الانتخابات النيابية: حزب الله يتقدم وصفعة للحريري وخروقات كثيرة

أظهرت النتائج الأولية للانتخابات البرلمانية (النيابية) اللبنانية، التي جرت أمس الأحد، فقدان حزب "تيار المستقبل" لقوّته البرلمانية، وهيمنت "حزب الله" على الساحة السياسية اللبنانية.

الانتخابات النيابية: حزب الله يتقدم وصفعة للحريري وخروقات كثيرة

(أ ب)

أظهرت النتائج الأولية للانتخابات البرلمانية (النيابية) اللبنانية، التي جرت أمس الأحد، فقدان حزب "تيار المستقبل" لقوّته البرلمانية، وهيمنة "حزب الله" على الساحة السياسية اللبنانية.

وظهر مع النتائج الأولية للانتخابات، الوضع الشائك والمعقد الذي تمت فيه، حيث تخللها مئات من الخروقات لقانون الانتخابات، التي تم الإعلان عن أبرزها في مؤتمر صحفي اليوم الإثنين.

وسجّل في كل المناطق اللبنانية، مرافقة مندوبي اللوائح لعدد كبير من الناخبين إلى خلف العازل بحجة "الأمية والإعاقة"، من دون التحقق من ضرورة الحاجة إلى المرافقة، ومن دون تسجيل هذه الواقعة في المحاضر، وهو أمر يمثل خرقا واضحا لسرية الاقتراع وضغطا على الناخبين داخل الأقلام وخلف العازل.

وقالت مرشحة "كلنا وطني"، جمانة حداد، خلال مقابلة صحفية معها، معلقة على خسارتها التي فوجئت بها اليوم، بعد أن تم تأكيدها أمس بفوز قائمتها بمقعدين من أصل 8 في "دائرة بيروت الأولى"، إن " موظفي لجان القيد أبعدوا مندوبي 'كلنا وطني' والمراقبين المحليين المستقلين عن مكاتبهم، وأغلقوا الأبواب لمدة 20 دقيقة، قبل أن تتغير النتائج".

وشهدت العملية الانتخابية حملة من تخوين المواطنين الممتنعين عن الانتخاب من قبل المرشحين، كجزء من عمليّات الضغط الانتخابي لاجتذابهم، بالإضافة إلى تسجيل العديد من حالات العنف بمحاذاة صناديق الاقتراع.

ومن أبرز ما يمكن رصده حتى الآن من النتائج الأولية للانتخابات، كان التراجع الكبير لـ"تيار المستقبل" الذي يقوده سعد الحريري، حيث فقد 13 مقعدًا، ليتراجع تمثيله من 34 إلى 21 من أصل 128 في المجلس.

ورغم أن هذه الخسارة تعتبر "صفعة" في وجه تيار المستقبل إلّا أن تحالف "14 آذار" المناوئ لسياسات النظام السوري وحليفته إيران في المنطقة، لا يزال يملك قوّة تفوق الـ42 مقعدًا في البرلمان، حيث حصل حزب "القوات" بقيادة سمير جعجع المنتمي للتحالف على 15 مقعدًا مقارنة بـ8 مقاعد يمتلكها حاليًا.

وتشير خسارة الحريري إلى هذا الكم من الأصوات اللبنانية، أن عليه ألا يعتمد على تسويق نفسه على أنه "الزعيم السني"، حيث تفوقت عليه زعامات "سنية" في جميع المناطق اللبنانية التي "راهن" عليها مثل مناطق الشمال البقاع الغربي، الأمر الذي سيزعزع من إمكانية بقائه في منصبه كرئيس للحكومة بحسب "اتفاق الطائف".

وارتفع تمثيل "التيار الوطني الحر" بقيادة ميشال عون، بـ5 مقاعد لتتمثل قوته البرلمانية بـ26 مقعدًا، وتُجدر الإشارة إلى أن بقاء الحريري في منصبه، يقتضي منه أن يحافظ على "تفهامته" مع عون. 

وحافظ "الثنائي الشيعي" المكون من "حزب الله" وحركة "أمل" على كتلته البرلمانية، حيث أظهرت النتائج الأولية أنه قد حصل على 4 مقاعد إضافية ليرتفع تمثيل لـ30 مقعدًا، ومن المتوقع أن يمتلك أكثر من 50% من القوة البرلمانية، رغم أنه يكفيه أن يحصل على 34% منها لكي "يتحكم" إلى حد كبير في السياسة اللبنانية.

ويترقب اللبنانيون انتهاء عمليات فرز الأصوات المستمرة حتى اللحظة، بعد إقفال الصناديق عند السابعة مساء أمس الأحد، ليتم الإعلان الرسمي عن النتائج لانتخابات على أساس القانون النسبي، وسط إقبال لم يتجاوز الـ50% من القوة الناخبة، بخلاف التوقعات السابقة.

 

التعليقات