بيان فضفاض جديد للجيش الجزائري: نحن والشعب متماسكان

قالت قيادة المؤسسة العسكرية في الجزائر، أمس، الجمعة، تزامنًا مع أكبر مظاهرات يشهدها تاريخ الجزائر، إن الجيش والشعب "متماسكان ولهما رؤية موحدة للمستقبل".

بيان فضفاض جديد للجيش الجزائري: نحن والشعب متماسكان

من تظاهرات الأمس (أ ب)

قالت قيادة المؤسسة العسكرية في الجزائر، أمس، الجمعة، تزامنًا مع أكبر مظاهرات يشهدها تاريخ الجزائر، إن الجيش والشعب "متماسكان ولهما رؤية موحدة للمستقبل".

وجاء ذلك في افتتاحية عدد آذار/ مارس الجاري، لمجلة "الجيش"، لسان حال المؤسسة العسكرية، في الوقت الذي فاضت به شوارع مدن الجزائر المختلفة بأعداد ضخمة جدًا من المتظاهرين، رجّح بعد المراقبين أن أعدادهم تجاوزت مئات الآلاف.

وذكر المقال الافتتاحي لمجلة "الجيش" أن "ما حققه جيشنا على أصعدة عدة، ووقوفه اللامشروط إلى جانب أمته، في كل ما مرت به البلاد من محن وأزمات، أكد مدى تماسك الشعب مع جيشه وتلاحمهما وترابط مصيرهما وتوحد رؤيتهما للمستقبل".

والتصريحات الجديدة من مؤسسة الجيش تضاف لسلسلة أخرى من التصريحات لقائده الفريق أحمد قايد صالح، الذي أكد وجود روابط "التواد والتراحم والتعاطف والتضامن والأخوة الصادقة، التي ما انفكت تتقوى عراها بين الجيش وبين شعبه".

والأربعاء، قال صالح، في تصريحات إعلامية، إن الجيش "سيعرف كيف يكون في مستوى المسؤولية المطالب بها في كافة الظروف"، إلا أن موقف الجيش من الانتفاضة الشعبية لا زال مبهمًا وفضفاضًا وحمّال أوجه، ولم يرسل برسائل حاسمة إلى أي من الأطراف الفاعلة على الساحة الجزائريّة.

الجزائر تخرج عن بكرة أبيها

وأفاد صحافي في "فرانس برس"، أمس الجمعة، أنّ الشرطة استخدمت بعد الظهر الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية لتفرقة متظاهرين حاولوا خرق طوق أمني للشرطة يغلق طريقًا تصل إلى مقر رئاسة الجمهورية.

ومع تفرّق التظاهرة في العاصمة بهدوء وخلوّ الشوارع، حصلت مواجهات محدودة مساء الجمعة، على غرار الأسبوعين الماضيين، بين مجموعات صغيرة من الشبان وعناصر الشرطة الذين يغلقون الطرق المؤدية إلى القصر الرئاسي.

وأعلنت الشرطة أنّها اعتقلت 195 شخصًا، الجمعة، في العاصمة الجزائريّة، إثر اشتباكات بين شبّان وشرطيّين خلّفت 112 جريحًا في صفوف قوى الأمن.

وفي 3 مارس/آذار الجاري، أعلن بوتفليقة، المتواجد منذ أكثر من أسبوع في مستشفى سويسري، ترشحه رسميا للانتخابات، عبر مدير حملته عبد الغني زعلان، الذي قدم أوراقه للمجلس (المحكمة) الدستوري.

وتعهد بوتفليقة (82 سنة) في رسالة بالمناسبة بتنظيم مؤتمر للحوار وتعديل دستوري ثم انتخابات مبكرة لن يترشح فيها في حال فوزه بولاية خامسة.

ومنذ أسبوع تتسارع الأحداث في الجزائر بالتحاق الطلبة ونقابات بالحراك وحتى منظمة قدماء المحاربين المحسوبة على النظام الحاكم أعلنت دعمها للمظاهرات فيما دعت قوى معارضة لمرحلة انتقالية تمهد لتنظيم انتخابات "نزيهة".

والخميس، حذّر بوتفليقة في رسالة للجزائريين بمناسبة "يوم المرأة العالمي" من "اختراق" الحراك الشعبي الحالي من قبل أي "فئة داخلية أوخارجية" لم يسمها وعبر عن "ارتياحه" لطابعها السلمي.

التعليقات