إيران: الحكومة تهدد المتظاهرين باتخاذ إجراءات صارمة

هددت الحكومة الإيرانيّة اليوم الأحد، باتخاذ إجراءات صارمة، ضد متظاهرين يمثلون أحد أكبر التحديات لزعمائها الدينيين منذ الاضطرابات المطالبة بالإصلاح التي شهدتها البلاد في 2009.

إيران: الحكومة تهدد المتظاهرين باتخاذ إجراءات صارمة

(تويتر)

هددت الحكومة الإيرانيّة اليوم الأحد، باتخاذ إجراءات صارمة، ضد متظاهرين يمثلون أحد أكبر التحديات لزعمائها الدينيين منذ الاضطرابات المطالبة بالإصلاح التي شهدتها البلاد في 2009.

ويتظاهر عشرات الآلاف من الإيرانيين في أنحاء متفرقة من البلاد منذ يوم الخميس ضد النخبة الدينية غير المنتخبة والسياسة الخارجية لإيران في المنطقة. وردد المحتجون أيضا هتافات لدعم سجناء سياسيين.

وصب المتظاهرون جام غضبهم في بادئ الأمر على المصاعب الاقتصادية والفساد المزعوم لكنهم بدأوا في مطالبة الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي بالتنحي.

ونقل التلفزيون الرسمي عن مصدر مطلع قوله إن الحكومة قالت إنها ستحد بشكل مؤقت من إمكانية استخدام تطبيقي "تلغرام" و"إنستغرام" للتراسل بشكل مؤقت.

وقال شاهد عيان، إن الشرطة وقوات الأمن منتشرة بشكل مكثف في وسط طهران. وأضاف "رأيت بضعة شبان يُعتقلون ويوضعون في سيارة فان للشرطة. إنهم لا يسمحون لأحد بالتجمع".

وأظهرت لقطات تم تصويرها قبل أيام وبُثت على مواقع للتواصل الاجتماعي أشخاصا يهتفون "القليل من حمرة الخجل أيها الملالي... اتركوا البلاد وشأنها".

وهذه أكبر احتجاجات في إيران منذ اضطرابات وقعت عام 2009 عقب إعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد آنذاك. ويندد المتظاهرون بارتفاع الأسعار والفساد وسوء الإدارة.

وبلغت نسبة البطالة 12.4 في المئة في السنة المالية الجارية بارتفاع 1.4 نقطة عن العام الماضي. ويعاني نحو 3.2 مليون إيراني من البطالة في إيران التي يبلغ عدد سكانها 80 مليون نسمة.

وتثير الاحتجاجات المصاعب أيضا لحكومة الرئيس حسن روحاني الذي انتخب بعد تعهده بضمان حرية التعبير والتجمع.

ولم يحقق بعد الاتفاق النووي الذي وقعته إيران مع القوى العالمية في 2015 فوائد اقتصادية للقاعدة العريضة من الإيرانيين مثلما وعدت الحكومة.

ويهدف الاتفاق إلى كبح البرنامج النووي الإيراني مقابل رفع أغلب العقوبات الدولية المفروضة على الجمهورية الإسلامية.

ويعتبر روحاني هذا الاتفاق أبرز إنجازاته.

ونقلت وسائل الإعلام الرسمية عن وزير الداخلية عبد الرضا رحماني فضلي قوله "من يتلفون الممتلكات العامة وينتهكون القانون ويحرضون على إشاعة الفوضى ويتسببون فيها مسؤولون عن تصرفاتهم ويجب أن يدفعوا الثمن".

ونقلت وكالة العمال الإيرانية للأنباء عن علي أصغر ناصر بخت نائب حاكم إقليم طهران قوله إن 200 محتج اعتُقلوا يوم السبت.

وأظهرت مشاهد مصورة على وسائل التواصل الاجتماعي أسرا متجمعة أمام سجن إيفين في طهران مطالبين بمعلومات عن أبنائهم الذين اعتقلوا في الأيام الأخيرة.

