بشارة: أميركا مقبلة على صراعات بين ترامب والنخب

لفت مدير المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسيات، د. عزمي بشارة، إلى أن أميركا مقبلة على صراعات داخلية كبيرة بين الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، والنخب.

بشارة: أميركا مقبلة على صراعات بين ترامب والنخب

د. عزمي بشارة (الأناضول)

لفت مدير المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسيات، د. عزمي بشارة، إلى أن أميركا مقبلة على صراعات داخلية كبيرة بين الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، والنخب.

وجاء كلام بشارة في لقاء حصري ضمن برنامج 'حديث خاص'، على شاشة التلفزيون العربي، بثّت القناة مقتطفات منه، على أن يبث كاملًا، الجمعة المقبل، للتحدث عن ظاهرة صعود اليمين المتطرف في الغرب، لا سيما بعد فوز رجل الأعمال الجمهوري، المعروف بمواقفه اليمينية الراديكالية، دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأميركية، وتصويت البريطانيين لصالح خروج بلادهم من الاتحاد الأوروبي، على خلفية تنامي المخاوف من الهجرة وتزايد أعداد اللاجئين.

ويرى بشارة أن ظاهرة انتخاب ترامب ليست جديدة، وإنما تعد تعبيرًا عن السياسية الشعبوية في زمن الأزمات، لافتًا إلى أن 'ما يحدث في أميركا يمكن التعبير عنه بانتفاضة الرجل الأبيض، ضد ما جاءت بها فترة أوباما. ويناقش المفكر العربي أن القاعدة الشعبية لليمين الصاعد تتشكل من 'ضحايا فترة ما بعد الصناعة، أو المتضررين من الهجرة والعولمة.

ويجادل بشارة أن نتائج الانتخابات الأميركية لا تعد تمثيلًا طبقيًا بقدر ما هي تمثيلًا هوياتيًا، 'عبر نقد المؤسسة والنخب الفاسدة،' مرجحًا أن  'الاستخفاف بقضايا مثل الهوية والجوانب المعنوية عمومًا، كان سببًا في زيادة الغضب الجماهيري على هذه النخب'.

وأرجع بشارة إخفاق استطلاعات الرأي في التنبؤ بنتيجة الانتخابات الأميركية إلى جملة من الأسباب، منها أن 'الكثيرين صوتوا للمرة الأولى، كما أن العديدين كانوا يخجلون من المجاهرة بدعمهم لترامب، كما هي الحال في الرغبة في خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي'.

ويفسر بشارة ظاهرة تصويت بعض المهاجرين لليمين الأوروبي بأن 'موجات الهجرة الجديدة تعيد إلى الساحة مسألة الهوية والأصول من جديد، وهو ما يخيف المهاجرين القدامى على مستقبلهم وحياتهم في موطنهم الجديد'.

ويميل المفكر العربي إلى أن 'جزءًا كبيرًا من وعود ترامب لن يطبق'، في إشارة إلى أن الكثير من الوعود الانتخابية كانت متناقضة.

ويرى بشارة أن 'ترامب  ليس يمينيًا متطرفًا بل يمينيًا شعبويًا'، ولكن المشكلة تكمن في تحالفه مع اليمين المتطرف، الذي يعد بمثابة حركة نخبوية، في مقابل اليمين الشعبوي، الذي لا يهمه سوى مخاطبة مشاعر الجماهير.

ومن الناحية البنيوية، يقارب المفكر العربي عزمي بشارة بين الثقافة الشعبوية في المجتمعات الغربية، ونظيرتها الشعبوية في الشرق، مناقشًا أن الفرق الأساسي يكمن في حجم النخب، مشيرًا إلى أن شعار 'أميركا أولًا' سمع في العديد من الدول العربية منذ سنوات.

ويرجع بشارة السبب في أن 'المرشحة هيلاري كلينتون لم تكن تمثل أفضل خيار ضد ترامب'، إلى أنها كانت 'تحمل عبء عائلة كلينتون بأكملها، والتي تعد جزءًا من منظومة الحكم السياسي التقليدي في واشنطن'.

ويؤكد بشارة أن 'الديمقراطية الغربية الآن أصبحت أمام امتحان ترسخ القيم الليبرالية ومدى تجذرها في النخب المسيسة'، لافتًا إلى أن أميركا مقبلة على صراعات داخلية كبيرة بين ترامب والنخب.

ويفسر بشارة صعود اليمين المتطرف في أوروبا الشرقية والعداء للمهاجرين واللاجئين، بمعدلات أكبر من أوروبا الغربية، بعدم تجذر الليبرالية لدى النخب في تلك الدول، بحكم أنها حديثة العهد بالديمقراطية.

ولكن بنهاية المطاف، يرى المفكر العربي أن 'الشعبويين سيتغيرون عندما يصلون إلى سدة الحكم، لأنهم سيضطرون إلى التعامل مع الواقع'.

وفيما يتعلق بإشكالات الإرهاب والتطرف الإسلامي، يرى بشارة أن 'الإرهاب يساعد الخطاب المعادي للإسلام، لكنه ليس سببه الوحيد، لأن هذا الخطاب كان موجودًا من قبل.


يمكنكم مشاهدة الحلقة كاملة على شاشة التلفزيون العربي يوم الجمعة المقبل في تمام الساعة التاسعة مساءً بتوقيت القدس المحتلة، العاشرة مساءً بتوقيت مكّة المكرّمة.

التعليقات