معركة الموصل... سجال سياسي وتأخر الحسم العسكري

استعادت القوات العراقية المشاركة في عملية تحرير الموصل من تنظيم "داعش"، السيطرة على17 قرية و56 بئرا نفطياً، جنوب المدينة الواقعة شمالي البلاد، خلال الساعات الماضية.

معركة الموصل... سجال سياسي وتأخر الحسم العسكري

استعادت القوات العراقية المشاركة في عملية تحرير الموصل من تنظيم 'داعش'، السيطرة على17 قرية و56 بئرا نفطياً، جنوب المدينة الواقعة شمالي البلاد، خلال الساعات الماضية.

جاء ذلك في إيجاز صحفي صادر عن خلية الإعلام الحربي التابعة للجيش، ذكرت أنه حتى ليوم الخميس، بالإضافة إلى ما صرح به مصدر عسكري للأناضول.

وقالت خلية الإعلام في البيان إن القوات التابعة لقيادة عمليات نينوى (جيش) في محور القيارة (جنوب الموصل) تمكنت من تحرير قرية الزاوية ورفع العلم العراقي فوق مبانيها'.

كذلك حررت في المحور نفسه، قرى الخالدية، وعين مرمية، والشويرات، وتم رفع العلم العراقي فوق مبانيها.

أما الشرطة الاتحادية، فتمكنت في محور القيارة من تحرير قــــــــرى البيجوانية، البيجوانية الثالثة، الدرج، البكر الأولى، البكر الثانية، الرفلة، إلى جانب السيطرة على 56 بئر نفطي في حقول القيارة، وتقاطع الشورى الذي تم فيه إجلاء وإغاثة ما يقارب 150 عائلة نازحة من قرية المدرج.

وذكرت خلية الإعلام أن 'العشرات من مسلحي داعش تم القضاء عليهم في معارك اليوم، فضلاً عن تدمير مواقع للتنظيم ومخازن أسلحة'.

وعادة ما تحجم المصادر الرسمية العراقية عن ذكر أعداد القتلى والجرحى في صفوف قواتها.

من جهته، قال الرائد في الجيش العراقي سعدي الشمري، إن 'قوة من الجيش في اللواء 91، ضمن الفرقة 15، وتشكيلات من الحشد العشائري وتحديدا حشد قبيلة السبعاويين، تمكنت اليوم، من استعادة 7 قرى ضمن الساحل الأيسر لنهر دجلة في ناحية القيارة'.

وبين الشمري أن القرى هي: 'الصلاحية، الخالدية، المناوير، خباطة، المكوك، سيداوة، خنيصات'.

وأشار إلى أن عملية التحرير جاءت بعد انسحاب عناصر 'داعش' من تلك القرى منذ ليلة أمس، وتمركزوا في قرية السلطان عبد الله جنوب الموصل.

وانطلقت الحملة العسكرية لتحرير الموصل، فجر الإثنين الماضي، وهي الأكبر منذ اجتياح 'داعش'، لشمال وغرب البلاد وسيطرته على ثلث مساحة العراق في صيف 2014.

وتحظى الحملة العسكرية بغطاء جوي من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.

الجيش الأمريكي يعلن مقتل أحد جنوده شمالي العراق  

 بالمقابل، أعلن الجيش الأمريكي، اليوم الخميس، مقتل أحد جنوده، جراء انفجار عبوة ناسفة شمالي العراق.

وقال بيان للقيادة المركزية لعمليات المنطقة الوسطى للجيش الأمريكي: 'قُتل جندي أمريكي متأثراً بجراحه جراء انفجار عبوة ناسفة شمالي العراق'.

ولم يكشف البيان، ملابسات الحادث، ولكنه قال إن مزيداً من التفاصيل ستتوالى تباعاً.

ورغم أن البيان لم يكشف مكان الحادث على الفور، إلا أن الواقعة تتزامن مع الحملة العسكرية لتحرير الموصل، شمالي العراق، التي انطلقت فجر الإثنين الماضي، وهي الأكبر منذ اجتياح 'داعش'، لشمال وغرب البلاد وسيطرته على ثلث مساحة العراق في صيف 2014.

وتحظى الحملة العسكرية بغطاء جوي من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.

وأكد الجيش الأمريكي مرارا إن عناصره لا تشارك في المعارك البرية بالعراق، فيما يقول إن عددا من خبرائه العسكريين ومقاتلي قواته الخاصة يرافقون القوات العراقية أثناء عملياتهم للقيام بمهام تدريبية.

ويبلغ عدد الجنود الأمريكيين المكلفين بتدريب وتأهيل القوات العراقية وتقديم الدعم اللوجستي، إلى جانب عناصر القوات الخاصة الأمريكية هناك، 5 آلاف و262 عسكريا، حسب وزارة الدفاع الأمريكية.

القوات العراقية تتقدم بأسرع مما هو متوقع لاستعادة الموصل  

وفي سياق سير المعارك ميدانيا، أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الخميس أن القوات العراقية تتقدم 'بأسرع مما هو متوقع' في معركة استعادة مدينة الموصل من تنظيم 'داعش'، فيما حذر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند من فرار جهاديين إلى الرقة، معقل التنظيم الجهادي في سوريا.

