العراق: تحرير جزيرة الخالدية يبعد خطر داعش عن الرمادي

طالب أهالي مدينتي الرّمادي والخالديّة الحكومة العراقيّة والقوّات الأمنيّة بضرورة تحرير قرى ومناطق جزيرة الخالديّة وتطهيرها من عناصر تنظيم داعش، وإنهاء معاناتهم جرّاء تهديدات الجماعات المسلّحة من خلال القصف المدفعيّ والهجمات الانتحاريّة

العراق: تحرير جزيرة الخالدية يبعد خطر داعش عن الرمادي

الخراب الذي خلفه داعش في البوعيثة

طالب أهالي مدينتي الرّمادي والخالديّة الحكومة العراقيّة والقوّات الأمنيّة بضرورة تحرير قرى ومناطق جزيرة الخالديّة وتطهيرها من عناصر تنظيم داعش، وإنهاء معاناتهم جرّاء تهديدات الجماعات المسلّحة من خلال القصف المدفعيّ والهجمات الانتحاريّة التي تستهدف حياتهم، خاصّة في الأيّام الأخيرة.

وقال الحاج أبو فهد الدّليميّ (65 عامًا) 'منذ ثلاثة أيّام تمّ فرض حظر التّجوال علينا وتهديدات تنظيم داعش مستمرّة، حيث بدأ التّنظيم يهدّد بدخول المدن والقيام بأعمال عنف، وهذا يضاعف من معاناتنا لأنّنا بالأصل محاصرون فضلًا عن توقّف القوّات الأمنيّة عن مواصلة تحرير وتطهير المدن الأخرى من التّنظيم، خاصّة جزيرة الخالديّة التي باتت مرتعًا للإرهاب ولا نعرف الأسباب'.

فيما قال المواطن عبد القادر جاسم (42 عامًا) 'على الحكومة المركزيّة والقادة الأمنيّين اتّخاذ الإجراءات اللازمة وإبعاد عناصر تنظيم داعش عن الأجزاء المحيطة بالرّمادي لتجنّب القصف المدفعيّ على المدن'، محذّرًا حكومة الأنبار من سقوط الرّمادي مجدّدًا بعد العديد من الهجمات الانتحاريّة التي تعرّضت لها المدينة من قبل تنظيم داعش.

وشهدت الرّمادي والخالديّة خلال الأسبوع الماضي تهديدات من قبل انتحاريّين هاجموا المنافذ الخارجيّة للمدن، فيما استهدفت قذائف الهاون العشوائيّة الأحياء السّكنيّة والتي راح ضحيّتها العديد من المواطنين الذين يعانون بالأصل من انفجار الألغام عند دخولهم منازلهم.

وعزا قادة عشائر هذه التّهديدات إلى حالة التّراخي التي أصابت الجهات الأمنيّة والعسكريّة، ولربّما يأتي ذلك لخطّة ينفّذها التّحالف الدّوليّ.

وقال الشّيخ سعد النّايف، شيخ عشيرة البوعيثة في الرّمادي 'توقّف القطاعات العسكريّة عن تحرير جزيرة الخالديّة عليه أكثر من علامة استفهام، فهذه المنطقة واسعة ومفتوحة باتّجاه المنطقة الغربيّة، وصولًا إلى الحدود العراقيّة السّوريّة حيث تتّصل أيضًا بحدود محافظة صلاح الدّين حتى الموصل، وإنّ عدم تحريرها يعطي الفرصة للإرهابيّين لكي يمارسوا دورهم الإجراميّ في مهاجمة الرّمادي والخالديّة والانسحاب بسهولة'.

وأشار الشّيخ محمد الفهداوي إلى أنّ ' ترك جزيرة الرّمادي والخالديّة مفتوحة لحركة الارهابيّين يعطي دليلًا على أنّ الخطط العسكريّة هي للتحالف الدّوليّ وليس للقوّات العراقيّة مستشهدًا بتأكيد ضبّاط الجيش والشّرطة بأنّ أيّ تحرّك يخضع لأوامر وتوجيهات التّحالف الدّوليّ الذي يمتلك فاعليّة كبيرة للطيران تسبق أيّ هجوم برّي'.

من جانب آخر أبدى مقاتلون من أبناء الحشد العشائريّ مخاوفهم من التّهديدات الأخيرة لتنظيم داعش باستهداف المدن بعد عودة النّازحين إليها .

وقال المقدّم خميس الأحمد إنّ' تنظيم داعش بدأ يشنّ عمليّات انتحاريّة على السّواتر المحيطة بمناطق مدينة الرّمادي بالإضافة إلى القصف المدفعيّ على الرّمادي'، مطالبًا القوّات الأمنيّة والمسؤولين في المحافظة بالبدء بالعمليّات العسكريّة على المعاقل الإرهابيّة في مناطق جزيرة الخالديّة المكتظّة بعناصر داعش.

وأشار إلى 'أنّ الوضع أصبح يدعو على القلق بعد الهجمات الأخيرة على الرّمادي والخالديّة'.

وكانت بعض العوائل في مدينة الرّمادي قد نزحت مجدّدًا بعد تأزّم الوضع الأمنيّ في المدينة وإعلان حظر التّجوال على المواطنين، حيث قال علي خلف الفهداوي (50 عامًا) من منطقة البوعيثة 'لقد نزحنا مرّة أخرى بسبب الهجمات الإرهابيّة على مناطقنا، إضافة إلى قرب معاقلهم منّا، لذلك نطالب محافظ الأنبار والقادة الأمنيّين الإسراع بتحرير مناطق جزيرة الخالديّة وترك الخلافات والالتفات للمحافظة حتّى لا نقع بالخطأ مرّة أخرى'.

وهاجم تنظيم داعش خلال الـ 24 ساعة الماضية بالعربات الانتحاريّة وعدد من الانتحاريّين، المناطق الشّمالية للرمادي ومنها الجرايشي والبوعيثة والبوذياب، فضلًا عن قيامهم بقصف عشوائيّ مكثّف ضدّ المدنيّين ما أسفر عن مقتل 16 من عناصر داعش، وتدمير عدّة عربات ومقتل 5 عناصر من الحشد العشائريّ وإصابة 4 آخرين بجروح، فضلًا عن المدنيّين في الرّمادي والخالديّة .

اقرأ أيضا: الاتفاق الأوروبي التركي مهدد وتراجع كبير بعدد اللاجئين
وتأتي هذه المخاوف في وقت تمكّن تنظيم داعش من قطع طريق رئيسيّ يربط الرّمادي بمنطقة الثّرثار، التي تبعد مسافة 50 كلم شمال الرّمادي، فيما أخذ يهدّد باستعادة بعض أحياء الرّمادي.

التعليقات