مقتل 6 متظاهرين بهجوم على ساحة الاعتصام في النجف

قتل ستة متظاهرين في اقتحام مسلحين، مساء اليوم، الأربعاء، ساحة الاعتصام في مدينة النجف جنوبي العراق، وأطلقوا الرصاص في الهواء وأحرقوا عددًا من الخيم، بعدما اعتدوا بالضرب والهراوات والطعن بالسكاكين على المتظاهرين

 مقتل 6 متظاهرين بهجوم على ساحة الاعتصام في النجف

(أ ب)

قتل ستة متظاهرين في اقتحام مسلحين، مساء اليوم، الأربعاء، ساحة الاعتصام في مدينة النجف جنوبي العراق، وأطلقوا الرصاص في الهواء وأحرقوا عددًا من الخيم، بعدما اعتدوا بالضرب والهراوات والطعن بالسكاكين على المتظاهرين، في وقت شهدت فيه ساحات التظاهر ببغداد ومحافظات جنوبية أخرى موجة احتجاجات رافضة لتكليف محمد علاوي، بتشكيل الحكومة.

وأكد مصدر طبي وشهود عيان مقتل ستة متظاهرين وإصابة 41 آخرين على الأقل بجروح متفاوتة، خلال فضّ أنصار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، اعتصام للمتظاهرين باستخدام الرصاص الحي وأسلحة بيضاء وهراوات في النجف.

وقال مصدر في دائرة صحة النجف، طلب عدم نشر اسمه، إن مستشفيي الصدر والحكيم في مدينة النجف سجلا مقتل 6 متظاهرين نتيجة تلقيهم إصابات بالرصاص الحي وأسلحة بيضاء. وأضاف أن 41 آخرين أصيبوا بجروح جراء الرصاص الحي وطعنات بأسلحة بيضاء وضرب مبرح بالهراوات أفضى لجروح.

في المقابل، أفاد شهود عيان من المتظاهرين بأن القتلى والجرحى سقطوا على يد ما يُعرَف بفريق "القبعات الزرق" التابع لمليشيات "سرايا السلام"، الجناح العسكري للتيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر، في اعتدائهم على ساحة الصدرين، معقل معتصمي النجف.

وأوضح الشهود أن ملثمين، هم في الغالب من أنصار الصدر، أضرموا النيران في خيام المعتصمين قبل أن يهاجم أصحاب "القبعات الزرق" التابعين للصدر، المتظاهرين في الساحة بالرصاص الحي والأسلحة البيضاء والهراوات. وتابع الشهود أن أصحاب "القبعات الزرق" سيطروا على ساحة الاعتصام بعد فضّ المعتصمين بالقوة المفرطة.

ويرتفع بذلك عدد قتلى المتظاهرين على يد أنصار الصدر إلى 7، بعد تسجيل سقوط الأول في مدينة الحلة مركز محافظة بابل وسط العراق، الإثنين، حيث يشن هؤلاء حملة منسقة لتفريق تجمعات المحتجين في مدن وبلدات وسط وجنوبي البلاد بالقوة المفرطة.

وصعد المتظاهرون في النجف، اليوم، تظاهراتهم الرافضة للاعتداءات على المحتجين، وأقدموا على قطع جسر مستشفى الصدر، وعدد من الطرق القريبة منه، وأحرقوا الإطارات فيها، معلنين استمرار الاعتصامات ورفض محاولات الأحزاب لفرض إرادتها بتكليف محمد علاوي، محملين الحكومة مسؤولية الاعتداءات عليهم.

وتوافدت أعداد كبيرة من المتظاهرين إلى ساحة التحرير في بغداد وساحتي الخلاني والوثبة، لإعادة الزخم إلى التظاهرات، مرددين شعارات تطالب بوطن حرّ خال من الأحزاب والمليشيات، وحمل المتظاهرون صورًا لرئيس الوزراء المكلف محمد علاوي وكتبوا عليها "مرفوض بأمر الشعب".

وشهدت محافظة كربلاء تظاهرات حاشدة وسط المدينة، ورفع المتظاهرون شعارات ترفض محاولات بعض الجهات لإنهاء التظاهرات، مؤكدين استمرار التظاهر السلمي حتى تحقيق المطالب، فيما يستمر العشرات من المتظاهرين بالتوافد نحو ساحات التظاهر لتعزيزها.

وفي محافظة ذي قار، توافد المئات من أهلي المحافظة نحو ساحة اعتصام الحبوبي في مدينة الناصرية، وخرجوا بتظاهرة كبيرة، ودعوا إلى ضرورة تنفيذ مطالب المتظاهرين، ونددوا بمحاولات بعض الجهات لفض التظاهرات.

كما تجددت التظاهرات المسائية في محافظة واسط، ومركزها مدينة الكوت، وأعلن المتظاهرون الذين انضم إليهم أعداد من الطلاب، استمرار الإضراب العام في المدينة، مؤكدين استمرار التظاهرات رفضًا لمحاولات الالتفاف وتسويف المطالب.

وعبّر معتصمو مدينة السماوة (مركز محافظة المثنى)، عن استمرار تظاهراتهم واعتصاماتهم في المدينة، وهتفوا بشعارات تنتقد القمع الحكومي ومحاولات فضّ التظاهرات، محذرين من مغبة عدم تنفيذ مطالب المتظاهرين ومن محاولات تسويفها.

وتأتي هذه التطورات بعد رفض المحتجين، تكليف وزير الاتصالات الأسبق، علاوي بتشكيل الحكومة المقبلة، في حين يحظى بدعم زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر.

ويطالب المحتجون برئيس وزراء مستقل نزيه لم يتقلد مناصب رفيعة سابقا، بعيد عن التبعية للأحزاب ولدول أخرى، فضلا عن رحيل ومحاسبة كل النخبة السياسية المتهمة بالفساد وهدر أموال الدولة، والتي تحكم منذ الغزو الأميركي عام 2003.

ويشهد العراق احتجاجات غير مسبوقة، منذ مطلع تشرين الأول/ أكتوبر 2019، تخللتها أعمال عنف خلفت أكثر من 600 قتيل، وفق الرئيس العراقي برهم صالح.

التعليقات