وقال العبادي عبر الفيديو من بغداد بمناسبة افتتاح اجتماع في باريس تشارك فيه دول عدة حول المستقبل السياسي لثاني مدن العراق، إن القوات العراقية 'تتقدم بأسرع مما كنا نتوقع ومما خططنا له' في اتجاه الموصل.

من ناحيته قال وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري الذي يترأس الاجتماع مع نظيره الفرنسي جان-مارك آيرولت خلال مؤتمر صحافي 'لقد لاحظنا إننا نتقدم أسرع مما هو متوقع بفضل التعبئة والمعنويات العالية جدا لقواتنا المسلحة'.

وأضاف الجعفري 'سيكون من الخطأ الاعتقاد أن الحرب ضد 'داعش' ستنتهي حين تنتهي معركة الموصل' مؤكدا أن 'كل دول العالم مهددة'.

اجتماع باريس يدعو إلى حماية المدنيين العالقين في الموصل

إلى ذلك، دعا المشاركون في اجتماع باريس حول الموصل، الخميس، إلى ضرورة بذل أقصى الجهود لضمان حماية المدنيين العالقين في المدينة الواقعة شمالي العراق أو المعرّضين للخطر في مناطق القتال.

جاء ذلك في البيان الختامي للاجتماع رفيع المستوى لتحقيق الاستقرار في مدينة الموصل، والذي عُقد اليوم في مقر الخارجية بباريس، بمشاركة فرنسية-عراقية ومشاركة 20 دولة و3 منظمات دولية.

ومن أجل القضاء نهائياً على 'داعش'، دعا المشاركون إلى اتفاق سياسي شامل بين السلطات العراقية والفاعلين المحليين، لضمان حكومة قوية للموصل والمنطقة المحيطة بها، على أن تكون شاملة وتحترم تنوّع السكان، وضامنا لتعايش سلمي.

وفي سياق متصل، رحّب المجتمعون بـ 'التزام الحكومة العراقية بتنفيذ إصلاحات الحكومة والمصالحة الوطنية، ما يعتبر ضروريا لتلبية تطلعات جميع السكان العراقيين باعتبار تنوّعهم، وفي إطار احترام وحدة العراق'.

وشدّدوا على الأولوية الإستراتيجية والإنسانية التي يمثّلها استقرار الموصل والمنطقة المحيطة بها، وكذلك جميع المناطق المحرّرة من 'داعش'، لـ 'تمكين ملايين النازحين من العودة طوعا وبشكل دائم وكريم إلى ديارهم'.

وبخصوص الاحتياجات الإنسانية للعراقيين، أعربوا عن تضامنهم وتعبئتهم والتزامهم بمواصلة الجهود في مجال المساعدات الإنسانية الطارئة.

كذلك عبروا عن استعدادهم لدعم العراق في جهود إعادة البناء، من خلال تقديم الخبرات والمهارات إضافة إلى الدعم المالي اللازم.

وشارك في اجتماع باريس، وزراء خارجية 20 دولة، بينها تركيا والولايات المتحدة ودول الخليج، إضافة إلى الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية، للتحضير للمستقبل السياسي لمدينة الموصل التي تسعى القوات العراقية إلى تحريرها من تنظيم 'داعش'.

 الصليب الأحمر يناشد كل الأطراف في الموصل الرفق بالمدنيين وإجلاء الجرحى

 وناشدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر كل أطراف المعركة في مدينة الموصل العراقية الرفق بالمدنيين والسماح بإجلاء الجرحى بشكل آمن.

وقالت كاترينا ريتز رئيسة وفد الصليب الأحمر في العراق 'بدأت العملية العسكرية في الموصل وأنا على ثقة من أن المدنيين والأطفال والناس قلقون بشدة وربما يحاولون الهرب ويجدون أنفسهم في خضم الصراع وفي مرمى النيران.'

وتابعت قولها 'ندعو كل الأطراف لاحترامهم وحمايتهم ولمساعدتهم في الوصول إلى مناطق آمنة.'

وذكر الصليب الأحمر في بيان أنه مع اشتداد حدة القتال في المدينة وحولها فقد يضطر أكثر من مليون شخص للهرب من منازلهم مضيفا أنه سواء قرر الناس الهرب من الموصل أو البقاء فيها فينبغي أن تتوافر لهم الاحتياجات الأساسية للبقاء.

وقالت ريتز 'يمكننا خلال الأشهر المقبلة مساعدة ما يصل إلى 800 ألف شخص بتقديم الغذاء. لكن لدينا أيضا مخزونا كبيرا من أدوات المطبخ والقماش المشمع والبطانيات وما يحتاجه الناس عندما يضطرون للمغادرة بسرعة وحيث لا يستطيعون أن يحملوا شيئا معهم.'

والإثنين الماضي، انطلقت عملية تحرير الموصل، بمشاركة الجيش العراقي إلى جانب قوات البيشمركة الكردية وعدد من المجموعات العشائرية التي قامت القوات التركية بتدريبها، بالإضافة إلى التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، التي سيتركز دورها في الاستهداف الجوي.

اقرأ/ي ايضًا| قمة عسكرية بباريس لبحث طرد "داعش" من الموصل

وحذرت الأمم المتحدة في وقت سابق، من أن مليون شخص سينزحون من الموصل جراء عملية تحريرها من 'داعش' وفقا لأسوأ السيناريوهات، كما سيحتاج 700 ألف شخص للإيواء العاجل.

التعليقات