مفاجآت السودان مستمرّة: العسكر يتودّدون للمتظاهرين

بدا شتاء السودان طويلًا، بتظاهرات عارمة ازدادت اتساعًا على مساحة البلاد يومًا بعد آخر، وسط تجاهل سياسي رسمي وصل حدّ الإنكار، غير أن ربيع السودان، يبدو حافلًا  وتتوالى أحداثه ساعة تلو أخرى.

مفاجآت السودان مستمرّة: العسكر يتودّدون للمتظاهرين

من تظاهرات السودان المستمرّة (أ ب)

بدا شتاء السودان طويلًا، بتظاهرات عارمة ازدادت اتساعًا على مساحة البلاد يومًا بعد آخر، وسط تجاهل سياسي رسمي وصل حدّ الإنكار، غير أن ربيع السودان، يبدو حافلًا  وتتوالى أحداثه ساعة تلو أخرى.

فقد أعلن رئيس المجلس العسكري، عبد الفتاح البرهان، الذي يتوّلى حكم البلاد مؤقتًا، اليوم، السبت، في أول خطاب له، إلغاء حظر التجوال ورفع حالة الطوارئ والإفراج عن معتقلي التظاهرات الأخيرة.

بينما أعلن المجلس العسكري، في وقت سابق اليوم، السبت، أنه قبل استقالة مدير جهاز الاستخبارات المتنفّذ، صلاح قوش.

البرهان... خطاب تصالحي

وقال البرهان في كلمة بثها التلفزيون الرسمي "آمر بإطلاق سراح جميع من تمت محاكمتهم بموجب قانون الطوارئ أو أي قانون آخر بسبب المشاركة في المظاهرات، كل من يثبت تورطه في قتل المتظاهرين ستتم محاكمته"، كما أمر برفع حظر التجول الليلي.

كما بدا خطاب البرهان متصالحًا مع المتظاهرين، على عكس خطاب الرئيس السابق للمجلس العسكري، عبد الرحمن عوف، أول من أمس، الخميس، الذي أعاد إلى الأذهان الانقلابات العسكريّة التقليديّة، بلغته الحديديّة وإجراءاته التي أثارت رفضًا، مثل فرضه حظر التجوال وتعطيل العمل بالدستور و"اقتلاع النظام".

وتعهّد البرهان في خطابه بـ"اجتثاث" نظام الرئيس السابق، عمر البشير، وقال إن المجلس سيعمل على "إعادة هيكلة مؤسسات الدولة المختلفة بما يتفق مع القانون ومحاربة الفساد واجتثاث النظام ورموزه".

قوش خارج الحكم

وأثار إعلان استقالة قوش، في وقت سابق اليوم، ارتياحًا في أوساط المتظاهرين، كونه شكّل طرفًا أساسيًا في قمع حركة الاحتجاج، فيما كان آلاف المتظاهرين ينتظرون توجيهات منظمي التحرك.

وكان قوش، الذي تولى جهاز الأمن والمخابرات في 2018 بعد عقد أمضاه على رأس جهاز المخابرات حتى 2009، أشرف في الأشهر الأربعة الماضية على قمع حركة الاحتجاج.

واعتُقل آلاف المتظاهرين وناشطي المعارضة وصحافيين بموجب هذه الحملة.

احتفالات بتنحي ابن عوف

وأمس، الجمعة، احتفل آلاف السودانيين المحتشدين أمام مقر القيادة العامة للقوات المسلحة، بالإعلان عن رحيل ابن عوف، المقرب من البشير عن رئاسة المجلس العسكري الانتقالي.

وبالكاد مرت 24 ساعة حتى أعلن ابن عوف أنه اختار الفريق أول عبد الفتاح البرهان عبد الرحمن رئيسًا للمجلس العسكري الانتقالي خلفًا له.

وابتهج المتظاهرون في الخرطوم إثر إعلان النبأ، وهتفوا: "مالْها؟ ... سقطت!"، و"في يومين سقّطنا رئيسين!" و"نجحنا".

التعليقات