"الهجوم جنوبي بغداد تقف وراءه إسرائيل أو الولايات المتحدة"

لا زال الغموض يلفّ طبيعة "الانفجار" الذي ضرب مستودعًا للأسلحة جنوبي العاصمة العراقيّة بغداد، مساء الإثنين الماضي، بالإضافة إلى من غموض من يقف وراءه.

من الانفجار (ناشطون على تويتر)

لا زال الغموض يلفّ طبيعة "الانفجار" الذي ضرب مستودعًا للأسلحة جنوبي العاصمة العراقيّة بغداد، مساء الإثنين الماضي، بالإضافة إلى من غموض من يقف وراءه.

وأبرزت وسائل الإسرائيليّة الانفجار، وألمح محلّل الشؤون العسكريّة في القناة 13، ألون بن دافيد، أن يكون ناجمًا عن غارات إسرائيليّة. في السياق ذاته، نقلت صحيفة "الشرق الأوسط"، اليوم، الأربعاء، عن مصادر عراقيّة ترجيحها أن يكون ناجمًا عن "غارات بطائرات أميركيّة أو إسرائيليّة".

وأمس، زار رئيس الوزراء العراقي، عادل عبد المهدي مكان الانفجار، ووجّه باستكمال التحقيقات لمعرفة أسباب الحادث، كما أصدر "توجيهات بوضع ترتيبات متكاملة لكافة المعسكرات ومخازن القوات المسلحة من حيث إجراءات السلامة ومواقعها لمنع تكرار مثل هذه الأحداث المؤسفة".

أما القاعدة المستهدفة، فذكر المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقيّة، سعد معن، أنه "تابع للشرطة الاتحادية و’الحشد الشعبي’"، وأن "الانفجارات كانت قوية"، إلا أنّ القيادي في التيار الصّدري، ونائب رئيس الوزراء السابق، بهاء الأعرجي، استبعد ذلك، قائلا إنه "من خلال طبيعة النيران لحريق مخازن العتاد في معسكر الصقر، يظهر أن طبيعة الأسلحة التي أحرقت غير عادية، ولا تستعملها القوات العراقية، ولا حتى ’الحشد الشعبي’"، واستنتج الأعرج "لذا نعتقد أنها عبارة عن أمانة لدينا من دولة جارة، وقد استهدفت هذه الأمانة من دولة استعمارية ظالمة بناءً على وشاية عراقية خائنة"، في إشارة إلى إيران.

ونقلت "الشرق الأوسط" عن مصدر أمني عراقي قوله "من الواضح أننا حيال معركة تكسير للعظام حقيقية بين الولايات المتحدة وإسرائيل، من جهة، وإيران وحلفائها في العراق، من جهة أخرى، ومن الواضح أيضًا أن الطرفين اختارا العراق أرضًا لمعركتهما غير المعلنة"، وإنّ "جميع المؤشرات تدل على أن إسرائيل تكمل، وربما بتأييد من الولايات المتحدة، ما بدأته في سورية من استهداف لمواقع القوات الإيرانية متعددة الجنسيات".

وكانت "الشرق الأوسط" قد نقلت، قبل أسبوع ونصف، عن مسؤولين أمنيين في تل أبيب أنّ إسرائيل ستقصف قريبًا أهدافا إيرانيّة في العراق.

من جهته، ادّعى بن دافيد، أمس، الثلاثاء، أنّ إسرائيل تسعى إلى القضاء على "خط النقل البرّي" للصواريخ الإيرانيّة إلى سورية ولبنان، "وتوسّع نطاق عمليّاتها من سورية إلى العراق، وربّما إلى جبهات أخرى لم نسمع بها حتى الآن".

وأضاف بن دافيد أن إسرائيل "لا تنتظر وصول السلاح إلى سورية، إنما تستهدفه قبل ذلك، في العراق... وإن تحدثنا حتى الآن عن محاربة التموضع الإيراني في سورية، إلا أنه يتّضح أن إسرائيل لن تسمح بأن يتحوّل العراق إلى منصّة لتهريب السلاح أو إلى نصب صواريخ من الممكن أن تهدّد إسرائيل".

وتزعم إسرائيل أن إيران بدأت بتعزيز الميليشيات المسلحة في العراق نتيجة للهجمات المتزايدة ضد أهدافها في سورية، وبعد استعادة بشار الأسد السيطرة على معظم أراضي البلاد.

 وقالت صحيفة "هآرتس" إنه "بسبب الجهود الإسرائيلية الرامية إلى إحباط محاولات إيران إدخال أسلحة متطورة وقوات جوية وبحرية في سورية، تعود طهران إلى الطريقة التي اعتادت أن تعمل بها في العراق، من خلال الميليشيات. وبالتالي، فهي تأمل أن تصعب على العمليات التي تقوم بها إسرائيل".

 ووفقا لتقييم الاستخبارات الإسرائيلية لعام 2019، فقد حدد أنه بينما تواجه إيران صعوبة في تأسيس نفسها عسكريا والتموضع في سورية، فإنها لم تتخل بعد عن نيتها، من "إنشاء هيمنة إقليمية، من خلال التحالفات، تمتد من إيران عبر العراق، سورية وإلى لبنان". وفقا للتقديرات الإسرائيلية.

والشهر الماضي، ألمح رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إلى دور إسرائيلي محتمل في شن هجوم على قاعدة عسكرية تابعة للحشد الشعبي في العراق، وذلك من خلال نشر خطابه في الجمعية العامة للأمم المتحدة من العام الماضي.

ويأتي هذا النشر بعد الغارة الجوية على قاعدة عسكرية تابعة للحشد الشعبي في محافظة صلاح الدين في العراق ليلة الخميس – الجمعة من الأسبوع الماضي، علما أن أية منظمة أو دولة لم تعلن مسؤوليتها عن الهجوم، كما نفت وزارة الدفاع الأميركية أن تكون الولايات المتحدة قد شاركت في الهجوم.

وفي الشريط المشار إليه، تظهر بداية مقابلة مع المرشح الثاني في قائمة "كاحول لافان"، يائير لبيد مع شبكة "CNN" وهو يتأتئ، بينما يظهر لاحقا خطاب نتنياهو في الجمعية العامة وهو يهدد بشن هجوم في العراق.

وكان القصف قد استهدف "معسكر الشهداء" في منطقة آمر لي التابع للواء 16 في الحشد الشعبي، بطائرة مجهولة. وأدى القصف إلى مقتل شخص واحد، وإصابة اثنين آخرين.

ونقلت "فرانس برس" عن ضابط في شرطة صلاح الدين قوله، بعد تفقد موقع القصف، إن القتيل من الحشد العشائري، أما الجريحان فهما "مهندسان عسكريان إيرانيان" كانا في المعسكر.

التعليقات