أكثر من نصف سكان لبنان يعيشون تحت خط الفقر.. فقدان 70 ألف وظيفة إثر الانفجار

تجاوز عدد الفقراء في لبنان، 50% إثر الانهيار الاقتصادي الذي تشهده البلاد، ولا سيّما في ظلّ أزمة فيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19)، بالإضافة إلى انفجار مرفأ العاصمة بيروت، والذي تسبب بتشرُّد ما يقارب من 300 ألف شخص.

أكثر من نصف سكان لبنان يعيشون تحت خط الفقر.. فقدان 70 ألف وظيفة إثر الانفجار

لبنانيّ يعزف الألحان على ركام منزله إثر الانفجار (أ ب)

تجاوز عدد الفقراء في لبنان، 50% إثر الانهيار الاقتصادي الذي تشهده البلاد، ولا سيّما في ظلّ أزمة فيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19)، بالإضافة إلى انفجار مرفأ العاصمة بيروت، والذي تسبب بتشرُّد ما يقارب من 300 ألف شخص.

وأفاد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، الأربعاء، بتقديرات تشير إلى أن أكثر من سبعين ألف شخص فقدوا وظائفهم جراء الانفجار، مع ما يترتب على ذلك من آثار مباشرة على حياة 12 ألف أسرة.

وقالت لجنة الأمم المتحدة الاجتماعية والاقتصادية لغربي آسيا (الإسكوا) في تقرير: "تضاعفت نسبة الفقراء من السكان لتصل إلى 55 في المئة في عام 2020 بعد أن كانت 28 في المئة عام 2019، وارتفعت نسبة الذين يعانون من الفقر المدقع بثلاثة أضعاف من ثمانية إلى 23 في المئة" في الفترة ذاتها.

وأوردت اللجنة في الدراسة المعنونة "الفقر في لبنان: التضامن ضرورة حتميّة للحد من آثار الصدمات المتعددة والمتداخلة"، إن انفجار المرفأ والتزايد المتسارع في أعداد الإصابات بفيروس كورونا المستجد "يشلان لبنان الذي يعاني أصلا من آثار صدمات متداخلة، أنهكت اقتصاده وتسبّبت بقفزة غير مسبوقة في معدّلات الفقر".

وذكرت الدراسة أن عدد الذين يعيشون على أقل من 14 دولار في اليوم بات يفوق 2,7 مليون، ما "يعني عمليا تآكل الطبقة الوسطى بشكل كبير، وانخفاض نسبة ذوي الدخل المتوسط إلى أقل من أربعين في المئة من السكان"، وفق ما ذكرت وكالة "فرانس برس" للأنباء.

"بيروت ستنهض" (أ ب)

وتقلّصت نسبة الميسورين بدورها إلى ثلث حجمها منذ العام الماضي، لتصبح خمسة في المئة خلال العام الحالي، بينما يسجّل لبنان أعلى مستويات التفاوت في توزيع الثروة في المنطقة العربية والعالم.

ودعت الأمينة التنفيذية للإسكوا رولا دشتي إلى "إنشاء صندوق وطني للتضامن المجتمعي"، معتبرة أنه "ضرورة ملحة لمعالجة الأزمة الإنسانية وتقليص فجوة الفقر".

وشكل انفجار مرفأ بيروت الذي تسبب بمقتل 181 شخصا وإصابة أكثر من 6500 آخرين، ضربة قاصمة في بلد يعاني من أزمات متتالية، جراء ارتداداته الكبيرة على القطاعات كافة.

ويشهد لبنان أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخه الحديث، خسر معها عشرات الآلاف وظائفهم أو جزءا من مداخيلهم. وتزامنت مع أزمة سيولة وفقدان الليرة نحو ثمانين في المئة من قيمتها في السوق السوداء. وتوقّفت المصارف منذ أشهر عن تزويد زبائنها بالدولار حتى من ودائعهم، تزامنا مع انخفاض القدرة الشرائية للمواطنين في ظل ارتفاع الأسعار، في بلد يعتمد على استيراد الجزء الأكبر من احتياجاته.

وفاقمت تدابير الإغلاق العام، الوضع الاقتصادي، سوءا خلال الأشهر الماضية. وتدخل البلاد الجمعة مرحلة إغلاق جديدة لأكثر من أسبوعين مع التفشي المتزايد لوباء كوفيد-19. وسجّل لبنان 9758 إصابة بينها 107 وفيات، مع تسجيل معدلات إصابة قياسية خلال الأيام الأخيرة.

وكانت تقديرات رسمية، قد أفادت في أيار/ مايو، عن ارتفاع معدل اللبنانيين تحت خط الفقر إلى 45 في المئة، بعد أشهر من الانهيار الاقتصادي الذي شهدته البلاد منذ الصيف الماضي.

التعليقات