السودان: المعارضة تعلّق العصيان المدني وتستأنف المفاوضات

أكد الوسيط الأثيوبي، أن قوى إعلان الحرية والتغيير، التي تقود الاحتجاجات في السودان، وافقت، اليوم الثلاثاء، على استئناف المفاوضات مع المجلس العسكري الانتقالي.

السودان: المعارضة تعلّق العصيان المدني وتستأنف المفاوضات

(أ ب)

وافق قادة حركة الاحتجاج في السودان على إنهاء العصيان المدني الذي بدأوه بعد المجزرة التي ارتكبها الأمن السوداني، في فضه الدموي لاعتصام أمام مقر القيادة العامة للجيش في العاصمة الخرطوم، الأسبوع الماضي.

وأكد الوسيط الأثيوبي، أن قوى إعلان الحرية والتغيير، التي تقود الاحتجاجات في السودان، وافقت، اليوم الثلاثاء، على استئناف المفاوضات مع المجلس العسكري الانتقالي.

وقال محمود درير، الذي يتولى وساطة بادر إليها رئيس الوزراء الأثيوبي، آبي أحمد، الأسبوع الماضي، للصحافيين: "وافقت قوى الحرية والتغيير على إنهاء العصيان المدني اعتبارا من نهاية اليوم".

وأضاف أنه "اتفق الطرفان على العودة إلى المفاوضات قريبا، وعلى أنه لا عودة عما اتفق عليه سابقا حول مجلس الوزراء والبرلمان، على أن يستكمل النقاش حول المجلس السيادي".

وتابع درير أنه "وافق المجلس العسكري إبداء لحسن النية على إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين".

وقالت قوى الحرية والتغيير، في بيان صدر عنها، أنه "قررت قوى إعلان الحرية والتغيير تعليق العصيان المدني والإضراب السياسي اعتبارا من نهاية اليوم الثلاثاء، على أن يعود شعبنا إلى العمل اعتبارا من صباح الأربعاء".

وقالت قوى المعارضة في بيانها أن "العصيان المدني الذي استمر لثلاثة أيام نجح بصورة باهرة هو علامة بارزة في هذا المسار الذي سيتواصل حتى نقل السلطة".

وأشارت إلى انخراطها في سلسلة اجتماعات حول المسار السياسي والميداني في المرحلة الحالية والمقبلة، "في طريق مراكمة العمل الشعبي الواسع لنقل مقاليد الحكم الذي مهرته الدماء الزكية التي لن يفر سافكوها بغير عقاب".

وأوضحت أن "تجربة العصيان المدني ستظل بارزة في تاريخ المقاومة السلمية، فخلال ثلاثة أيام من الصمود التاريخي تم تنفيذ العصيان بنسبة مرتفعة جدًا وعلى جميع المستويات الحيوية في جميع المدن السودانية".

ولفتت إلى أن "هذا الإجماع المدني غير المسبوق هو بمثابة رسالة واضحة للمجلس العسكري حول مكامن قوة وجبروت الشعب السوداني، حيث تكبد المجلس العسكري خسائر سياسية جمة بما لا يُقاس".وشددت على أن "وحدتنا وسلميتنا هما طريقنا نحو الخلاص، فإزالة سلطة مكثت على صدورنا لثلاثين عامًا تتطلب عبور جبال من المشاق سنتجاوزها بإرادة لن تنكسر".

وتواصل إغلاق المحلات التجارية في الخرطوم، ولازم معظم السكان منازلهم، اليوم الثلاثاء، في اليوم الثالث للعصيان المدني الذي دعا إليه المحتجون. فيما أعلنت واشنطن أن مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الأفريقية، تيبور ناج، سيزور السودان للضغط على المجلس العسكري الحاكم لوقف عملياته الأمنية الدامية.

ويأتي ذلك بعد إعلان المجلس العسكري الانتقالي بالسودان، في بيان اليوم، أن جماهير الشعب رفضت دعوات العصيان المدني، موجها الشكر للسودانيين على رفضهم "الدعوات الرامية إلى تعكير صفو الحياة العامة وتعطيل مصالح الناس".

وفي الثالث من حزيران/ يونيو الجاري، اقتحمت قوات أمنية ساحة الاعتصام وسط الخرطوم، وفضته بالقوة، وأعلنت المعارضة أن عملية فض الاعتصام وأحداث العنف التي تلتها أودت بحياة 118 قتيلا، فيما تتحدث وزارة الصحة، عن سقوط 61 قتيلا فقط.

وعقب فض الاعتصام دعا تجمع المهنيين إلى عصيان مدني شامل في كل مواقع العمل والمنشآت والمرافق في القطاعين العام والخاص، وإغلاق الطرق الرئيسية والجسور والمنافذ بالمتاريس، وشل الحياة العامة، حيث بدأ رسميا الأحد الماضي، وسط وساطة إثيوبية بين الطرفين لإنهاء الأزمة.

 

التعليقات