العراق: مقتل ثمانية أشخاص في انفجارات وقمع للمظاهرات

قتل متظاهران، اليوم الثلاثاء، في كربلاء ووسط بغداد، الذي بات يشهد أعمال عنف بشكل شبه يومي، جراء قمع قوات الأمن للمتظاهرين، بينما تصاعدت أعمدة دخان أسود كثيف في مدن جنوب العراق، إثر إحراق محتجين إطارات بهدف إغلاق طرق رئيسية وجسور.

العراق: مقتل ثمانية أشخاص في انفجارات وقمع للمظاهرات

بغداد اليوم (أ.ب.)

قتل ثمانية أشخاص، اليوم الثلاثاء، في العراق، حيث تستمر أعمال العنف بشكل شبه يومي فيما تستمر الاحتجاجات الشعبية، مع سقوط ستة قتلى في ثلاثة انفجارات متزامنة تقريبا في بغداد، ومقتل متظاهرَين أحدهما في كربلاء وآخر في بغداد، تزامنا مع تأكيد المحتجين عدم التراجع عن مطالبهم.

وذكرت مصادر طبية وأمنية أن ستة أشخاص قتلوا في ثلاثة انفجارات شبه متزامنة في أحياء مختلفة من بغداد؛ ووسط سحابة من الغاز المسيل للدموع وبينما كان يحاول حماية نفسه، "سقط متظاهر قتيلا إثر إصابته بطلق مطاطي في الرأس"، بحسب ما ذكر مصدر طبي، موضحا أن "المسعفين نقلوا 18 متظاهرا آخرين أصيبوا بالغاز والرصاص المطاطي عند جسر الأحرار" في العاصمة.

وقال متطوع طبي يعمل في ساحة التحرير وسط بغداد، لوكالة "الأناضول"، إن متظاهرًا قتل جراء إصابته برصاص مطاطي في رأسه أطلقته قوات الأمن قرب جسر الأحرار.

وأضاف أن "25 آخرين أصيبوا بالرصاص المطاطي والاختناق بقنابل الغاز المسيلة للدموع في الموقع ذاته".

في حين صرح مصدر طبي لوكالة "فرانس برس"، بأن شخصا قتل في مدينة كربلاء العراقية، بعد أن تحولت الاحتجاجات المناهضة للحكومة إلى أعمال عنف في المدينة، وأوضح المصد أن حصيلة الاشتباكات بين المحتجين وقوات الأمن من المرجح أن ترتفع. 

وقال شهود من كربلاء أن شرطة مكافحة الشغب أطلقت العيارات الحية في الهواء وعلى المتظاهرين مباشرة، وشاهد مراسل "فرانس برس" أحد المتظاهرين وقد أصيب في رأسه.

وأفاد شهود عيان من بغداد، أن عمليات كر وفر واشتباكات متقطعة بين المتظاهرين وقوات الأمن تشهدها المنطقة المحيطة بجسر الأحرار.

وذكروا أن قوات الأمن أطلقت الرصاص المطاطي وقنابل الغاز على المحتجين الذين رشقوا بدورهم قوات الأمن بالحجارة والزجاجات الحارقة.

ومنذ أسابيع، تدور مواجهات بين قوات الأمن والمحتجين للسيطرة على الجسور الواقعة على نهر دجلة المؤدية إلى "المنطقة الخضراء" التي تضم مقرات الحكومة والبعثات الدبلوماسية الأجنبية.

وسعى المحتجون طيلة الأيام الماضية إلى إغلاق الطرق المؤدية إلى المنشآت الحيوية مثل مصافي تكرير النفط وحقول النفط للضغط على الحكومة للاستجابة لمطالبهم، لكن دون التأثير على إنتاج وتصدير الخام حتى الآن.

ومنذ بدء الاحتجاجات مطلع تشرين الأول/أكتوبر الماضي، سقط 346 قتيلاً على الأقل و15 ألف جريح، وفق إحصاء أعدته الأناضول، استنادا إلى أرقام لجنة حقوق الإنسان البرلمانية، ومفوضية حقوق الإنسان (رسمية)، ومصادر طبية وحقوقية.

البرلمان يقرّ إنهاء عمل مجالس المحافظات

وعلى صلة، صوت مجلس النواب (البرلمان) العراقي، الثلاثاء، لصالح تعديل قانوني أنهى بموجبه عمل مجالس المحافظات، وتكليف أعضاء البرلمان بمهمة مراقبة عمل المحافظ ونائبيه في المحافظات.

وأفاد مصادر صحافية بأن أعضاء البرلمان أقروا مقترح قانون التعديل الثاني لقانون انتخابات مجالس المحافظات والأقضية رقم 12 لعام 2018. ونص التعديل على "إنهاء عمل مجالس المحافظات غير المنتظمة في إقليم ومجالس الأقضية والنواحي الحالية التابعة لها".

وبموجب التعديل "يقوم أعضاء مجلس النواب كلا قدر تعلق الأمر بالمحافظة التي يمثلها بممارسة الإشراف والرقابة على أعمال المحافظ ونائبيه في كل محافظة، وتقديم التوصيات اللازمة بشأنها لمجلس النواب"؛ وجاء في التعديل أيضا أن "هذا القانون يعد نافذا من تاريخ التصويت عليه في مجلس النواب".

وبموجب التعديل أيضا، فإنه لن تجري انتخابات مجالس جديدة، بل سيقتصر الأمر على انتخاب الحكومات المحلية المتمثلة بالمحافظين ونوابهم.

وكانت مجالس المحافظات بمثابة سلطة تشريعية مصغرة تتولى انتخاب المحافظين ونوابهم وإصدار القرارات الخاصة بالمحافظة أو الوحدات الإدارية الأصغر، وكذلك مراقبة أداء السلطة التنفيذية المتمثلة بالمحافظة.

ويرى الناشطون في الاحتجاجات ومراقبون بأن مجالس المحافظات تحولت إلى غرف مغلقة لتقاسم أموال المحافظات فيما بين الأحزاب، والتغطية على الفساد المستشري على نطاق واسع في العراق.

مليارات الدولارات خسائر الاحتجاجات في بغداد

وخلفت أعمال العنف التي رافقت الاحتجاجات المناهضة للحكومة، خسائر تقدر بمليارات الدولارات جراء حرق 900 متجرا ومخزنا تجاريا في العاصمة العراقية، وفقًا للمحافظة.

ونقل بيان صادر عن المحافظة، عن مستشار اتحاد الغرف التجارية في بغداد، محمد باقر الموسوي قوله، إن الخسائر تقدر بمليارات الدولارات وتعادل ميزانية دول.

وأشار البيان إلى "مندسين" ضمن الاحتجاجات الشعبية أضرموا النيران في مبان تجارية وسط بغداد، أدى إلى احتراق 900 محل ومخزن تجاري.

واندلعت النيران في عدة مباني تجارية خلال الاشتباكات بين قوات الأمن وسط العاصمة، على مدى الأسابيع الأخيرة.

وكان متظاهرون قد أغلقوا للفترة بين 29 تشرين الأول/ أكتوبر و9 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، ميناء أم قصر أكبر موانئ العراق ما خلف خسائر تقدر بنحو 6 مليارات دولار، وفق ما قالت الحكومة.

 

التعليقات