مقبرة البقيع... مؤشر العلاقات السعودية الإيرانية

باتت مقبرة البقيع في المدينة المنورة، حيث دفن أغلب صحابة النبي محمد، مؤشرًا على نوع العلاقة بين السعودية وإيران، إذ يتعلق السماح للحجاج الإيرانيين بزيارتها وفق مستجدات علاقة السعودية بإيران، وفي كل موسم حج يثار هذا النقاش.

مقبرة البقيع... مؤشر العلاقات السعودية الإيرانية

مقبرة البقيع

باتت مقبرة البقيع في المدينة المنورة، حيث دفن أغلب صحابة النبي محمد، مؤشرًا على نوع العلاقة بين السعودية وإيران، إذ يتعلق السماح للحجاج الإيرانيين بزيارتها وفق مستجدات علاقة السعودية بإيران، وفي كل موسم حج يثار هذا النقاش.

وفي هذا العام ومع اقتراب موسم الحج، طلب وزير الداخلية العراقي، قاسم الأعرجي، من السعودية السماح للحجاج الإيرانيين بزيارة مقبرة البقيع، كخطوة أولى لتخفيف التوتر بين البلدين، وجاء طلبه بعد أن كلفه ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، بلعب دور الوساطة بين السعودية وإيران لتحسين العلاقات.

وقال الأعرجي أن طلب السماح للحجاج الإيرانيين بزيارة مقبرة البقيع هو مطلب إيراني، ويعتبر خطوة أولى وإظهارًا لحسن النية من أجل التوصل إلى تحسين علاقة طهران بالرياض.

وأكد الوزير العراقي أن "الجانب السعودي وعد بتطبيق ذلك، وأكد أن البقيع مفتوحة من الآن أمام الحجاج الإيرانيين"، مبينًا أن "العراق يؤمن بضرورة وجود علاقات صداقة بين طهران والرياض، لأنها تسهم في تعزيز أمن المنطقة".

وفي حين لم تصدر السلطات الرسمية السعودية أي تصريح يؤكد أو ينفي السماح للحجاج الإيرانيين بزيارة مقبرة البقيع، قال عضو لجنة الحج والعمرة في غرفة مكة للتجارة والصناعة، سعد القرشي، أن "المملكة لا تفرِّق بين الحجاج الإيرانيين أو غيرهم من الحجاج في زيارة المواقع الدينية خلال موسم الحج"، مشددًا على أن السعودية لا تفرض أي قيود على الحجاج على أراضيها.

وحتى في المرات التي تتيح فيها السعودية للحجاج الإيرانيين بزيارة "مقبرة الصحابة"، تصاحب هذه الزيارة إجراءات أمنية مشددة، لمنع ما تعتبره السعودية ممارسة طقوس مذهبية قد تخالف القوانين.

وبحسب القرشي، في أحيان عديدة لجأ بعض الحجاج الإيرانيين إلى رمي الحجارة على قبور بعض الصحابة، ما اعتبرته السعودية أفعالًا مسيئة، وقال إن هذه الممارسات تأتي بناء على "معتقداتهم المذهبية".

وأكد أن هذه الأمور تحرص السلطات السعودية على تجنُّبها خلال موسم الحج، "الزيارة مسموحة، إلا أنها تتم وفق ضوابط خاصة".

ونفى القرشي صحة الصور التي تداولتها شبكات التواصل الاجتماعي، التي تُظهر أشخاصًا يقال إنهم حجاج إيرانيون، وهم يحملون لافتات عليها عبارات شيعية في مقبرة البقيع.

وتقع المقبرة في مواجهة القسم الجنوبي الشرقي من سور المسجد النبوي، وقد ضُمت إليها أراضٍ مجاورة، وبني حولها سور جديد مرتفع مكسو بالرخام، تبلغ مساحة المقبرة أكثر من 180 ألف متر مربع، وتحظى باهتمام بالغ وكبير من لدن الحكومة السعودية، وذلك لما لها من قيمة كبيرة لدى المسلمين، وتاريخ عريق مرتبط بالنبي محمد وصحبه، إذ تحتضن المقبرة رفات أبرز الصحابة والتابعين.

وكانت إيران قد أعلنت في موسم الحج للعام الماضي 2016، أن الإيرانيين لن يؤدوا الحج هذه السنة، بسبب ما سمَّاه "القيود" التي تفرضها السعودية عليهم، إلا أن السعودية نفت مزاعم إيران بوضع قيود أو منع الحجاج الإيرانيين من المشاركة في موسم الحج.

وقالت وزارة الحج السعودية حينها في بيانٍ، إن "وفد شؤون الحج الإيراني رفض التوقيع على محضر الاتفاق لإنهاء ترتيبات حج هذا العام"، معللًا ذلك برغبته في عرضه على مرجعيتهم في إيران، وبحسب البيان فإن الوفد أبدى "إصرارًا شديدًا على منح التأشيرات لحجَّاجهم من داخل إيران".

 

التعليقات