"المسيّرتان الإسرائيليّتان دخلتا الضاحية الجنوبية من البحر"

كشفت التحقيقات الأوليّة أن المسيّرتين الإسرائيليّتين اللتين سقطتا في الضاحية الجنوبيّة لبيروت، فجر الأحد الماضي، انطلقتا من قوارب عسكريّة إسرائيليّة، بحسب ما ذكرت قناة "المنار"، التابعة لحزب الله، الجمعة.

مكان سقوط المسيرتين (أ ب)

ذكرت تقارير صحافية لبنانيّة، الجمعة، أن المسيّرتين الإسرائيليّتين اللتين سقطتا في الضاحية الجنوبيّة لبيروت، فجر الأحد الماضي، انطلقتا من قوارب عسكريّة إسرائيليّة.

وبحسب التقارير الصحافية، فإنّ القوارب العسكرية الإسرائيلية اقتربت من الشواطئ اللبنانيّة قبل أن تنطلق منها المسيّرتان.

وفي وقت سابق، الجمعة، أعلن حزب الله سلّم المسيرتين للجيش اللبناني.

وأعلن حزب الله، الأحد الماضي، أن الطائرتين المسيرتين اللتين سقطتا في معقله في الضاحية الجنوبية كانتا مفخختين، وألحق انفجارهما أضرارا جسيمة بمبنى المركز الإعلامي التابع للحزب.

إلا أن جريدة "التايمز" البريطانيّة ذكرت أنّ أن المسيرتين استهدفتا صناديق يعتقد أنها تحوي وسائل لزيادة دقّة الصواريخ التي يملكها حزب الله، بحسب ما ذكر مراسل صحيفة "التايمز" البريطانيّة في بيروت، ريتشارد سبينسر، الذي أضاف أن الصناديق حوت جهازًا يستخدم لخلط مواد ضروريّة جدًا لتحسين أداء محرّكات الصواريخ، ما يؤدي إلى أن تصبح أكثر دقّة. يذكر أن إسرائيل لم تتبنَ عملية بيروت، إلا أن المحللين العسكريين في الصحف الإسرائيلي تباهوا بالعمليّة.

من جهته، اعتبر الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، أن "ما حصل هو خطير جدًا"، وأن "الموقف يجب أن يكون بمستوى الحدث والخطر ولا يجب تسخيف الموضوع"، وأوضح أن "الطائرة الأولى سقطت من دون أن تحدث أضرارا، في حين أن الطائرة الثانية كانت هجومية مفخخة انتحارية وانفجرت، وتسببت بأضرار جسيمة في مبنى المركز الإعلامي التابع لحزب الله، في الضاحية الجنوبية".

وأضاف أن "الطائرة الأولى مُسيرة نظامية تجسسية وصلت في تحليقها بين البنايات لتصور الهدف، نحن لم نسقطها إنما شبان رموا الحجارة عليها ووقعت. وهي موجودة لدينا وقد نعرضها على وسائل الإعلام". وتابع أن "الطائرة الثانية ليست من نوع الطائرات التي يتم استئجارها لتصوير الأعراس والمناسبات بل طائرة عسكرية".

وشدد على أن "ما حصل هو هجوم بطائرة مسيرة انتحارية على هدف في الضاحية الجنوبية لبيروت".

واعتبر نصر الله أن "ما جرى يشكل خرقًا فاضحًا وكبيرًا للمعادلات التي أرسيت بعد عدوان تموز (2006) والسكوت عنه سيؤسس لمسار خطير ضد لبنان، وكل فترة ستكون هناك طائرات مسيرة مماثلة"، وقال إن "أي سكوت عن هذا الخرق سيؤدي إلى تكرار السيناريو العراقي في لبنان حيث الطائرات المسيرة تقصف مراكز للحشد الشعبي في العراق و(رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين) نتنياهو، يباهي بذلك".

وأضاف "نحن في لبنان لا نسمح بمسار من هذا النوع وسنفعل كل شيء لمنع حصول هكذا مسار.. فالزمن الذي تقصف فيه إسرائيل لبنان وتبقى هي في أمان انتهى".

وقال نصر الله مخاطبًا سكان الجولان السوري المحتل وشمالي البلاد "لا تعيشوا، لا ترتاحوا، لا تطمئنوا ولا تراهنوا لحظة واحدة أن حزب الله سيسمح بمسار وبعدوان من هذا النوع".

وأوضح أن الطائرات المسيرة الإسرائيلية التي تدخل لبنان "لم تعد لجمع المعلومات بل لعمليات الاغتيال، ومن الآن فصاعدًا سنواجه الطائرات المسيرة الإسرائيلية عندما تدخل سماء لبنان وسنعمل على إسقاطها".

التعليقات