احتجاجات "الخبز والوقود": الخرطوم تشهد مظاهرات واسعة لليوم العاشر

قوات الأمن تحاول تفريق المتظاهرين بالقوة وتنفذ حملة اعتقالات* الاحتجاجات دخلت يومها العاشر تنديدا بارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية الأساسية مثل الخبز والوقود فضلا عن مشكل نقص السيولة

احتجاجات

مظاهرة في كوردوفان بالسودان، أول من أمس (أ.ب.)

لبى سودانيون دعوة للمشاركة في مظاهرات انطلقت اليوم، في أعقاب صلاة الجمعة، في أنحاء العاصمة الخرطوم، احتجاجا على ارتفاع أسعار المواد الأساسية والعنف الذي طال العديد من المشاركين. واعتقلت السلطات الأمنية بعض القياديين المعارضين لسياسة الرئيس عمر البشير الذي تلقى الدعم من قبل مصر.

واليوم، دخلت المظاهرات الشعبية في السودان يومها العاشر. وقالت لجنة مؤلفة من منظمات المجتمع المدني السوداني في بيان "إن السلطات داهمت اجتماعا لزعماء المعارضة في الخرطوم واعتقلوا تسعة، من بينهم صديق يوسف، الزعيم البارز في الحزب الشيوعي السوداني، وقياديين آخرين من حزب البعث والحزب الناصري بقيادة سيد عبد الغني". كما أوقفت السلطات قادة في أبرز تحالفين للمعارضة هما "نداء السودان" وقوى "الإجماع الوطني". وتدعو المعارضة إلى رحيل البشير ونظامه.

ويعيش السودان منذ 10 أيام على وقع احتجاجات شعبية تمس العديد من مدن البلاد، تنديدا بارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية الأساسية مثل الخبز والوقود فضلا عن مشكل نقص السيولة.

وواجه النظام السوداني هذه التظاهرات بالقوة، ما أدى إلى مقتل 19 شخصا لغاية الآن، بينهم اثنان من قوات الأمن، وإصابة 219 متظاهرا بجروح متفاوتة الخطورة، حسب وزير الإعلام، بشارة جمعة أرو.

وكان رئيس البرلمان، إبراهيم أحمد عمر، وافق أمس على طلب المعارضة المتعلق باستدعاء وزير الداخلية، أحمد بلال عثمان، إلى البرلمان لمساءلته بشأن العنف الذي استخدم ضد المتظاهرين. كما فتحت النيابة العامة تحقيقا لتحديد من أطلق النار على المحتجين.

وطالت الاحتجاجات ضد ارتفاع أسعار الخبز والوقود 13 ولاية ووصلت إلى العاصمة الخرطوم، حيث نظم متظاهرون وقفة احتجاجية أمام مقر الرئاسة وأحرقوا مكاتب للرئيس البشير، تدخلت قوات الأمن لتفرقتهم مستخدمة الغاز المسيل للدموع والذخيرة الحية.

وللحيلولة دون توسع دائرة الاحتجاج، قررت السلطات تعليق الدراسة في الجامعات لمنع الطلاب من المشاركة في المسيرات، فيما فرض حظر التجوال من السادسة مساء لغاية السادسة صباحا.

وتأتي هذه الإجراءات في وقت أعربت فيه مصر عن دعمها للنظام في الخرطوم معلنة "عن استعدادها لتقديم الدعم والمساندة وفق رؤية الحكومة السودانية وسياساتها".

ويشهد السودان صعوبات اقتصادية متزايدة مع بلوغ نسبة التضخم نحو 70% وتراجع سعر الجنيه السوداني من 47.5 جنيها إلى 60 جنيها مقابل الدولار الواحد. ويعاني 46% من سكان السودان من الفقر، وفق تقرير أصدرته الأمم المتحدة في 2016.

التعليقات