احتجاجات عفوية

وقال عباس جعفري دولت أبادي مدعي طهران إن بعض المحتجين الذين اعتُقلوا اعترفوا بأنهم "تحركوا بدافع انفعالي وأضرموا النار في مساجد ومبان عامة" وقال إنهم سيواجهون عقابا شديدا.

وتحدى المحتجون قوات الشرطة والحرس الثوري التي استخدمت العنف لدحر اضطرابات سابقة. وقد تثير هذه المظاهرات قلقا أكبر للسلطات لأنها تبدو عفوية وبلا قائد واضح.

ولم يحث أي حزب سياسي الإيرانيين، على النزول للشوارع كما أن زعماء المعارضة الذين ألهبوا مشاعر الإيرانيين في 2009 ما زالوا رهن الإقامة الجبرية في المنزل.

وبالإضافة إلى ذلك فإن معظم الشعارات التي رفعت تشير إلى استياء في أوساط طبقات اجتماعية مختلفة من سياسات الحكومة.

ونظام الحكم في إيران جمهوري إسلامي. ويحكم الزعيم الأعلى مدى الحياة وهو أيضا القائد الأعلى للقوات المسلحة كما تكون له السلطة العليا على الرئيس المنتخب في قضايا السياسة الخارجية والاقتصادية.

وفي استجابة للاحتجاجات فيما يبدو تراجعت الحكومة عن خطط لزيادة أسعار الوقود ووعدت بزيادة مدفوعات نقدية للفقراء وتوفير المزيد من الوظائف في السنوات المقبلة.

وقال المتحدث باسم الحكومة محمد باقر نوبخت، للتلفزيون الإيراني، دون أن يقدم تفاصيل "نتوقع توفير 830 ألف وظيفة على الأقل في العام الجديد". ويصل عدد العاطلين عن العمل نحو 3.2 مليون شخص.

وعبر الإيرانيون أيضا عن غضبهم لتدخل بلادهم في سوريا والعراق حيث تدور حرب بالوكالة بين إيران والسعودية لبسط النفوذ.

وأظهرت مشاهد مصورة على وسائل التواصل الاجتماعي محتجين في مدينة شيراز وهم يمزقون صورة لقاسم سليماني قائد فيلق القدس وهو أحد أفرع الحرس الثوري الإيراني ويتولى العمليات خارج البلاد في العراق وسوريا وغيرهما.

تغريدات ترامب

وأدانت الولايات المتحدة عمليات الاعتقال التي ذكرتها وسائل الإعلام الإيرانية.

وقال الرئيس دونالد ترامب على تويتر إن "الشعب أدرك أخيرا كيف أن أمواله وثروته تُسرق وتهدر على الإرهاب... الولايات المتحدة تتابع عن كثب انتهاكات حقوق الإنسان".

ورفض ترامب في تشرين الأول/ أكتوبر التصديق على التزام طهران بالاتفاق النووي المبرم عام 2015، وقال إنه قد يُنهي هذا الاتفاق.

وقالت كندا، إن الاحتجاجات شجعتها. وعلقت كندا علاقاتها الدبلوماسية مع إيران في 2012 ووصفت إيران بأنها أكبر تهديد للأمن العالمي.

ونقلت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية عن المتحدث باسم وزارة الخارجية، بهرام قاسمي قوله إن "تدخل كندا في الشؤون الإيرانية خرق للمواثيق الدولية"

وهاجم محتجون مصارف ومباني حكومية وأحرقوا سيارتين للشرطة.

وقُتل اثنان من المحتجين بمواجهات مع الأمن الإيراني، في بلدة دورود بغرب إيران مساء السبت. وألقى حبيب الله خوجاتهبور نائب حاكم إقليم لورستان باللوم في مقتلهما على عملاء أجانب.

التعليقات