107 مليار دولار للسعودية من معتقلي ريتز كارلتون

كشف النائب العام السعودي، اليوم الثلاثاء، أن المملكة حصلت على 107 مليار دولار من الأمراء والمسؤولين ورجال الاعمال الذين أفرج عنهم من فندق ريتز كارلتون الفاخر في العاصمة الرياض، على شكل تسويات مالية على خلفية اتهامهم بالفساد.

107 مليار دولار للسعودية من معتقلي ريتز كارلتون

محمد بن سلمان (أ.ب)

كشف النائب العام السعودي، اليوم الثلاثاء، أن المملكة حصلت على 107 مليار دولار من الأمراء والمسؤولين ورجال الاعمال الذين أفرج عنهم من فندق ريتز كارلتون الفاخر في العاصمة الرياض، على شكل تسويات مالية على خلفية اتهامهم بالفساد.

وقال النائب العام، سعود المعجب، وفق ما نقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية، أنه تمت إحالة جميع الموقوفين إلى النيابة العامة "لاستكمال الإجراءات النظامية التي اتخذت بحقهم"، وهم أولئك الذين لم يتوصلوا لتسوية مع اللجنة التي يترأسها ولي العهد، محمد بن سلمان.

وأوضح أن السلطات تقوم بالإفراج تباعًا عمن لم تثبت عليهم تهمة الفساد، وبالإفراج تباعاً عمن تمت التسوية معهم "بعد إقرارهم بما نسب إليهم من تهم فساد"، وأخيرا التحفظ على 56 شخصا ممن رفض النائب العام التسوية معهم "لوجود قضايا جنائية أخرى".

وتابع أن "القيمة المقدرة لمبالغ التسويات" التي تمت مع أشخاص تم الافراج عنهم، "تجاوزت 400 مليار ريال (107 مليار دولار) متمثلة في عدة أصول" من عقارات وشركات وأوراق مالية ونقد وغير ذلك.

وأوقفت السلطات في الرابع من تشرين الثاني/ نوفمبر 2017 أمراء ومسؤولين حاليين وسابقين ورجال أعمال وشخصيات معروفة ونقلتهم إلى فندق ريتز كارلتون في العاصمة السعودية، ومواقع أخرى.

وقالت السلطات إن التوقيفات جرت في إطار حملة لمكافحة الفساد نفذتها لجنة يرأسها بن سلمان، وأثار توقيف هؤلاء قلقا لدى المستثمرين وخشية من أن يسارعوا إلى سحب رؤوس الأموال ما قد يؤدي أيضا إلى إبطاء الإصلاحات في المملكة.

أبرز الموقوفين

في الاسابيع الماضية، أطلقت السلطات سراح أبرز الموقوفين وبينهم الأمير متعب بن عبد الله الذي كان يعتبر من المرشحين لتولي العرش. ودفع الأمير متعب مليار دولار لقاء الإفراج عنه، حسبما أفاد مصدر مقرب من الحكومة.

وأفرجت السلطات، السبت، عن الملياردير الأمير الوليد بن طلال. وأكد مصدر حكومي سعودي رفيع المستوى أن رجل الأعمال الثري توصل إلى "تسوية" مع السلطات في مقابل الإفراج عنه، من دون أن يحدد طبيعة هذه التسوية.

ويصنف رجل الأعمال الوليد بن طلال (62 عاما) بين أثرى أثرياء العالم، وهو حفيد شخصيتين معروفتين: الملك عبد العزيز بن سعود مؤسس العربية السعودية، ورياض الصلح رئيس أول حكومة لبنانية بعد الاستقلال.

وتقدر مجلة فوربس ثروته ب 18،7 مليار دولار، ما يضعه في المرتبة 45 بين أثرى أثرياء العالم.

وجاء إطلاق سراحه بعد ساعات من الإفراج عن موقوفين بارزين آخرين بينهم مالك مجموعة "إم بي سي" وليد آل ابراهيم ومسؤولان سابقان هما خالد التويجري رئيس الديوان الملكي السابق والأمير تركي بن ناصر رئيس هيئة الأرصاد السابق.

وأبلغ مصدر مقرب من الحكومة أن التويجري والأمير تركي توصلا إلى تسويات مالية مع السلطات. ولم يتضح ما إذا كان مالك "ام بي سي" قد توصل إلى تسوية مع السلطات لدفع مبالغ مالية لقاء الإفراج عنه.

وكانت صحيفة "فاينانشال تايمز" ذكرت في مقال نشرته قبل ساعات من إطلاق سراحه أن المفاوضين طلبوا منه التخلي عن "إم بي سي".

بن سلمان ضرب بالأعراف عرض الحائط

ويرى مراقبون أن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، طوى صفحة أعراف في ممارسة الحكم تعود إلى عقود خلت تبناها أسلافه عبر قيامه بحملة التطهير غير المسبوقة التي استهدفت أمراء ومسؤولين.

ويقول هؤلاء إن الأمير الشاب الذي يتولى مناصب رفيعة المستوى عديدة في المملكة يعمل على ترسيخ موقعه وتشديد قبضته على السياسة والاقتصاد والمجتمع، قبل تتويجه ملكا خلفا لوالده.

وسبقت حملته ضد الفساد خطوات جريئة أخرى أقدم عليها بينها توقيف رجال دين معروفين، وتأدية دور كبير في إصدار مرسوم ملكي يسمح للنساء بقيادة السيارات اعتبارا من حزيران/ يونيو المقبل، وتقليص سلطات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

 

التعليقات