السودان: مقتل 4 وإصابات عديدة بمظاهرة في أم درمان

المعارضة دعت إلى خروج مسيرة مليونية للاحتجاج على مقتل تلاميذ خلال مظاهرة في الأبيض، وجاء سقوط قتلى جدد، أمس، في وقت قالت فيه شخصيات قيادية في المعارضة السودانية إنها أحرزت تقدما في المحادثات مع الجيش حول تشكيل حكومة

السودان: مقتل 4 وإصابات عديدة بمظاهرة في أم درمان

مظاهرة المعارضة في الخرطوم، أمس (أ.ب.)

قُتل أربعة متظاهرين على الأقل وأصيب كثيرون آخرون في مدينة أم درمان، أمس الخميس، حسبما ذكرت لجنة أطباء السودان المركزية، وذلك إثر خروج مئات الآلاف إلى الشوارع لزيادة الضغط على المجلس العسكري الحاكم في البلاد.

ودعت المعارضة إلى خروج مسيرة مليونية للاحتجاج على مقتل تلاميذ خلال مظاهرة في الأبيض، التي تقع إلى الجنوب الغربي من العاصمة الخرطوم هذا الأسبوع.

ويعاني السودان من اضطرابات سياسية واحتجاجات منذ أشهر، أدت لإطاحة الجيش بالرئيس عمر البشير، في نيسان/أبريل الماضي، لكن جماعات المعارضة واصلت مظاهراتها مطالبة الجيش بتسليم السلطة للمدنيين واتهمت أجهزة الأمن بممارسة العنف.

وجاء سقوط قتلى جدد، أمس، في وقت قالت فيه شخصيات قيادية في المعارضة السودانية إنها أحرزت تقدما في المحادثات مع الجيش بشأن التوصل لاتفاق لتشكيل حكومة جديدة بعد الإطاحة بالبشير.

وتعثرت المفاوضات المتعلقة بصياغة الإعلان الدستوري الذي يقر تلك التغييرات. وقال ساطع الحاج، وهو قيادي في قوى الحرية والتغيير، وهو ائتلاف يضم جماعات المعارضة والاحتجاج، في مؤتمر صحفي في الخرطوم، أمس، إن الاتفاق "أصبح الآن قاب قوسين أو أدنى". واستأنف الطرفان المفاوضات في وقت متأخر من مساء أمس بشأن الإعلان الدستوري.

وطالبت المعارضة بعدم حصول أعضاء المجلس السيادي، الذي من المفترض أن يقود البلاد لحين إجراء انتخابات، على حصانة مطلقة من الملاحقة القضائية بشأن الجرائم السابقة. لكن قادة قوى الحرية والتغيير قالوا إنهم اتفقوا على منح حصانة إجرائية تسمح بمحاكمتهم بموافقة ثلثي المجلس التشريعي.

وقال قادة في المعارضة إن الجانبين اتفقا أيضا على نقطة أساسية أخرى، وهي أن الأحزاب التي يشملها ائتلاف قوى الحرية والتغيير سيكون نصيبها من المجلس التشريعي 67%، بينما ستكون المقاعد الباقية من نصيب الجماعات السياسية والمعارضة الأخرى. ولم يؤكد المجلس العسكري الحاكم بعد تفاصيل تلك الاتفاقات.

وفي أم درمان، التي تقع على الضفة الأخرى من النيل من الخرطوم، هتف المحتجون "معلش معلش.. ما عندنا جيش"، للتعبير عن غضبهم من الجيش لعدم حمايته للمحتجين.

وأظهرت لقطات نشرت على مواقع للتواصل الاجتماعي خروج احتجاجات في الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان، وفي ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة والتي تقع جنوب شرق العاصمة على النيل الأزرق.

واتهمت قوى الحرية والتغيير الجيش وقوات الدعم السريع بإطلاق النار على الطلبة، الذين كانوا يحتجون على نقص الخبز والوقود.

واتهم تجمع المهنيين السودانيين، وهو جماعة الاحتجاج الرئيسية في الائتلاف، الجيش بالإخفاق في حماية المدنيين ومحاولة "قطع الطريق أمام جماهير شعبنا الأبي للوصول بثورتها إلى أهدافها".

ونقلت وكالة السودان للأنباء، أمس، عن قائد كبير بالجيش قوله إن قوة أمنية كانت تحرس بنكا في الأبيض هي المسؤولة عن قتل الطلاب المحتجين في الأبيض، يوم الاثنين الماضي. والقوة التي تحرس البنك من قوات الأمن الحكومية.

واتهمت جماعات المعارضة قوات الدعم السريع بقتل العشرات من المحتجين منذ الإطاحة بالبشير ويظل دور تلك القوات في البلاد مسألة حساسة. وقال الحاج إن قوى الحرية والتغيير طالبت، أمس، بدمج قوة الدعم السريع في القوات المسلحة وهو اقتراح لا يزال المجلس العسكري الانتقالي الحاكم يعارضه.

التعليقات