تظاهرات ضخمة في الجزائر تعزز ذكرى الاستقلال حماستها

غصّت المدن الجزائريّة في ذكرى استقلال البلاد عن الاستعمار الفرنسي، الجمعة، بالمتظاهرين للأسبوع العشرين على التوالي، رغم ارتفاع الحرارة والانتشار الكبير للشرطة، رافضين اقتراحًا تقدّم به الرئيس الانتقالي، عبد القادر بن صالح، لإخراج البلاد من أزمتها.

تظاهرات ضخمة في الجزائر تعزز ذكرى الاستقلال حماستها

من تظاهرات اليوم (أ ب)

غصّت المدن الجزائريّة في ذكرى استقلال البلاد عن الاستعمار الفرنسي، الجمعة، بالمتظاهرين للأسبوع العشرين على التوالي، رغم ارتفاع الحرارة والانتشار الكبير للشرطة، رافضين اقتراحًا تقدّم به الرئيس الانتقالي، عبد القادر بن صالح، لإخراج البلاد من أزمتها.

وكان بن صالح دعا مساء الأربعاء إلى حوار "تقوده شخصيات وطنية مستقلة" ولا تشارك فيه السلطة أو الجيش وذلك بهدف "أوحد"، هو تنظيم انتخابات رئاسية في أقرب الآجال.

غير أنّ شوارع الجزائر العاصمة ضاقت بالمحتجين منذ انتهاء صلاة الجمعة.

ومنذ استقالة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في 2 نيسان/ أبريل، تحت ضغط الشارع وقيادة الجيش، ترفض حركة الاحتجاج أن يتولى "النظام" القائم تنظيم الانتخابات الرئاسيّة، وتطالب مسبقًا برحيل كل داعمي بوتفليقة الذي بقي في السلطة نحو عشرين عامًا.

واستهدفت الشعارات مجددًا رئيس أركان الجيش، الفريق قايد صالح، الذي يمسك وفق الحركة الاحتجاجية ومراقبين بالسلطة الفعلية في البلاد منذ استقالة بوتفليقة.

وردد المحتجون "قايد صالح ارحل"، و"الشعب والجيش خاوة خاوة والقايد صالح مع الخونة".

وكان المحامي الشهير والمدافع عن حقوق الإنسان، مصطفى بوشاشي، والدبلوماسي والوزير السابق، عبد العزيز رحابي، وشخصيات أخرى، دعوا إلى تظاهرات "حاشدة" الجمعة، تصادف الذكرى الـ57 لاستقلال البلاد وتأتي "تكريسًا لتحرير الإنسان بعد تحرير الوطن" من الاستعمار الفرنسي في 1962.

وهتف المتظاهرون "ارحلوا، أفرجوا عن الجزائر"، فيما قال صحافي في وكالة "فرانس برس" إنّ المتظاهرين أجبروا طوقًا من عناصر الشرطة الذين يضعون الخوذات ويحملون الدروع على التراجع، بعدما كانوا يقفون على بعد أمتار من الساحة الرمزية للحركة الاحتجاجية أمام مبنى البريد المركزي في العاصمة الجزائر. وأشار شهود إلى توقيف نحو عشرة من المتظاهرين.

وعلّقت المتظاهرة ليندا حمروش (28 عامًا) بالقول "يحاولون إعادة صياغة المقترحات نفسها. هدفهم الوحيد الحفاظ على نظامهم. وبالتالي لا حوار في هذه الظروف".

وكان بن صالح أطلق دعوة أولى إلى حوار محصور بالطبقة السياسية في بداية حزيران/ يونيو، ولكن رفضها المحتجون، أيضًا.

وكانت الانتخابات الرئاسية مقررة مبدئيًا في الرابع من تموز/يوليو، لكنها ألغيت بسبب عدم وجود مرشحين، وبينما تنتهي مهلة التسعين يومًا التي حددها الدستور للفترة الانتقالية في 9 تموز/ يوليو، أكد بن صالح أنه سيبقى في منصبه حتى انتخاب رئيس جديد.

وقال علي (47 عاما) لوكالة "فرانس برس" إنّه ينوي الاستمرار في التظاهر "حتى انتخاب رئيس شرعي"، وأضاف "حققنا هدفا كبيرًا: بن صالح لن يقود الحوار، لقد ’خرج’ وإن بقي في المنصب".

وستعقد أحزاب سياسية وممثلون للمجتمع المدني، السبت، اجتماعًا بعنوان "منتدى الحوار الوطني"، فيما قال عبد العزيز رحابي لوكالة الأنباء الجزائرية إنه يهدف إلى "وضع آليات للخروج من الأزمة والذهاب في مُهَلٍ معقولة باتجاه تنظيم" انتخابات رئاسية ديموقراطية.

كما يطالب المحتجون بالكف عن اعتقال المتظاهرين.

وانضم محتجون إلى التظاهرات، الجمعة، مرتدين قمصانًا كتب عليها "أفرجوا عن بورقعة"، في إشارة إلى لخضر بورقعة، القيادي إبان حرب الاستقلال والذي أوقف نهاية الأسبوع الماضي.

وقالت قريبة لخضر بورقعة، ليلى بورقعة، "حين يذهبون إلى حد اعتقال بطل من أبطال الحرب قبل أيام قليلة (من ذكرى) الاستقلال، فهذا يعني أنّه لم يعد ثمة ما يبتغى من هذه السلطة".

كما دعا المتظاهرون إلى الإفراج عن أشخاص أوقفوا إثر رفعهم العلم الأمازيغي في تظاهرات سابقة.

من تظاهرات الجمعة (أ ب)
من تظاهرات الجمعة (أ ب)

وشهدت العاصمة الجزائرية صدامات في ختام التظاهرات، حين حاول عناصر شرطة سحب أعلام أمازيغية من متظاهرين أو إنزال تلك المعلّقة على أعمدة الإنارة قرب مركز البريد.

ولجأ عناصر الشرطة إلى استخدام الغاز المسيل للدموع، فيما ردّ المحتجون برشق عبوات مياه فارغة، قبل أن يتفرق الحشد كما حصل في التظاهرات الأخرى التي شهدتها 21 ولاية من أصل 48 بحسب وكالة الأنباء الجزائرية.

ومن المرتقب تنظيم تظاهرات مساءً في جنوب البلاد.

التعليقات