نشرت منظمة ويكيليكس أمس الجمعة أكثر من 70 ألف برقية دبلوماسية مسربة من السعودية، وقالت في موقعها على الإنترنت إنها ستنشر نصف مليون برقية أخرى خلال الأسابيع المقبلة.
وقالت المنظمة، التي بدأت تنشر برقيات دبلوماسية أميركية في عام 2010، إنها حصلت على مراسلات بالبريد الإلكتروني بين وزارة الخارجية السعودية ودول أخرى بالإضافة إلى تقارير سرية من وزارات سعودية أخرى.
وأمس الجمعة هو الذكرى الثالثة للجوء مؤسس ويكيليكس جوليان أسانج لسفارة الإكوادور في لندن لتفادي ترحيله إلى السويد فيما يتصل بمزاعم عن ارتكاب جرائم جنسية.
وقال أسانج إن برقيات السعودية تميط اللثام عن 'نظام دكتاتوري' لم يحتفل فقط بقطع راس 100 شخص هذا العام، بل أيضا أصبح يشكل تهديدا لنفسه وجيرانه.
ويقول موقع ويكيليكس بأن الوثائق التي بدأ بنشرها تشير تبين أيضا البيروقراطية والمركزية الشديدة التي كانت تدار بها المملكة العربية السعودية.
وتزامن نشر الوثائق مع قيادة السعودية لتحالف عربي ضد أنصار الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح وجماعة 'أنصار الله' (الحوثيين) الذي سيطروا على مناطق واسعة من البلاد وتمردوا على شرعية الرئيس المنتخب، كما تأتي بعد فترة وجيزة من إعلان وزارة الخارجية السعودية أن 'جيش اليمن الإلكتروني' اخترق بريدها الإلكتروني، فيما لم يستبعد محللون أن تكون إيران تقف خلف هذه الاختراقات.
وقبل أيام كشف خبراء إسرائيليون أن مجموعة “هاكرز” إيرانية شنت هجمات إلكترونية على إسرائيل ودول عربية، ونجحت في الحصول على معلومات حساسة من قرابة 40 جهة إسرائيلية بينهم جنرالات متقاعدين وشركات أمنية، إلى جانب مهاجمة مسؤولين عربا بينهم وزير مالية لم تفصح عن هويته، وأوضحوا أن هجمات 'السايبر' الإيرانية تتم بشكل يومي وتحقق نجاحا.
وبتقدير الخبراء فإن المهاجمين هم مجموعة هاكرز إيرانيين تطلق على نفسها (Ajax Team)، بدأوا عمليات الاختراق بدوافع أيديولوجية عام 2010 ثم جندوا على ما يبدو لأجهزة الاستخبارات الإيرانية.
وقال بيان ويكيليكس الذي نشر في موقعها إن 'اليوم، نهار الجمعة في ١٩ حزيران الساعة الواحدة بتوقيت غرينيتش، بدأ موقع ويكيليكس بنشر الوثائق السعودية: أكثر من نصف مليون وثيقة ومستند من الخارجية السعودية والتي تحتوي على مراسلات سرية من مختلف السفارات السعودية حول العالم. ويتضمن هذا المنشور تقاريرا سرية للغاية من مختلف المؤسسات السعودية الحكومية بما فيها وزارة الداخلية والمخابرات العامة للمملكة. كما تتضمن الكمية الهائلة من البيانات المنشورة عدداً كبيراً من المراسلات الإلكترونية بين وزراة الخارجية وهيئات أجنبية. ويتم نشر الوثائق السعودية على دفعات تتكون من عشرات الآلاف من المستندات على مدى الاسابيع المقبلة'.
وتابع: 'اليوم ينشر موقع ويكيليكس 70 ألف وثيقة كأول دفعة من هذه المجموعة القيمة وصرح جوليان أسانج، ناشر وثائق ويكيليكس، إن الوثائق السعودية ترفع الغطاء عن دكتاتورية محاطة بالسرية وغير منتظمة على نحو متزايد والتي لم تحتفل ببلوغ عدد الرؤوس المقطوعة فيها هـذه السنة إلى المئة فحسب، بل أصبحت تشكل خطراً على جيرانها وعلى نفسها. إن المملكة العربية السعودية عبارة عن دكتاتورية موروثة تقع على حدود الخليج الفارسي. بغض النظر عن سجل المملكة الشائن في مجال حقوق الإنسان، لا تزال الممكلة الحليف الأول للولايات المتحدة الأميركية والمملكة البريطانية المتحدة في الشرق الأوسط، ويعود ذلك الى امتلاكها أكبر احتياطي نفطي في العالم.. تتصدر المملكة عادة لائحة البلدان المنتجة للنفط، مما منح المملكة تأثيراً غير متكافئ في الشؤون الدولية. تعمد الممكلة سنوياً إلى دفع مليارات البترودولارات في جيوب المصارف البريطانية وشركات الأسلحة الأميركية. العام الماضي، أصبحت المملكة أكبر مستورد للاسلحة في العالم، متفوقة على الصين والهند وبلدان أوروبا الغربية مجتمعة. منذ عام 1960 لعبت المملكة دوراً رئيسياً في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ومجلس التعاون لدول الخليج العربية وتسيطر على السوق الخيري الإسلامي العالمي'.
وأضاف أنه منذ 'أواخر شهر آذار/ مارس 2015، تورطت المملكة العربية السعودية في حرب على اليمن المجاورة لها. في أيار/ مايو 2015 أقرت وزارة الخارجية في المملكة باختراق شبكات الحواسيب الخاصة بها. وتم تحميل مجموعة تطلق على نفسها اسم جيش اليمن الإلكتروني مسؤولية هذا الخرق. ونشرت المجموعة بعد ذلك 'عينة' من الوثائق القيمة على مواقع مخصصة لمشاركة الملفات والتي أغلقت بفعل هجمات إلكترونية تتعلق بالرقابة. إن مجموعة ويكيليكس الكاملة تضاهي أعداد هذه المستندات بالآف المرات وتحتوي على مئات الآلاف من الصفحات المصورة باللغة العربية. بفضل الجهد البحثي الصحفي الهائل، استخرج موقع ويكيليكس النص من هذه الصفحات المصورة ووضعه في قاعدة البيانات ليكون متوفراً للجميع. كما تتضمن المجموعة عشرات الآلاف من الملفات النصية وجداول البيانات والمراسلات الإلكترونية والتي ينمكن الوصول إليها من خلال محرك البحث في موقع ويكيليكس'.
التعليقات