السودان: استقالة رئيس جهاز الأمن والمخابرات صلاح قوش

مصدر عسكري سوداني يؤكد أنه جرى ترتيب لقاء بين كوش ورئيس الموساد، كوهين، بوساطة مصريّة، وبدعم إماراتي وسعودي، ضمن مساعي تصعيده إلى سدة الرئاسة خلفا للبشير

السودان: استقالة رئيس جهاز الأمن والمخابرات صلاح قوش

الخرطوم (أ ب)

أعلن المجلس العسكري الانتقالي في السودان، اليوم السبت، أن رئيس جهاز الأمن والمخابرات الوطني، صلاح عبد الله محمد صالح، المعروف باسم صلاح قوش، قد استقال من منصبه.

وقال المجلس في بيان "صادق الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان عبد الرحمن رئيس المجلس العسكري الانتقالي على الاستقالة التي تقدم بها الفريق أول مهندس صلاح عبدالله محمد صالح من منصبه كرئيس لجهاز الأمن والمخابرات الوطني"، مساء الجمعة.

وكان قوش قد أشرف على حملة قمع واسعة قادها جهاز الأمن والمخابرات الوطني السوداني ضد المتظاهرين الذين يشاركون في التظاهرات الحاشدة التي انطلقت قبل أربعة أشهر وأدت إلى الإطاحة بالرئيس عمر البشير الخميس.

يذكر في هذا السياق أن موقع "ميدل إيست آي"، البريطاني، كان قد كشف مطلع آذار/ مارس الفائت أن قوش قد اجتمع سرا مع رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي، يوسي كوهين، على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن في ألمانيا، منتصف شباط/ فبراير.

ونقل الموقع عن "مصدر كبير" في الجيش السوداني، قوله إن اللقاء يأتي بتدبير من "حلفاء إسرائيل الخليجيين ضمن مساعي تصعيد قوش إلى سدّة الرئاسة، بعد إسقاط الرئيس السوداني، عمر البشير، من السلطة".

وقال المصدر العسكري السوداني إن اللقاء بين قوش وكوهين جاء بوساطة مصريّة، وبدعم خلفي إماراتي وسعودي.

ونقلت الصحيفة عن المصدر السوداني قوله، في حينه، إن السعودية والإمارات ومصر ترى أن قوش "رجلها" في السودان، لافتًا أن هناك "صراعًا على السلطة، خلف الكواليس، بعد أشهر من المظاهرات المناهضة لحكم البشير المستمر منذ ثلاثين عامًا"، وأن هناك "إجماعًا في الحزب الحاكم والجيش على أن البشير سيغادر الحكم... المعركة الآن على خلافته".

وأكّد متحدث باسم مؤتمر ميونيخ للأمن لموقع "ميدل إيست آي" أن قوش وكوهين شاركا في المؤتمر هذا العام، دون أن يؤكّد لقاءهما على هامشه.

وأضاف المصدر العسكريّ أن البشير "لم يكن على دراية" بالاجتماع الذي وصفته بـ"غير المسبوق" بين كوهين وقوش، قائلًا إن هدفه هو الإضاءة على قوش بوصفه خليفةً محتملًا للبشير، بالإضافة إلى السعي للحصول على دعم إسرائيل لتحصيل دعم أميركي للخطّة.

وكانت قد أشارت تسريبات صحافية غربية إلى أن البشير كان يتّجه إلى تكليف قوش برئاسة الحكومة، وهو الذي شكّلت عودته لجهاز المخابرات بعد إقالته عام 2009، مفاجأةً كبيرة، مع اتهامه بالسعي للإطاحة بالبشير عام 2012، وبمحاولة اغتيال الرئيس المصري المخلوع، حسني مبارك، عام 1996.

ويعتبر قوش من أكثر المقرّبين للولايات المتحدة الأميركيّة، وكان لجهاز المخابرات السودانيّة، الذي رأسه قوش، دور بارز في تعقّب مقاتلي تنظيم القاعدة، الذي عاش زعيمه، أسامة بن لادن، فترةً من عمره في السودان.

وفي العام 2005، قال مسؤول في وزارة الخارجيّة الأميركيّة لصحيفة "لوس أنجليس تايمز" إن المعلومات التي وفرّتها المخابرات السودانية بخصوص القاعدة كانت "مهمة، عملية، ومحدثة".

إلى ذلك لا يزال يعتصم آلاف السودانيين، اليوم، أمام مقر قيادة الجيش في الخرطوم توجيهات قادة الاحتجاجات، غداة تغيير رئيس المجلس العسكري الانتقالي الحاكم الذي كان مقربا من الرئيس عمر البشير، في خطوة احتفل بها المتظاهرون في الخرطوم.

وقال متظاهر أمضى ليلته أمام مقر قيادة الجيش "ننتظر توجيهات جديدة من تجمع المهنيين السودانيين لنعرف ما إذا كان علينا مواصلة تجمعنا حتى تلبية مطالبنا أو إخلاء المكان".

يشار إلى أن "تجمع المهنيين السودانيين" هو رأس حربة الحركة الاحتجاجية التي تهزّ السودان منذ 19 كانون الأول/ ديسمبر، وأفضت إلى الإطاحة بالرئيس البشير بعدما حكم البلاد بقبضة من حديد لثلاثين عاما.

وقام جنود صباح السبت بإزالة حواجز أقيمت في شوارع عدة تؤدي إلى مقر قيادتهم، حيث يتبادل متظاهرون مع العسكريين الحديث أو يعملون على تنظيف المكان وإعداد الطعام وشرب القهوة والشاي، بعد ليلة سابعة على التوالي من التجمع فيه.

وغداة إقصاء البشير، أعلن الفريق أول عوض ابن عوف رئيس المجلس العسكري الانتقالي، مساء الجمعة تخليه عن السلطة، وعين عسكريا آخر خلفا له.

وسعى الجيش السوداني إلى طمأنة الأسرة الدولية والمتظاهرين، وأعلن ابن عوف في خطاب بثّه التلفزيون الرسمي "التنازل عن المنصب (رئاسة المجلس الانتقالي) واختيار من أثق في خبرته وكفاءته وجدارته لهذا المنصب وأنا على ثقة بأنّه سيصل بالسفينة التي أبحرت إلى برّ الأمان".

وأضاف أنه اختار الفريق أول عبد الفتاح البرهان عبد الرحمن رئيساً للمجلس العسكري الانتقالي خلفا له.

التعليقات