راجت عدّة تحليلات في اليومين الماضيين، حول السبب من وراء اعتقال السلطات السعودية لعدّة أمراء، أهمهم الأميرين محمد بن نايف وأحمد بن عبد العزيز، وأشارت معظمها إلى محاولة انقلاب مزعومة، لكن الأمر قد يكون محض خطوة "استباقية" بحسب مصادر وكالة الأنباء الأميركية "أسوشييتد برس".
وأعدت الوكالة اليوم الأحد، تقريرا حول اعتقال الأمراء الذي بدأ يوم الجمعة، قالت فيه إن الاعتقال جاء بعد سلوك "مستفز" للقيادة السعودية المتمثلة بالملك سلمان عبد العزيز، وابنه ولي العهد، محمد بن سلمان، والذي يُعتبر الحاكم الفعلي للبلاد.
ولفتت "أسوشييتد برس"، إلى أن اعتقال الأميرين قد يكون خطوة استباقية لإدارة المخاطر التي تحول دون تسلم محمد بن سلمان العرش خلفا لأبيه، لأنهما بديلين محتملين لتولي الحكم في المملكة، مستشهدة على ذلك بتقرير سابق لـ"مجموعة أوراسيا الاستشارية".
وأضافت أن ولي العهد السابق محمد بن نايف، كان شخصية مفضلة لدى مسؤولي المخابرات الأميركية، لتعاونه في ملف مكافحة "الإرهاب" في الأعوام الماضية ضد تنظيم القاعدة عندما كان وزيرا للداخلية (2012 - 2017).
كما أن الأمير أحمد، الذي شغل منصب وزير الداخلية لفترة قصيرة في 2012 ينتمي للجناح السديري الأقوى والأكثر نفوذا في العائلة الحاكمة، وهم أبناء الملك عبد العزيز آل سعود، من زوجته حصة بنت أحمد السديري.
وأشارت الوكالة إلى أن الأمير أحمد بن عبد العزيز، يتبنى منذ صعود الأمير محمد بن سلمان إلى ولاية العهد، توجهات رافضة للتغييرات السياسية والاجتماعية، التي يقوم بها الأمير البالغ من العمر 34 عاما.
وكان الأمير أحمد غادر السعودية، في تشرين الثاني/ نوفمبر 2017، قبل حملة اعتقالات طالت نحو 11 أميرا سعوديا، أبرزهم الوليد بن طلال، قبل أن يعود في تشرين الثاني/ نوفمبر 2018، عقب اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي، في سفارة بلده بإسطنبول.
وأتت عودة الأمير أحمد بعد حصوله على تعهدات أميركية وأوروبية بعدم التعرض له من قبل ولي العهد محمد بن سلمان، بحسب تقارير إعلامية.
وألمحت الوكالة إلى ان اعتقاد أحمد بن عبد العزيز، ربما جاء نتيجة استيائه من قرار إغلاق الحرمين الشريفين، أو بحجة ذلك.
ونقلت الوكالة الأميركية، عن مصدر لم تسمه، أن الأمير أحمد، "عبّر لدوائر ضيقة محيطة به عن استيائه من قرار السلطات السعودية إغلاق الحرمين الشريفين بحجة الإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا".
وفي وقت سابق الخميس، أعلنت السعودية إغلاق الحرمين الشريفين بين صلاتي العشاء والفجر، ضمن ما قالت إنها "إجراءات احترازية لمنع العدوى".
وقبل ذلك بيوم، قررت السعودية تعليق العمرة مؤقتًا للمواطنين والمقيمين، جميع القاطنين في مدينة مكة المكرمة، قبل أن تعلن السبت، السماح بفتح الطواف لغير المعتمرين.
والسبت، كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمير ، عن تنفيذ السلطات السعودية حملة اعتقالات لأمراء من العائلة الحاكمة، على رأسهم الأمير أحمد بن عبد العزيز، الشقيق الأصغر للملك سلمان، وابن أخيه محمد بن نايف بن عبدالعزيز، ولي العهد السابق، وآخرين.
وقالت الصحيفة حينها، نقلًا عن شهود عيان لم تسمهم، إن عملية الاعتقال تمت من قبل عناصر مقنعة من حرس الديوان الملكي بأمر مباشر من ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان.
وأوضحت أن سبب الاعتقال هو "خيانة الوطن"، وهو ما لم يصدر بحقه تعليق فوري من جانب السلطات السعودية.
والأميران أحمد بن عبدالعزيز ومحمد بن نايف، يعدان من أبرز شخصيات العائلة الحاكمة، وكانا مؤهلين للصعود إلى سدة الحكم، كما شغلا كلاهما في سنوات سابقة منصب وزير الداخلية.
رسالة إلى بقية الأمراء
ونفت الوكالة نقلا عن مصادر مقربة من الديوان الملكي، ما نقلته "وول ستريت جورنال"، عن أن "الأميرين كانا يخططان لمحاولة انقلابية على الأمير محمد بن سلمان"، وأكدت أن قرار اعتقالهما جاء بمثابة "رسالة إلى بقية الأمراء".
وأضافت أن الرسالة مخصصة للأمراء من العائلة الحاكمة، الذين يشعرون بالظلم والحرمان من الحقوق، إذ يأتي اعتقال أحمد بن عبدالعزيز ومحمد بن نايف، كرسالة مفادها بأن "لا حصانة لأحد بعد الآن".
ورداً على التحليلات عن أن عملية الاعتقال جرت بالتزامن مع تدهور الحالة الصحية للملك سلمان بن عبدالعزيز، أوضحت الوكالة نقلا عن مسؤول أمريكي، لم تسمه، قوله إن "وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، التقى الملك سلمان، في 20 شباط/ فبراير الماضي، وظهر العاهل السعودي بصحة جيدة".
التعليقات