"واشنطن بوست": البغدادي حي ويدرب جيلا جديدا على الإرهاب

عنصر من "داعش": "البغدادي وكبار قادة التنظيم الآخرين قرروا منذ فترة مبكرة أن يجعلوا تعليم الأطفال والمجندين داخل العراق وسورية وغيرهما عبر الإنترنت وهذه المهمة أصبحت أكثر إلحاحا عندما اتضح أن دولة الخلافة لن تستمر"

(أرشيف)

قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية أن زعيم تنظيم "داعش" الإرهابي، أبو بكر البغدادي، ما زال حيا رغم تردد أنباء عن مقتله أو إصابته وعدم قدرته على الحركة. وبحسب الصحيفة، فإن البغدادي يقوم حاليا "بإدارة الانتقال من دولة الخلافة إلى حركة سرية ذات مهمة تقشعر لها الأبدان".

وتابعت الصحيفة أن "مشروع" البغدادي هو "تعليم الجيل الجديد، فور سقوط الموصل وبدء حصار الرقة بهدف الحفاظ على مبادئ التنظيم".

ونقلت الصحيفة عن المدير السابق للمركز الوطني لمكافحة الإرهاب بالولايات المتحدة، نيكولاس راسموسين، قوله إنهم كانوا يلاحظون أن قادة تنظيم "داعش"، أثناء تحرير الموصل والرقة ويُطردون منها، يقومون بالتخطيط لعمل سري جديد، وأنه "حتى عندما يُطردون من معاقلهم فإنهم يتركون خلفهم نوعا من الخلايا".

وأكد ناشط ينتمي للتنظيم في اتصال مع الصحيفة، وجود "إستراتيجية لبناء جيل جديد للتنظيم"، قائلا إن "البغدادي الأستاذ الجامعي السابق وكبار قادة التنظيم الآخرين قرروا منذ فترة مبكرة أن يجعلوا تعليم الأطفال والمجندين داخل العراق وسورية وغيرهما، عبر الإنترنت، أولوية للتنظيم"، مضيفا أن "هذه المهمة أصبحت أكثر إلحاحا عندما اتضح أن دولة الخلافة لن تستمر".

وأضاف الناشط نفسه أن "قيادة التنظيم على يقين بأنه حتى إذا اختفت دولة الخلافة فإن فكرتها لن تموت إذا نجحوا في التأثير على الجيل القادم عبر التعليم، وأن قيمها، تحت توجيه البغدادي، ستبقى في الأمة ولن تختفي" على حد تعبيره.

وقال مسؤول بمكافحة الإرهاب، طلب عدم ذكر اسمه، إن "كل المؤشرات تقول إن البغدادي حي ويقوم بالتنسيق والمساعدة في إدارة التنظيم".

وعبّر مسؤولون أميركيون مؤخرا عن قناعتهم بأن البغدادي بقي حيا بعد سقوط الموصل والرقة ولا يزال نشيطا، لكن أماكن وجوده ليست مؤكدة، رغم أنهم يرجحون أن جيوبا في سورية لا تزال تحت سيطرة تنظيم "داعش".

وقالت الصحيفة إنه في الأسابيع الأخيرة بدت المنطقة المفترضة لوجوده أقل خطرا عليه لأن الهجوم الكردي لاستعادة القرى التي يسيطر عليها "داعش" بشرق سورية قد توقف منذ بداية الربيع عقب إجبار القوات الكردية على الانتقال للدفاع عن نفسها ضد الهجوم التركي بمنطقة عفرين.

ويقول مسؤولو استخبارات أميركيون وشرق أوسطيون إن تلك الهدنة في تلك القرى سمحت لعناصر التنظيم الموالين للبغدادي بإعادة التحصن وجلب إمدادات، كما غادرت قوافل صغيرة من عناصر التنظيم أحياء دمشق إلى معاقل للتنظيم شرق وجنوب سورية، عابرين مساحات شاسعة من الصحراء بأمان باتفاقات مع الحكومة السورية.

 

التعليقات