العراق: تجدد الاحتجاجات وقوات الأمن تلجأ للقمع

أعلن المتظاهرون في العراق، اليوم السبت، أنهم سيحولون احتجاجاتهم إلى اعتصام مفتوح في بغداد، ومحافظات الوسط والجنوب، إلى حين يتم تحقيق مطلب استقالة الحكومة، ومحاكمة قتلة المحتجين

العراق: تجدد الاحتجاجات وقوات الأمن تلجأ للقمع

(أب)

لجأت قوات الأمن العراقية إلى استخدام القنابل المسيلة للدموع لتفريق مئات المتظاهرين الذين احتشدوا، صباح اليوم السبت، في ساحة التحرير في العاصمة بغداد.

وحاولت قوات الأمن، اليوم، صد المتظاهرين الذين احتشدوا في ساحة التحرير وعند جسر الجمهورية المؤدي إلى المنطقة الخضراء، حيث المقار الحكومية والبرلمان والسفارات الأجنبية، عبر إطلاق وابل من قنابل الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية.

وبحسب جدول أعمال مجلس النواب، فمن المقرر أن تعقد جلسة اليوم عند الواحدة ظهرا (10:00 ت غ)، بهدف "مناقشة مطالب المتظاهرين وقرارات مجلس الوزراء وتنفيذ الإصلاحات".

وكانت قد وعدت الحكومة العراقية بتنفيذ حزمة إصلاحات، إثر احتجاجات انطلقت مطلع تشرين الأول/ أكتوبر الحالي، وخلفت أكثر من 150 قتيلا، معظمهم من المتظاهرين.

في غضون ذلك، أصيب البرلمان بالشلل بسبب الانقسامات بين كتله السياسية، ولم يتمكن من التصويت على تعديل وزاري لعدم اكتمال النصاب القانوني في أكثر من مناسبة.

من جانبه، خاطب رئيس الوزراء عادل عبد المهدي للمرة الثانية المتظاهرين، الذين خرجوا، ليل الخميس الجمعة، لاستئناف تظاهراتهم المطلبية.

ووجّه خطابا إلى الأمّة دافع فيه عن إنجازاته، واتّهم أسلافه بأنهم سلّموه دولة ذات اقتصاد مستنزف وأمن هش. كما انتقد الصدر من دون أن يُسمّيه.

المتظاهرون يعلنون تحويل الاحتجاجات إلى اعتصام مفتوح

أعلن المتظاهرون في العراق، اليوم السبت، أنهم سيحولون احتجاجاتهم إلى اعتصام مفتوح في بغداد، ومحافظات الوسط والجنوب، إلى حين يتم تحقيق مطلب استقالة الحكومة، ومحاكمة قتلة المحتجين.

ورغم أن مصادر أمنية قد قالت لـ"رويترز"، الجمعة، إن عدد القتلى قد وصل إلى 40 قتيلا، إلا أن المفوضية العليا المستقلة لحقوق الإنسان في العراق قالت اليوم، السبت، إن 31 قتيلا و2312 جريحا سقطوا في احتجاجات الجمعة في بغداد ومدن الوسط والجنوب.

وكانت قد فرضت قوات الأمن، بتخويل من رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، حظرا للتجوال في محافظات واسط والبصرة وميسان وذي قار والمثنى وبابل والديوانية بعد تصاعد حدة الاشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين.

بغداد

ونقلت "الأناضول" عن منسق احتجاجات البصرة، كريم الشاملي، قوله "قررنا تحويل التظاهرة إلى اعتصام مفتوح بعد إعلان الحكومة فرض حظر للتجوال، لن نتراجع ولن نخضع لجميع أساليب الترهيب".

وأوضح الشاملي "ما حصل في البصرة يوم أمس (الجمعة) من قتل متعمد للمتظاهرين لن يمر مرور الكرام، الاعتصام لن ينتهي إلا بتحقيق المطالب".

وفي محافظة ذي قار جنوبي البلاد، قال ياسين المكصوصي، منسق في التظاهرات، إن "منسقي الاحتجاجات في جميع المحافظات المنتفضة في بغداد ومحافظات الوسط والجنوب اتفقوا على تحويل التظاهرات إلى اعتصام مفتوح، ما يعني بقاءنا في الشوارع حتى تحقيق مطالبنا".

وأوضح المكصوصي "لن تكون هناك مساومات هذه المرة، سنواجه الرصاص بالثبات على مواقفنا"، مشيرا إلى أن "الجهات التي قتلت المتظاهرين الجمعة معروفة لدى الجميع، وموثقة في مقاطع فيديو، ولا تحتاج الحكومة أو القضاء إلى لجان تحقيق للكشف عن الحقيقة".

وكان قد استأنف المتظاهرون العراقيون احتجاجاتهم المناهضة للحكومة، الجمعة، في بغداد ومحافظات الوسط والجنوب، للمطالبة بإقالة الحكومة وإصلاح النظام السياسي "الفاسد".

وتخللت الاحتجاجات أعمال عنف، ارتفعت وتيرتها بصورة متصاعدة في ساعات المساء، وخاصة في محافظات جنوبي البلاد.

واستخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي، فيما سقط معظم القتلى جراء إطلاق النار من قبل "عصائب أهل الحق"، أحد فصائل "قوات الحشد الشعبي"، لدى محاولة المتظاهرين إحراق مقرات تلك الفصائل، بحسب متظاهرين.

يشار إلى أن الحديث عن ثاني موجة احتجاجات عنيفة في العراق خلال الشهر الجاري، حيث قتل 149 محتجاً و8 من أفراد الأمن قبل نحو أسبوعين.

التعليقات