طبيب مصري: دلائل واضحة على استخدام "غاز سام" في تدافع منى

كشف طبيب مصري يعمل بالمملكة، عن وجود دلائل تشير إلى أن سبب التدافع بمشعر منى، أول أيام عيد الأضحى، هو استخدام غاز سام تسبب في وفاة وإصابة المئات من الحجيج.

طبيب مصري: دلائل واضحة على استخدام

كشف طبيب مصري يعمل بالمملكة لصحيفة "عاجل" الإلكترونية، عن وجود دلائل تشير إلى أن سبب التدافع بمشعر منى، أول أيام عيد الأضحى، هو استخدام غاز سام تسبب في وفاة وإصابة المئات من الحجيج.

وقال الطبيب المصري، المستشار السابق لوزير الصحة والإسكان، عبد الحميد فوزي، في حديث مع وسائل إعلام سعودية، إنه تواصل مع عدد من المصابين، وإنه توصل لهذه النتيجة بعد تسجيله للملاحظات ومشاهدته للجثث.

وأضاف فوزي، أنه أرسل خطابا بمحتوى ما توصل إليه إلى الديوان الملكي، وتلقى ردا شكره فيه خادم الحرمين وولي العهد، لحرصه على المشاركة في كشف ملابسات الحادث الذي تعرض له الحجيج.

وأوضح فوزي، أنه صادف في المشافي نحو 50 حالة فقدان ذاكرة بين المصابين في حادث التدافع، وأن معظم المصابين وصلوا المشافي في حالة إغماء، استفاقوا منها خلال ساعتين إلى ثماني ساعات.

ويرجح فوزي أن تعرض الحجيج في منى لغاز قاتل، تسبب بالحادث وبوفاة كل من كان قريبا من مصدر انبعاث الغاز، بينما أصيب المتواجدون في المناطق الأبعد بتسمم خلايا المخ وفقدان الذاكرة أو الهلوسة.

وطلب الطبيب المصري تدخل الطب الشرعي وتحليل المواد التي ترسبت في الجثث، للتأكد من وجود غاز سام من عدمه.

وأكد فوزي، أنه لم ير حالات تدافع أسفرت عن هذا الكم الهائل من الضحايا طوال حياته، رغم أنه يحج منذ قرابة 25 عاما، ما يعزز نظريته بوجود مؤثر خارجي أدى إلى وفاة وإصابة كل هؤلاء الحجيج.

وأوضح فوزي، أن شهادات المصابين تؤكد أن الحادث وقع بعد تدافع الحجيج الإيرانيين وسيرهم عكس الاتجاه، قبل أن يشتبكوا مع باقي الحجيج.

وفيما يلي نص رسالة عبد الحميد فوزي إلى الديوان الملكي، تحت عنوان:"صرخة إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز":

رسالة إلى خادم الحرمين الشريفين من مواطن مصري الوطن والموطن، سعودي الهوى، إلى سيدي خادم الحرمين الشريفين حفظه الله.

اليوم يا سيدي خضت تجربة مأساوية في رحلة البحث عن ابن أخي المفقود بعد حادثة منى المريعة، واطمئن جلالتكم أننا بعد رحلة بحث من السادسة صباحا إلى الثامنة مساء وجدناه، وأنه بخير والحمد لله.

ولكن ومن خلال مروري على جميع مستشفيات المشاعر في منى وعرفات ومكة وجدة، وأعني بكلمة "جميع" أي كلها بدون استثناء، بما فيهم مديرية الشؤون الصحية بمكة. ومن خلال تجربتي التي تعدت أكثر من ثلاثين عاما في الإدارة الطبية، لاحظت ملاحظتين في غاية الأهمية أُحب أن أرسلهما لجلالتكم، أعتقد أن إحداهما توجب الفخر، والأخرى على قدر من الخطورة التي يجب على الجميع الانتباه لها.

