لبنان: تأجيل إعلان ترشح فرنجية لاعتراض الأحزاب المسيحية

​يبدو أن المبادرة التي اتخذها تيار "المستقبل" بزعامة سعد الحريري، لانتخاب رئيس للبنان بعد سنة و7 أشهر، والتي تنص على ترشح سليمان فرنجية للمنصب، ستتأخر بسبب اعتراض الأحزاب المسيحية الثلاثة الكبرى في لبنان، لحين وضوح المواقف.

لبنان: تأجيل إعلان ترشح فرنجية لاعتراض الأحزاب المسيحية

سليمان فرنجية

يبدو أن المبادرة التي اتخذها تيار "المستقبل" بزعامة سعد الحريري، لانتخاب رئيس للبنان بعد سنة و7 أشهر، والتي تنص على ترشح سليمان فرنجية للمنصب، ستتأخر بسبب اعتراض الأحزاب المسيحية الثلاثة الكبرى في لبنان، لحين وضوح المواقف.

وذكرت صحيفة "الحياة" اللندنية إن مبادرة الحريري وموافقة جنبلاط عليها سببت تصدعات في تحالق 8 و14 آذار أكثر من المتوقع، فمن ناحية خرجت انتقادات حزب "القوات اللبنانية" لتيار المستقبل إلى العلن، ومن الناحية الأخرى أدت إلى تدخل حزب الله لدى حلفائه كي يمنع تطور الخلاف في معسكره بين أنصار عون وفرنجية.

إن العلاقة بين تيار "المستقبل" وبين "القوات اللبنانية" المعارضة بشدة لخيار فرنجية تدهورت إلى درجة باتت معها الأخيرة تفصح عن انتقاداتها علناً، كما جاء على لسان النائب في "القوات"، انطوان زهرا أمس، الذي رفض مثل زعيم "التيار الوطني الحر"، العماد ميشال عون، أن تبلّغ الجهات المسيحية من الجانب الإسلامي الترشيح للرئاسة. وما كان ينسب إلى مصادر "القوات" إنها قد تلجأ الى تفضيل عون، ويرى فيه فرقاء آخرون مناورة، جاهر به النائب زهرا مشيراً الى أن الأولوية لعون في المفاضلة بينه وبين فرنجية.

ونقلت الصحيفة عن مصادر سياسية واكبت الخلاف، إن رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع يوجه انتقادات قاسية لزعيم "المستقبل" في مجالسه لانفراده بالاتفاق مع فرنجية، ويهاجم تصريحات الأمين العام للتيار أحمد الحريري بعد قوله إنه إذا فشلت مبادرة زعيم المستقبل هناك مخاوف من حرب أهلية ثانية.

وذكرت الصحيفة أن اجتماعاً غير رسمي عقد أمس لبعض قيادات قوى 14 آذار، حضره من جانب "المستقبل" رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة ونائب رئيس "القوات" النائب جورج عدوان، اقتصر على الاستماع لاعتراض "القوات" على خيار فرنجية، انتهى إلى بقاء الفريقين على موقفهما، لكن مصادر المجتمعين قالت لـ "الحياة" إن عدوان لم يبلغهم أن القوات ستذهب إلى خيار دعم عون مقابل تأييد "المستقبل" لفرنجية، بعدما سأله السنيورة عن البديل الذي تقترحه "القوات" لفرنجية.

وقالت الصحيفة إن تلويح جعجع بتأييد عون للرئاسة فهم من محيط فرنجية على أن هدفه استبعاده فقط، فضلاً عن أن استمرار الانتقادات من قبل أوساط عون وفي تصريحات رئيس "التيار الحر" الوزير جبران باسيل، دفع ببعض مؤيدي فرنجية إلى التلميح بأنه لا مانع من خوض معركة بينه وبين عون في البرلمان، في جلسة انتخاب الرئيس في 16 الجاري. إلا أن مجرد التلويح بهذا الاندفاع أدى إلى تدخل "حزب الله" لدى الحلفاء، تفادياً لتطور الصراع بين الحليفين. وأدى هذا التدخل إلى إصدار فرنجية تغريدته على "تويتر" بأن "أينما كنا لن نختلف مع الجنرال عون"، منعاً لأي تأويلات لموقفه.

ونقلت الصحيفة عن مصادر لها أن لقاءات جرت بين فريق من حزب "الكتائب" وآخر من تيار "المردة"، للبحث في الضمانات التي طلبها رئيس الكتائب سامي الجميل من فرنجية، حول مدى التزامه سياسة النأي بالنفس وتحييد لبنان عن الصراعات الإقليمية وسورية، وسلاح "حزب الله" وحصرية السلاح بيد الدولة وقانون الانتخاب، حيث يرفض الجميل اعتماد قانون الستين مجدداً. وقالت مصادر واكبت هذه الاجتماعات إن "الكتائب" تتوقع أجوية عن هذه العناوين خلال اليومين المقبلين، مع احتمال عقد لقاء قريب بين فرنجية والجميل.

ويتساءل مؤيدو ترشيح فرنجية رداً على الحملة على تزكيته من قيادات إسلامية: لماذا كان مؤيدو عون يفاوضون قبل أشهر الحريري وهذه القيادات الإسلامية على دعم الجنرال، وهل يمكن إلغاء الحريري وجنبلاط ورئيس البرلمان نبيه بري من المعادلة كزعامات أساسية يفترض التفاوض معها على الرئاسة؟

وأثار هذا الانتقاد من عون والذي انضمت إليه "القوات اللبنانية" حفيظة الرئيس بري الذي نقل عنه زواره القول إن ترشيح فرنجية جاء بناء على اتفاق القادة الموارنة الأربعة، عون، جعجع، الرئيس أمين الجميل وفرنجية في البطريركية المارونية بأن يكون الرئيس واحداً منهم باعتبارهم أقطاب الموارنة، ورفَضَ بري الشحن الطائفي.

وقال البطريرك الماروني بشارة الراعي، الذي بدأ زيارة إلى طرطوس في سورية أمس، إنه "بعد سنة و7 أشهر عجزت الكتل النيابية عن انتخاب رئيس بقرار من الداخل، فجاءت مبادرة جدية من الخارج، لا من شخص فرد". ودعا الكتل السياسية "إلى دراسة جدية لهذه المبادرة بروح المسؤولية الرفيعة لانتخاب رئيس بقرار وطني موحد وشامل بحيث لا يفرض فرضاً".

التعليقات