عُمان: وفاة السلطان قابوس بعد 50 عاما بالحكم

توفي سلطان عُمان، قابوس بن سعيد، ليل الجمعة – السبت، وفق وكالة الأنباء العمانية الرسمية. وذكرت الوكالة أنه "ينعي ديوان البلاط السلطاني المغفور له بإذن الله تعالى، مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور المعظم".

عُمان: وفاة السلطان قابوس بعد 50 عاما بالحكم

السلطان قابوس

توفي سلطان عُمان، قابوس بن سعيد، ليل الجمعة – السبت، وفق وكالة الأنباء العمانية الرسمية، عن عمر ناهز 79 عاما. وذكرت الوكالة أنه "ينعي ديوان البلاط السلطاني المغفور له بإذن الله تعالى، مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور المعظم".

وأضافت الوكالة أن ديوان السلطان أعلن "الحداد وتعطيل العمل الرسمي للقطاعين العام والخاص لمدة ثلاثة أيام، وتنكيس الأعلام في الأيام الأربعين القادمة".

وكان الإعلام العماني نقل، الثلاثاء الماضي، عن ديوان البلاط السلطاني قوله، إنّ "حال السلطان قابوس مستقرّ" منذ ملازمته المستشفى مؤخرًا.

وأشارت وكالة الأنباء العُمانية إلى أنّ وفاة السلطان جاءت "بعد نهضة شامخة أرساها خلال 50 عاما، منذ أن تقلّد زمام الحكم في 23 من شهر تموز/ يوليو عام 1970، وبعد مسيرة حكيمةٍ مظفرةٍ حافلةٍ بالعطاء شملت عُمان من أقصاها إلى أقصاها، وطالت العالم العربي والإسلامي والدولي قاطبة، وأسفرت عن سياسةٍ متّزنةٍ وقف لها العالم أجمع إجلالاً واحترامًا".

ولد السلطان قابوس في 18 تشرين الثاني/ نوفمبر سنة 1940 في صلالة في الجنوب، حيث تابع تعليمه المدرسي، إلى أن التحق بأكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية في بريطانيا، وهو في العشرين من عمره. وتخرّج السلطان منها بعد عامين برتبة ملازم، ثم خدم في ألمانيا ضمن فرقة عسكرية بريطانية لمدة عام.

والسلطان قابوس غير متزوج ولا أبناء وأشقاء له. وهو كان يتلقى العلاج من سرطان في القولون بحسب دبلوماسيين. وتكثفت الشائعات حول وضعه الصحي في الأسابيع الأخيرة، منذ عودته من بلجيكا حيث خضع لفحوص طبّيّة.

وكانت زياراته المتكرّرة لألمانيا بدافع العلاج قد أثارت القلق حول خلافته واستقرار البلاد، التي تؤدّي بانتظام دور الوسيط للحفاء الغربيين، خصوصا في العلاقات مع إيران.

والسلطنة كانت أوّل دولة خليجيّة تستقبل رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في تشرين الأول/ أكتوبر 2018، رغم أنّ البلدين غير مقيدين بالعلاقات الدبلوماسية.

والدولة النفطية يبلغ عدد سكانها 4,6 مليون نسمة نصفهم من الأجانب. وقاد السلطان خلال حكمه، مسار تحديث السلطنة الخليجية، وحماها من النزاعات الإقليمية، متّبعًا سياسة خارجية معتدلة.

فبعدما لعبت دورًا في الاتّفاق حول الملفّ النووي الإيراني مع القوى العالميّة في 2015، من دون أن يؤثّر ذلك على عضويّتها في مجلس التعاون الخليجي بقيادة السعودية، برزت عُمان في الخليج كوسيط موثوق يعمل بتكتّم شديد.

وتضح عُمان مليون برميل من النفط يوميًا، ويحد عُمان مضيق هرمز الإستراتيجي، مقابل إيران، ويعد المضيف طريقًا مهمًا لإمدادات الطاقة العالمية، حيث يعبره نحو ثلث النفط المنقول بحرًا في العالم كل يوم.

وقد هدّدت إيران مرارًا بإغلاق المضيق بسبب التوتر مع دول الخليج، ولا سيما السعودية. وفي وقت سابق من العام الحالي، قالت سلطنة عمان إنها وقعت اتفاقية مع الولايات المتحدة، تسمح للسفن والطائرات الأميركية باستخدام موانئها ومطاراتها.

وتوسّطت عمان أيضًا بين طهران وواشنطن لإطلاق سراح سجناء، بما في ذلك إطلاق سراح ثلاثة أميركيين سجنوا في إيران، للاشتباه في كونهم جواسيس بعدما ضلوا طريقهم عبر الحدود العام 2009.

وحافظت مسقط على علاقات جيدة مع طهران، بينما بقيت في مجلس التعاون الخليجي، رغم العداوة العميقة بين السعودية وإيران.

وكانت الدولة الخليجية الوحيدة التي لم تشارك في حملة التحالف العسكري بقيادة الرياض ضدّ المتمرّدين الحوثيين اليمنيين.

وبعد أكثر من خمس سنوات على اندلاع الحرب بين الحكومة اليمنية المدعومة من السعودية والحوثيين، لا تزال سلطنة عمان أرضًا محايدة حيث عقد الجانبان محادثات. كما تستقبل عمان مجموعة من قيادات الحوثيين، الذين غالبا ما يلتقون فيها سفراء دول غربية.

وبحسب الدستور، يقوم مجلس العائلة المالكة، خلال ثلاثة أيام من شغور منصب السلطان، بتحديد مَن تنتقل إليه ولاية الحكم.

وإذا لم يتّفق مجلس العائلة المالكة على اختيار سلطان للبلاد، يقوم مجلس للدفاع بالاشتراك مع رئيسي مجلس الدولة ومجلس الشورى، ورئيس المحكمة العليا وأقدم اثنين من نوابه، "بتثبيت مَن أشار به السلطان في رسالته إلى مجلس العائلة".

ويُعتقد أنّ الرسالة التي تحمل اسم خليفة قابوس موجودة في خزنة في قصر الحاكم. ويُشترط فيمن يُختار لولاية الحكم في عمان، التي تعتمد الشريعة الإسلاميّة أساسًا للتشريع، أن "يكون مسلمًا رشيدًا عاقلًا وابنًا شرعيًا لأبوين عمانيّين مسلمين".

التعليقات