 

الملاحظة الأولى:

مستوى الخدمة في جميع المستشفيات التي مررت عليها يستحق أن تفخر به المملكة، وأن نفخر به جميعا كعرب، وأنا هنا لا أقصد المباني والتجهيزات فقط، فهذا أمر مفهوم، ولكني هنا أقصد الفخر كل الفخر بالإمكانيات البشرية، فلقد نجحتم يا سيدي في بناء الإنسان السعودي الذي يقدر تمام التقدير الموقف الذي تمر به بلده بعد هذه الكارثة، فالمعاملة الحسنة والتطوع للمساعدة بكل الحب والتعاطف وجدناه من الإخوة في المنظومة الصحية، بداية من مدير مديرية الشؤون الصحية في مكة، إلى الحارس البسيط على باب أي مستشفى في المشاعر المقدسة، وليس لي فقط لكوني طبيب، ولكن أَشهد أنها لجميع من يبحث مثلنا عن ذويهم المفقودين.. فهنيئا لكم هذا النجاح من كل قلبي.

 

الملاحظة الثانية:

وهي التي أعتقد أنها على مستوى من الخطورة التي يجب علينا الانتباه لها، وفحصها، والبحث فيها، وهي: "أنني لاحظت يا سيدي على معظم المرضى الذين شاهدتهم بنفسي أنهم يعانون حالة غريبة من فقدان الذاكرة، وليست بهم أي خدوش أو رضوض أو أي إصابات، وهذه ليست حالة أو حالتين بل عشرات الحالات، مما اضطر المستشفيات إلى تقييدها في السجلات تحت اسم "مجهول"، لأن المريض لا يستطيع أن يتذكر اسمه، أو اسم بلده، أو أين هو، وأيضا هناك العشرات من الموتى الذين عاينتهم في الثلاجات لا توجد على أجسادهم أي إصابات ظاهرة يمكن أن نحكم بها على سبب الوفاة، مما يحتم ضرورة تدخل الطب الشرعي، ليقول كلمته الفصل في هذا الموضوع. أرجوكم التدخل لمتابعة هذه الشكوى حفاظًا على أرواح المسلمين؛ لأن هذه الحادثة وما نتج عنها يُنافي العقل والمنطق، ويؤكد الشك فيه ملاحظات عين خبيرة.

أشك سيدي -ولي كامل الحق في شكي هذا- بوجود يد آثمة وراء هذا الحادث المريع، وشكي في تفجير قنبلة من غاز ما داخل هذا التجمع الكثيف المتداخل من الحجاج أدى إلى وقوع هذا العدد الرهيب من الشهداء والمصابين، وقد شاركني هذا الشك العديد من الإخوة من كبار الأطباء في تلك المستشفيات.

 

الملاحظة الأخيرة:

هي ما قالته لي فلاحة مصرية بسيطة من دمياط بعد أن سألتها: "هو إيه اللي حصل يا حاجة؟ وكانت من الحالات القليلة المنتبهة التي رأيتها، فأجابتني قائلة: "بعد ما نزلنا من المزدلفة وكان ماشي ورانا جماعة كبيرة من الأفارقة السود دول، وفجأة كده قابلنا جماعة بيقولوا عليهم من الإيرانيين، وكانوا بيزقوا فينا جامد، حتى إني شتمت فيهم، وضيعوا علي حجتي، الله يسامحني ويسامحهم بقى، ومرة واحدة بلتفت ورايا لقيت ناس بتضرب في بعض، وأُغمي عليا ما فوقتش إلا وأنا هنا".

هذه يا سيدي كلمات الفلاحة المصرية بالنص. ألا يلفت هذا انتباه جلالتكم لشيء إذا ما ربط هذا بالصور المنشورة لوضعية الشهداء وما لوحظ من حالات كثيرة من فقدان الوعي والذاكرة؛ حيث لا يوجد في القاموس الطبي -يا سيدي- أن التدافع والزحام يؤدي إلى فقدان الذاكرة بهذا الشكل.

سيدي خادم الحرمين.. هذه صرخة مواطن مصري مسلم، محب لدينه ووطنه ولكم، عسى أن تصل هذه الصرخة إلى جلالتكم.. حفظكم الله لوطنكم وللعرب والمسلمين.

 

أخوكم في الإسلام

الدكتور/عبدالحميد فوزي إبراهيم أبو السعد

المستشار السابق لوزير الصحة والسكان

 

المصدر: صحيفة عاجل الإلكترونية

التعليقات