قدّم مدير مكتب رئيس الحكومة اللبنانيّة وابن عمّته، نادر الحريري، استقالته من منصبه، بعد أقل من أسبوع على الانتخابات النيابيّة في لبنان التي هوت بمقاعد تيار "المستقبل" من 35 نائبًا إلى ما دون العشرين نائبًا.
وأثار توقيت الاستقالة جدلًا واسعًا، خصوصًا لما يُعرف عن نادر أنه "مستودع سرّ" سعد، وعرّاب الاتفاق الذي أوصل زعيم التّيار الوطني الحر، ميشال عون، إلى منصبه رئيسًا للجمهوريّة، في عام 2016، وما تلاها من عودة للحريري إلى رئاسة الوزراء، وهي تسوية تم التوصل إليها بعد سنوات من فراغ في الرّئاسة الأولى، نتيجةً للعلاقات الوطيدة بين نادر الحريري ووزير الخارجيّة اللبناني، جبران باسيل، صهر الرئيس اللبناني.
وبرز دور نادر الحريري، وهو ابن النائبة بهيّة الحريري، أثناء غياب سعد الحريري عن لبنان بعد استقالته من الحكومة اللبنانيّة في صيف العام 2011، حتى عودته في العام 2015.
ولعب نادر الحريري دورًا مهمًا خلال أزمة احتجاز سعد الحريري في السّعوديّة الشتاء الماضي، إذ تصدّى، وفقًا للصحف اللبنانيّة، لمحاولات عديدة لاستبدال الحريري بشخصيّات سياسيّة أخرى، وهي أزمة شغلت الرّأي العام العربيّ والدولي طيلة أسابيع وانتهت بوساطة فرنسيّة للإفراج عن الحريري وعودته إلى فرنسا أولا ومن ثمّ إلى لبنان.
وبينما نفت مصادر نادر الحريري لصحف لبنانيّة أن يكون سبب استقالته النيّة في توزيره، فإن محللّين لبنانيّين لفتوا إلى أن استقالة نادر هي خطوة متقدّمة على درب المصالحة السعوديّة المحتملة مع تيّار المستقبل، ما ينذر بعودة سعوديّة لنفوذها التاريخي في لبنان، بعد فشل الرّهانات السعوديّة على دخول اللواء أشرف ريفي، المنشق عن الحريري، البرلمان، بعدما جرى تصويره على أنه الحصان الرّابح في طرابلس القادر على مواجهة تيار المستقبل وخصومه من الأحباش وتيار رئيس الحكومة الأسبق، نجيب ميقاتي.
وبعد استقالة نادر سرت معلومات عن استقالة شقيقه، أحمد الحريري، من الأمانة العامّة لتيار المستقبل، إلا أنه نفى، في بيان رسميّ صادر عنه، ذلك.
التعليقات