السودان: الأمن الدولي يفشل بإدانة قتل المدنيين والحراك يتواصل

الصين وروسيا أفشلتا إصدار بيان من مجلس الأمن يدين قتل المدنيين في السودان، وإصدار نداء دولي لوقف فوري للعنف. وفي المقابل، فقد أصدرت 8 دول أوروبية بيانا يدين هجمات أجهزة الأمن السودانية على المدنيين

السودان: الأمن الدولي يفشل بإدانة قتل المدنيين والحراك يتواصل

(أ ب)

أكد دبلوماسيون أن الصين وروسيا أفشلتا، يوم أمس الثلاثاء، إصدار بيان من مجلس الأمن يدين قتل المدنيين في السودان، وإصدار نداء دولي لوقف فوري للعنف. وفي المقابل، فقد أصدرت 8 دول أوروبية بيانا يدين هجمات أجهزة الأمن السودانية على المدنيين.

ووزّعت بريطانيا وألمانيا خلال اجتماع مُغلق لمجلس الأمن بيانًا يدعو الحكّام العسكريّين والمتظاهرين في السّودان إلى "مواصلة العمل معًا نحو حلّ توافقي للأزمة الحاليّة"، وفقًا لمسوّدة البيان الذي اطّلعت عليه وكالة "فرانس برس".

واعترضت الصّين بشدّة على النصّ المقترح، فيما شدّدت روسيا على ضرورة أن ينتظر المجلس ردًّا من الاتّحاد الإفريقي، بحسب ما قال دبلوماسيّون.

واعتبر نائب السّفير الروسي، ديمتري بوليانسكي، أنّ النصّ المقترح "غير متوازن"، مشدّدًا على ضرورة "توخّي حذر شديد" حيال الوضع. وقال "لا نريد الترويج لبيانٍ غير متوازن. فذلك قد يُفسد الوضع".

وبعد فشل مجلس الأمن في الاتّفاق، قالت ثماني دول أوروبّية في بيان مشترك إنّها "تدين الهجمات العنيفة في السّودان من جانب أجهزة الأمن السودانية ضدّ المدنيّين".

وقالت كُلّ من بلجيكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وبولندا وهولندا والسّويد إنّ "الإعلان الأحادي" الصّادر عن المجلس العسكري "بوَقف المفاوضات وتشكيل حكومة والدّعوة إلى إجراء انتخابات في غضون فترة زمنيّة قصيرة جدًا، هو أمر يُثير قلقًا كبيرًا".

وكانت قد ندّدت الولايات المتحدة وبريطانيا والنرويج، مساء الثلاثاء، بتوجّه المجلس العسكري إلى تنظيم انتخابات في أعقاب إنهاء الاعتصام، ودعت بدلاً من ذلك إلى "انتقال منظّم" للسلطة نحو حكم مدني.

يذكر أن رئيس المجلس العسكري، عبد الفتاح البرهان، كان قد أعلن، فجر الثلاثاء، وقف المفاوضات وإلغاء ما تم الاتفاق عليه، والدعوة إلى انتخابات عامة خلال فترة لا تتجاوز 9 شهور. ورفض تجمّع المهنيّين السودانيّين، أبرز مكوّنات تحالف الحرّية والتغيير الذي يقود الحركة الاحتجاجيّة، الإعلان الذي أصدره المجلس العسكري.

ودعت الحركة الاحتجاجيّة أنصارها إلى المشاركة في "عصيان مدني" في أرجاء البلاد للإطاحة بالمجلس العسكري الحاكم، وذلك بعد العمليّة الدامية لفضّ اعتصامٍ استمرّ أسابيع خارج مقرّ القيادة العامّة للجيش في الخرطوم.

وأفاد بيان للتجمّع "لا المجلس الانقلابيّ ولا مليشياته وقياداتها هي مَن يُقرّر مصير الشعب، ولا كيفيّة انتقاله لسلطةٍ مدنيّة".

ووصف تحالف "قوى إعلان الحرّية والتّغيير" ما تعرّض له "الثوّار المعتصمون" الإثنين بأنّه "مجزرة دمويّة".

وكانت قد أعلنت لجنة أطبّاء السودان المركزيّة، في بيان مساء الثلاثاء، أنّ "عدد شهداء الأمس (الإثنين) واليوم (الثلاثاء) الذين تمّ حصرهم في المستشفيات، 40 شهيداً"، غير أنّها استدركت أنّ "العدد أكبر من ذلك، حسب إفادات أطباء".

واتّهم أعضاء من اللجنة، خلال مؤتمر صحافي في لندن، القوّات الأمنيّة بمهاجمة مستشفيات في كلّ أنحاء البلاد طيلة الفترة الماضية. وتحدّثوا عن عمليّات اغتصاب في الخرطوم، من دون تحديد مصدر المعلومات.

وكان الأمين العام للأمم المتّحدة، أنطونيو غوتيريش، قد أدان الاستخدام المفرط للقوّة بالسودان، داعيًا إلى تحقيق مستقلّ.

ودعمت حكومات إفريقيّة وغربيّة المتظاهرين، إلا أنّ الحكومات العربيّة على رأسها السعودية والإمارات دعمت المجلس العسكري بقيادة البرهان.

بدوره، حضّ رئيس مفوّضية الاتّحاد الإفريقي، موسى فكي، على إجراء "تحقيق فوري وشفّاف لمحاسبة كلّ المسؤولين".

لكنّ الحكومات العربيّة دعت إلى استئناف المحادثات بين المتظاهرين والجيش. وقبيل الحملة الأمنيّة، زار البرهان مصر والإمارات والسعوديّة.

التعليقات