جاسوس داخل "تويتر" ساعد الجيش الإلكتروني السعودي بملاحقة المعارضين

يعمل الجيش الإلكتروني عن طريق شتى أنواع وسائل التواصل الاجتماعي، بما في ذلك تطبيقات التراسل مثل "واتساب"، عبر إبراز الرواية السعودية الرسمية بشكل مُكثف، وإهانة المعارضين وتهديدهم بالقتل أو الاعتقال، أو الاكتفاء بالسخرية منهم، بشكل يومي.

جاسوس داخل

(أ ب)

كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، أمس السبت، عن طريقة عمل "جيش إلكتروني"، حشده ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، لمحاربة معارضيه في الداخل والخارج بشكل خاص، بما فيهم الصحافي الراحل، جمال خاشقجي، الذي أُغتيل بداية الشهر الحالي، في قنصلية بلاده في إسطنبول.

وقالت الصحيفة إن هذه الحملة التي تعمل على مواقع التواصل الاجتماعي، يُديرها مئات "الموظفين" الذين يعملون في "مزرعة" للذباب الإلكتروني في الرياض، بهدف التضييق على أصوات المعارضين.

وأضافت الصحيفة أن أجهزة مخابرات غربية، اشتبهت أن موظفا في موقع "تويتر"، يعمل جاسوسا للسعودية، وتقتضي مهمته التعاون مع الخلية الإلكترونية التي تعمل من الرياض، عبر مراقبة حسابات المستخدمين "المطلوبين".

فيما رفضت "تويتر" التعليق على هذا التقرير ولم يرد ممثل للسفارة السعودية في واشنطن على طلب للتعليق.

واستندت الصحيفة إلى أقوال سبعة مصادر، بعضها درس وحقق بوجود خلية كهذه والبعض الآخر استُهدف منها كنشطاء حقوقيين لاحظوا استهدافهم، بالإضافة إلى مسؤولين أميركيين وسعوديين أكدوا وجودها. 

ونقلت الصحيفة أقوال إحدى أصدقاء خاشقجي، وهي ماغي ميشيل سليم، التي قالت إنه عانى قبل وفاته من الهجوم الإلكتروني عليه عبر كم هائل من التعليقات المُهينة والمُشككة به، والتي كانت تؤثر على نفسيته بشكل كبير اتضطر أصدقائه في بعض الأحيان، الاطمئنان عليه بشكل مكثف.

وبحسب المسؤولين السعوديين والأميركيين، فإن المستشار في الديوان الملكي، سعود القحطاني، الذي أُقيل أمس السبت من منصبه، كان العقل المُدبر لإنشاء هذه الخلية منذ أن بدأت انتفاضات الربيع العربي عام 2010.

وأُقيل القحطاني مع عدّة مسؤولين ضمن محاولة بن سلمان إبعاد "الشبهات" عنه في قضية اغتيال خاشقجي.

ولفتت "نيويورك تايمز" إلى أن خاشقجي كان يُحاول تأسيس خليّة إلكترونية مضادة، لتتحدث باسم المعارضين وتكشف حقائق حول طُغيان بن سلمان، وقام من أجل ذلك، بتحويل خمسة آلاف دولار لمعارض سعودي يعيش في كندا، خلال أيلول/ سبتمبر الماضي، بهدف تأسيس مجموعة من المتطوعين باسم "النحل الإلكتروني".

وأشارت الصحيفة إلى أن الجيش الإلكتروني استهدف منتقدي الانتهاكات الحارقة لحقوق الإنسان التي تُمارسها السعودية، كحربها على اليمن، وقمعها للنساء ومواضيع أخرى كثيرة. 

ويعمل الجيش الإلكتروني عن طريق شتى أنواع وسائل التواصل الاجتماعي، بما في ذلك تطبيقات التراسل مثل "واتساب"، عبر إبراز الرواية السعودية الرسمية بشكل مُكثف، وإهانة المعارضين وتهديدهم بالقتل أو الاعتقال، أو الاكتفاء بالسخرية منهم، بشكل يومي.

ونوهت الصحيفة إلى أن الجيش الإلكتروني اجتذب موظفيه عن طريق إعلانات مُبهمة على مواقع التواصل الاجتماعي وخصوصا "تويتر"، والتي أغروا بها الشباب للحضور إلى مقابلات عمل عن طريق الإعلان عن أجور عالية جدا (قد لا تكون حقيقية).

وقال بعض هؤلاء لـ"نيويورك تايمز" إنهم علموا عن طبيعة عملهم، عند وصولهم للمقابلات فقط، وشعروا أيضا بأنه في حال رفضوا العمل ضمن الجيش الإلكتروني، سوف يتم تعريفهم كمعارضين، مما قد يعرضهم للسجن أو أسواء، كما حصل مع خاشقجي مثلا. 

 

التعليقات