مظاهرات العراق: القتل أو الخطف والتعذيب

يتعرض ناشطون في الاحتجاجات والمظاهرات العراقية إلى اعتداءات منسقة، من قبيل عمليات اغتيال واختطاف وتعذيب في أماكن سرية، منذ اندلاع الاحتجاجات قبل أكثر من شهرين. وتتسارع وتيرة الاعتداءات بصورة كبيرة منذ الأسبوع الماضي.

مظاهرات العراق: القتل أو الخطف والتعذيب

بغداد، اليوم (أ.ب.)

يتعرض ناشطون في الاحتجاجات والمظاهرات العراقية إلى اعتداءات منسقة، من قبيل عمليات اغتيال واختطاف وتعذيب في أماكن سرية، منذ اندلاع الاحتجاجات قبل أكثر من شهرين. وتتسارع وتيرة الاعتداءات بصورة كبيرة منذ الأسبوع الماضي.

ورغم هذه الاعتداءات الدموية، إلا أن المتظاهرين استمروا اليوم السبت بالتوافد إلى ساحة التحرير في بغداد منذ ساعات الصباح، فيما استمرت المظاهرات في عدة محافظات عراقية.

وأقدم مسلحون مجهولون، اليوم السبت، على اختطاف ناشط في الاحتجاجات عقب خروجه من ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد، فيما قتل متظاهرين اثنين، مساء أمس الجمعة، بالرصاص الحي، في اشتباكات بين محتجين وعناصر الأمن قرب ساحة التحرير.

وقال مصدر أمني لوكالة "الأناضول"، إن "مسلحين مجهولين اختطفوا تحت تهديد السلاح الناشط في التظاهرات، أحمد فاضل، بعد عودته من ساحة التحرير وسط بغداد". وأوضح المصدر أن "القوات الأمنية تلقت معلومات من سكان مدنيين، تشير إلى اعتراض مسلحين مجهولين للناشط المدني وسط بغداد، وأرغموه على الركوب في سيارة مدنية".

وتعهدت الحكومة مرارا بملاحقة المسؤولين عن هذه العمليات، دون نتائج تذكر لغاية الآن. ويتهم ناشطون مسلحو فصائل شيعية مقربة من إيران بالوقوف وراء هذه العمليات، فيما تقول الحكومة إنهم "طرف ثالث" دون تحديد هويته على وجه الدقة.

ويشهد العراق احتجاجات غير مسبوقة منذ مطلع تشرين الأول/أكتوبر 2019، تخللتها أعمال عنف خلفت 504 قتيل على الأقل، وأكثر من 17 ألف جريح، معظمهم من المحتجين، وفق إحصاء للأناضول، استنادًا إلى مصادر حقوقية وطبية وأمنية.

وأجبر المحتجون حكومة عادل عبد المهدي على الاستقالة، في الأول من كانون الأول/ ديسمبر 2019، ويصرون على رحيل ومحاسبة كل النخبة السياسية المتهمة بالفساد وهدر أموال الدولة، والتي تحكم منذ إسقاط نظام صدام حسين عام 2003.

ويطالب المتظاهرون، أيضاً، باختيار مرشح مستقل نزيه لا يخضع للخارج وخاصة إيران يتولى إدارة البلد لمرحلة انتقالية تمهيداً لإجراء انتخابات مبكرة.

وأفاد ثلاثة شهود من المتظاهرين للأناضول، أمس، أن القتلى والجرحى في صفوف المتظاهرين سقطوا على "جسر السنك" والمنطقة المحيطة به وسط بغداد. وأضاف الشهود أن المتظاهرين المرابطين في الجانب الشرقي من الجسر، تفاجؤوا بعبور قوات الأمن الحواجز الإسمنتية على الجسر والتقدم صوبهم، وهو ما أشعل مواجهات عنيفة.

وقالوا إن قوات الأمن أطلقت الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين أمس، قبل أن تعود أدراجها إلى الجهة الغربية للجسر، مشيرين إلى عودة الهدوء للمكان بعد انسحاب قوات الأمن.

بدوره، قال المتحدث العسكري باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء الركن عبد الكريم خلف، في تصريح مقتضب للتلفزيون الرسمي، إن "مخربين هاجموا الحواجز الأمنية في منطقة السنك".

التعليقات