وزير خارجية قطر: أساس الأزمة الخليجية محاولة تكميم الأفواه

اعتبر وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، اليوم الأربعاء، أن الأزمة الخليجية بالأساس تدور حول محاولة بعض الدول إسكات الصوت الآخر وفرض الوصاية عليه والتدخل في قراراته السيادية، وقال إن الكرة الآن في ملعب جول الحصار بعد

وزير خارجية قطر: أساس الأزمة الخليجية محاولة تكميم الأفواه

وزير الخارجية القطري (أ.ف.ب)

اعتبر وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، اليوم الأربعاء، أن الأزمة الخليجية بالأساس تدور حول محاولة بعض الدول إسكات الصوت الآخر وفرض الوصاية عليه والتدخل في قراراته السيادية، وقال إن الكرة الآن في ملعب جول الحصار بعد قدمت قطر ردها على مجموعة المطالب التي وصفها بالمؤذية.

وقال وزير الخارجية القطري، أثناء إلقاء كلمته في مركز تشاثام هاوس في لندن، اليوم الأربعاء، إنه "لا ندري ما سيخرج عن اجتماع دول الحصار في القاهرة ونحن قمنا بدورنا عندما قدّمنا الردّ على المطالب المؤذية والكرة في ملعبهم".

وذكر الوزير القطري أنه "منذ ما يقرب من ثلاثة أسابيع، بعد الخامس من حزيران/ يونيو، كنا نطالب بمطالب... وفقط تحت الضغوط الدولية وخاصة الأميركية قدموا لنا في 23 حزيران قائمة من 13 مطلبًا قالوا إن علينا أن ننفذها بحلول 3 تموز/ يوليو. وكان واضحًا لنا على الفور أنها لا تمثل شكاوى ضد قطر "معقولة يمكن التصرف بناءً عليها"، كما كان وزير الخارجية الأميركي يأمل، وأنها ليست "موزونة وواقعية" كما قال وزير خارجية بريطانيا إنها يجب أن تكون. وعوضاً عن ذلك، طُلب من قطر 1) الحد من حرية التعبير، 2) تسليم الأفراد المعرضين لخطر التعذيب والتحكيم، 3) الحد من قدراتها الدفاعية، 4) مخالفة للقانون الدولي، 5) تفويض سياستنا الخارجية للرياض وأبو ظبي، 6) التوقيع حرفيًا على شيكات مفتوحة لدول الحصار لدفع مبالغ غير محدودة من المال توصف بالتعويضات."

وأضاف أنه "لو كانوا مهتمين بالفعل بمعالجة القضايا، لكانوا استخدموا الآليات المحددة في ميثاق مجلس التعاون الخليجي، وتحديدا آلية التحكيم المبينة في اتفاقية الرياض لعام 2014 التي يدّعون أن قطر انتهكتها. وانتهكت الدول المجاورة اتفاق الرياض الذي ينص على أنه يجب على الحكومات الأعضاء أن تتقدم بشكاواها إلى الهيئة التنفيذية لمجلس التعاون الخليجي أولًا قبل اتخاذ أي إجراء ضد أي عضو في مجلس التعاون الخليجي. ومعظم المطالب لم تكن موضع اهتمام جيراننا العرب إلا أن الادعاء القائل بأن قطر تدعم الإرهاب يهدف بوضوح إلى خلق مشاعر معادية للقطر في الغرب".

وتابع أنه "أعلم أن هذه الرسالة لن تلقى قبولًا حسنًا في بعض عواصمنا المجاورة. ولكن هناك مشاكل خطيرة في منطقة الخليج والشرق الأوسط، وإسكات قطر لن يحلها. حل خلافاتنا ليس الحصار والإنذارات. إنه الحوار والمنطق."

واستطرد "كل ما قلته اليوم يطرح السؤال الرئيسي: لماذا اتخذت دول الحصار هذه الإجراءات غير العادية وغير المبررة ضد دولة قطر؟ وبعبارة أخرى، لماذا يعتبر استقلال قطر تهديدًا لهم؟ أعتقد أن ذلك يرجع إلى أن لدينا وجهات نظر مختلفة بشأن السياسة والحكم في الشرق الأوسط، وحول أفضل طريق لمستقبلنا الجماعي".

وشدّد على أنّ "القضية الأساسية للأزمة غير مرتبطة بالإرهاب، وإنما بمحاولات تكميم أفواه الصوت الآخر"، موضحًا أن "أصل المشكلة هو محاولة إظهار كل الأصوات المخالفة على أنها إرهابية"، مضيفًا أنّ "مزاعم تمويل الإرهاب استخدمت لمحاولة اجتذاب الدعم الغربي لدول الحصار".

وبيّن أن "الادعاءات بأن دولة قطر تدعم الإرهاب ترمي إلى خلق شعور مضاد للدوحة". وأكد الوزير القطري أن "مطالب دول الحصار لم تكن محقة على الإطلاق، وخلال قمة الرياض الأخيرة لم تقدم لنا دول الحصار أية مطالب"، مشددًا على أن "استقلالية قطر الخارجية عنصر مهم في الخلاف".

من جهة ثانية، أكّد الوزير القطري، على محاربة "التطرف العنيف"، مؤكّدًا أنه "يمثل تهديدا لجميع البشرية". وأوضح مجدّدًا جهود قطر بهذا الإطار، قائلًا "تصدينا إلى الإرهاب بقوة ومررنا قوانين حازمة لحظر تمويل الجماعات الإرهابية".

كما أشار إلى أنّ "الإمارات والسعودية استخدمتا فبركة تصريحات أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني) لضرب حصار الخامس من حزيران/ يونيو".

وفي إطار نفي المزاعم التي تسوقها دول الحصار في حملتها ضدّ قطر، أكّد وزير الخارجية القطري على أنه "لا وجود لأي عناصر من الحرس الثوري الإيراني في قطر". وكرّر أنّ "أموال أزمة الرهائن ذهبت إلى الحكومة العراقية وليس لأي مليشيا"، وذلك في إشارة إلى أزمة المختطفين القطريين، الذين تم تحريرهم في نيسان/ أبريل الماضي.

 

التعليقات