات عطلت القدرات الجوية والبالستية للحوثيين وحلفائهم من العسكريين الموالين للرئيس السابق علي عبد الله صالح، وأن العمل مستمر.

والسبت، كشفت وزارة الدفاع السعودية عن جانب آخر من جوانب الصراع، إذ أكدت مقتل أكثر من 500 حوثي في مواجهات على الحدود الجنوبية للمملكة السعودية مع اليمن منذ بداية عملية "عاصفة الحزم" في 26 آذار (مارس) الماضي.

وقال مصدر مسؤول في وزارة الدفاع السعودية إن خسائر الحوثيين وصلت بعد مواجهات سجلت مساء الجمعة إلى ما "يفوق الخمسمئة قتيل في المواجهات الحدودية بقطاعي جازان ونجران منذ انطلاق عملية عاصفة الحزم".

وكانت هذه الحدود مسرحا لقتال دموي في بين عامي 2009 و2010 نتيجة تسلل الحوثيين إلى الأراضي السعودية.

وحتى يوم السبت، لم تتحدث الرياض إلا عن تبادل محدود لإطلاق النار على الحدود، واعترفت بمقتل ستة من الجنود، المحتشدين بكثافة، بنيران الحوثيين. ومازال السعوديون يغضون النظر عن المطالبات بهدنة إنسانية التي تطلقها منظمات الإغاثة الدولية التي تحذر يوميا من تأثير النزاع على المدنيين.

ومع ذلك، فإنها سمحت بوصول طائرة ثانية تابعة للجنة الدولية للصليب الأحمر إلى صنعاء محملة ب35,6 طنا من المساعدات الطبية ومعدات الإغاثة لمساعدة ضحايا النزاع في اليمن.

وكانت طائرتان تحملان مساعدات طبية، الأولى تابعة للجنة الدولية للصليب الأحمر والثانية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) هبطتا في صنعاء الجمعة للمرة الأولى، ما يرفع إلى حوالي 70 طنا المساعدات التي وصلت إلى اليمن في يومين.

وتترافق الضربات السعودية مع الاتهامات لإيران بتسليح المتمردين. وقال عسيري "نحن لدينا من الأدلة الشيء الكافي أن من يدعم ويدرب ويسلح هذه الميليشيات هي إيران".

وإزاء هذا الوضع، أعلن فابيوس أنه "يجب أن نصل إلى المفاوضات عاجلا أم آجلا"، بينما تعتبر باريس أن هادي يمثل "السلطة الشرعية" في هذا البلد.

وقال مصدر طبي اليوم الأحد أن طائرات التحالف قصفت فجرا المعسكر 22 في منطقة الظهرة في محافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 15 شخصا وإصابة ثمانية من الحوثيين وحلفائهم.

ويعود المعسكر للحرس الجمهوري، وحدة النخبة الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح المتحالف مع الحوثيين، الذي أجبر على الاستقالة عام 2012 بعد 33 عاما في السلطة.

وقتل في اليوم السابق، في عدن، أربعة مدنيين على يد الحوثيين، حسبما أشار موال لهادي، وفي غرب المدينة قتل خمسة حوثيين وثلاثة مؤيدين لهادي في الاشتباكات التي اندلعت عندما حاول المتمردون التقدم تجاه مصفاة نفطية، وفقا لمصادر عدة.

وعلى صعيد البلاد، تؤثر الاشتباكات على 15 من 22 محافظة يمنية، وهي عدن، الضالع، لحج، أبين، شبوة، تعز، إب، البيضاء، الحديدة، ريمة، عمران، حجة، صعدة، الجوف ومأرب.

واستفاد تنظيم القاعدة الذي يتمركز في الجنوب، من الفوضى القائمة للسيطرة على المكلا، عاصمة محافظة حضرموت.

من جهة أخرى، وبعد عدم تمكن الطائرات الروسية من دخول المجال الجوي اليمني بسبب الغارات، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنه تم إجلاء أكثر من 300 شخص من جنسيات مختلفة اليوم الأحد من اليمن على متن سفينة عسكرية روسية عن طريق جيبوتي.

ونقلت السفينة 308 أشخاص بينهم 45 روسيا و18 أميركيا وخمسة بريطانيين و159 يمنيا، بالإضافة إلى مواطنين من الشرق الأوسط وبلدان الاتحاد السوفييتي سابقا. وقد تم إجلاء آلاف الأجانب من اليمن منذ بداية النزاع.

التعليقات