لبنان يدعو السعودية إلى إعادة النظر بقرارها منع استيراد الفواكه والخضار

دعت السلطات اللبنانية، اليوم الإثنين، السعودية إلى إعادة النظر بقرارها منع دخول الفواكه والخضار اللبنانية إليها بعد ضبط أكثر من 5,3 ملايين حبة كبتاغون مُخبأة ضمن شحنة من الرمان.

لبنان يدعو السعودية إلى إعادة النظر بقرارها منع استيراد الفواكه والخضار

ضابط جمارك سعودي يفتح ثمار رمان مستوردة (أ ب)

دعت السلطات اللبنانية، اليوم الإثنين، السعودية إلى إعادة النظر بقرارها منع دخول الفواكه والخضار اللبنانية إليها بعد ضبط أكثر من 5,3 ملايين حبة كبتاغون مُخبأة ضمن شحنة من الرمان.

وبدأت السعودية، التي اتهمت السلطات اللبنانية بـ"عدم اتخاذ إجراءات عملية لوقف" تزايد عمليات تهريب المخدرات التي مصدرها لبنان، الأحد الماضي، بتنفيذ قرارها المتمثل بتعليق استيراد الفواكه والخضار من لبنان أو السماح بمرورها على أراضيها.

وإثر اجتماع شارك فيه الرئيس اللبناني، ميشال عون بحضور رئيس الحكومة المكلف، حسان دياب، ومسؤولين آخرين في قصر بعبدا، أعلنت الرئاسة أنها "تتمنى من المملكة العربية السعودية إعادة النظر في قرار منع دخول المنتجات الزراعية اللبنانية إلى السعودية أو عبور أراضيها".

وقال رئيس نقابة مصدّري ومستوردي الفاكهة والخضار، نعيم خليل في لبنان في حديث إذاعي إن شحنة الكبتاغون التي أعلنت السعودية الجمعة الماضي، ضبطها، "ليست لبنانية بل مرّت بالترانزيت من سورية".

وأكد المجتمعون في بعبدا بدورهم، وجوب "إدانة كل ما من شأنه المساس بأمن" السعودية "لاسيما تهريب المواد الممنوعة والمخدّرة، خصوصا أن لبنان يرفض رفضا قاطعا أن تكون مرافقه، طريقا أو معبرا لمثل هذه الجرائم المشينة".

وطلبوا من القوى العسكرية والأمنية والجمارك "التشدد وعدم التهاون إطلاقا في الإجراءات الآيلة لمنع التهريب على أنواعه من الحدود اللبنانية وإلى أي جهة كانت، لاسيما منها الشحنات المرسلة إلى دول الخليج".

وتشكل السوق الخليجية خصوصا السعودية، وجهة أساسية للفواكه والخضار اللبنانية. ويعدّ التصدير حاليا متنفسا للمزارعين اللبنانيين في ظل الانهيار الاقتصادي المتمادي في البلاد منذ العام 2019.

ويصدر لبنان إلى الدول العربية، وخصوصا الخليجية، 77,8 في المئة من إجمالي صادراته، وفق تقرير حكومي لبناني.

وشكلت السعودية في العام 2019 الوجهة الأبرز للصادرات الزراعية اللبنانية. وصدر لبنان إلى السعودية ما نسبته 22,1 في المئة منها.

وتشهد العلاقة السياسية بين البلدين فتورا، على خلفية تعاظم دور حزب الله، الذي تعتبره الرياض منظمة "إرهابية" تنفذ سياسة إيران خصمها الإقليمي الأبرز.

وتنشط في لبنان وسورية المجاورة صناعة مخدّر الكبتاغون الذي يصنّفه مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة بأنّه "أحد أنواع الأمفيتامينات المحفزة"، وهو مزيج من الأمفيتامينات والكافيين ومواد أخرى.

وباتت الصناعة أكثر رواجا، واستخداما وتصديرا، مع توسّع دائرة النزاعات وعلى رأسها النزاع السوري.

ونجحت الأجهزة الأمنية اللبنانية مرارا في إحباط عمليات تهريب ضخمة باتجاه الأسواق الخليجية خصوصا السعودية. وضبطت الجمارك في 3 شباط/ فبراير خمسة ملايين حبة كبتاغون في مرفأ بيروت، كان من المفترض إرسالها إلى اليونان ثم السعودية.

وفي تشرين الأول/ أكتوبر 2015، أوقف لبنان أميرا سعوديا حاول مع أربعة سعوديين آخرين تهريب نحو طنين من حبوب الكبتاغون موضبة داخل طرود في طائرة خاصة كانت متجهة من بيروت إلى السعودية.

وقال عون إن "التهريب بأنواعه كافة، من مخدرات إلى محروقات وغيرها من المواد، يضر بلبنان ويكلفه غاليا، وعملية التهريب الأخيرة إلى السعودية تؤكد ذلك".

فيما قال دياب: "نحن على ثقة أن السعودية وكل دول الخليج يعرفون جيدا أن التوقف عن استيراد الزراعات اللبنانية لا يمنع تهريب المخدرات الذي يعتمد طرقا مختلفة".

وتابع: "التعاون بيننا يساعد على ضبط هذه الشبكات".

وشدد البيان على إنزال أشد العقوبات بالفاعلين والمخطّطين والمنفّذين لعمليات التهريب، وإطلاع المسؤولين السعوديين على النتائج في أسرع وقت ممكن.

وأفاد بأنه تم تكليف وزير الداخلية والبلديات، محمد فهمي، بالتواصل والتنسيق مع السلطات السعودية المعنية لمتابعة البحث في الإجراءات الكفيلة بكشف الفاعلين، ومنع تكرار هذه الممارسات المدانة.

التعليقات